الذى أستطيع ان اقوله اننا نعيش حاله غامضه فلا برنامج ايديولوجى مثلا واضح ،وايديلوجى ليست عيبا فهى تعنى بكلمات بسيطه توجه سياسى معين، يعنى مثلا اين تذهب هذا المساء يمينا ام يسارا فوق ولاتحت شرقا ام غربا شمالا ام جنوبا ..اما ونحن هكذا والان فنحن نبعث اشارات متضاربه إلى كل هذا سيادتك واحيانا نبعث اشاره إلى الشرق فى حين اننا نتوجه إلى الغرب ونبعث اشاره يسارا ونرى السياره راشقه فى اليمين ونبعث اشاره جنوبا فى حين نحن عالقون بالشمال .
حالة غموض حتى مصطلحات الحياه السياسيه المألوفه لايتم التعامل معها بجديه ولاأحترامها فالعدو غير واضح الا ربما في النوايا الخفيه الغامضه لافراد مختارين بعنايه لاتوجه عام يعلمه العام والخاص، فحتى الإرهاب الذى يقتل الضباط والجنود انت لاتدرى فى الاقبيه الخفيه التى لاتعلم عنها شيئا البته كشعب او كرأى عام اين تنتهى الحرب واين تبدأ الصفقه والتفاهمات ؟
واى قوى من تلك التى تساند حتما معسكر الإرهاب وتدعمه بالمال والسلاح هى صديقتنا وايها عدوتنا واين تقع منطقة الحياد ..في كل شىء تجد حاله غامضه حتى الاعداء اسماهم السيد الرئيس الاشرار وهى ايضا كلمه غامضه ليس لها مدلول سياسى معين هى كلمه لها مدلول دينى بالاساس وتعنى أعوان الشيطان وعكسهم الاخيار وهم أهل الجنه والفردوس والحاجات الحلوه دى، وكنت اظن إلى وقت قريب ان الاخيار والاشرار هى حكاية رجال الدين لارجال السياسه والحكم ولكنها الظلال الدينيه الكثيفه تغلف الحياه السياسيه الحاليه فتصبغها بغموض أسطورى فاقع تميع فيه الحقائق الأوليه للسياسه والحكم والاقتصاد والمجتمع فمتبقاش سيادتك عارف تروح للموضوع منين ولاتعالجه أزاى، لأن الموضوع اساسا غامض ويقع في غرفة حكم مصمته مغلقه كاتمه للصوت والصوره ولاتصدر منها الا احكام القدر ..حتى البرلمان ونظرية حكم الشعب نفسه بنفسه كمؤسسه شريكه في الحكم طبعا تم اصطفاؤه بيد القضاء والقدر وهو يمارس مهمه مقدسه وهى اعتماد قوانين وقرارات المشيئه الحاكمه والاقدار الألهيه التى تحكم البلاد والعباد وهكذا سعادتك ودواليك صارت كل شئون الحياه والسياسه والاقتصاد والاجتماع ليست شأنا خاصا بالمجتمع فثمة من هم اعلم من المجتمع يمثلونه ويعرفون مصلحته ويدبرون اموره وليست هناك اى فرصه فى الحقيقه لنقد بناء ولاحوار خلاق من والى وصاعد وهابط فقد تم النهى عن الجدل وهناك دعوه غامضه ايضا للعمل !
اى عمل العمل الذى تحدده الاقدار والمشيئه ولابأس من ان تشارك فى الاختيار لقضيه مثلا زى البطاله بين اشاعة التوكتوك فى مفاصل الحياه او شراء عربه سياره تبيع فيها سلع باثمان زهيده خدمه لنفسك وللشعب تلك هى اختيارات التنميه المتاحه للشعب حتى بت اعتقد احيانا وربما اكون مخطىء ان السياسه دى بايخه وممله ثم اعود واستغفر الله فما انا الا مجرد مواطن يقع تحت اقدار المشيئه الالهيه يعيش بين اخيار واشرار وللاسف للاسف لايعرف التمييز الحقيقى العلمى الجاد او ربما حتى الواضح بين الاخيار والاشرار والصراحه اكثر انا المواطن الذى لايعرف فى مصر الان اين هو الخير نفسه ولاالشر نفسه وقعت فى الغموض السياسى الرهيب يارب ولم يعد لدى تفرقه بين الخير والشر على وجه الدقه ولم تتنزل نصوص ايضا واضحه ولاصريحه تعين مواطن مثلى على التفرقه فأنهج الطريق القويم انما هى مجرد ايضا اشارات غامضه إلى اشياء غامضه توقعنى يارب فى الشبهات السياسيه تاره اصيب وتره اخيب ولم اعد اعرف اين الطريق القويم ياحكومه فى سائر القضايا ليس مطلوبا ان نقول رأى وحتى اذا قلناه فهذا شأن يخصنا ولايخص الاقدار السياسيه والاقتصاديه نعمل ايه بس يارب ؟كده كتير بلا توجهات واضحه ولاخطه ولاخريطه ولااعلان مبادىء ولابرنامج عمل بلا ولاشىء كما قالت الاغنيه اللبنانيه مجرد من الحول والقوه والفكره والتوجه الواضح الذى بالتأكيد موجود هناك فى جهه معينه هى محل الثقه والاعتبار والتقدير بينما كل هذا المجتمع بأكمله بسائر قواه الحيه واحزابه ومفكريه وفاعليه واولى الحل والعقد فيه قد تحول الجميع الى متلقين خانعين لوحى غامض له مشيئه لاتصد ولاترد ولاحول ولاقوة الا بالله.