الحقيقه ان كثيرا مما يحدث الان فى مصر متوقع ببساطه ولكننا ننسى ليس بوسع الارهاب ان يدفع حراكا جماهيريا فى مصر ولا ان يكون له شعبيه فى وسط جماهير مصريه ولاحتى جماهير العشوائيات.
الشعب المصرى بطبيعته التاريخيه كلما احس بالخطر كلما توحد حول دولته المركزيه ودافع عنها بشراسه وهنا يبدو الارهاب افعالا بالنسبه لشعب قديم كالمصريين افعالا يائسه طائشه وتهدده فى الصميم ليس له سوق فى هذه البلاد مثلما حدث فى بلاد اخرى مجاوره، بل من المحتم ان يدفع السلطه الناشئه فى بر مصر الى التماسك ويدفع ظهيرها الشعبى الى الرواج اكثر والتمكين على الرغم من التحديات الاقتصاديه الكبيره التى يواجهها واعتماده سياسات ليبراليه قاسيه على الجماهير لاتحظى بشعبيه الا ان الهواجس الامنيه الخطيره تدفع السلطه الناشئه اكثر فى مصر الى التمكين.
اذن من المنتظر ان تشتد العمليات الارهابيه نتيجة يأس فريق سياسى دينى من الوصول الى نتائج بعد مغامراته الكبيره الفاشله وربما يدفعه اكثر الوضع السياسى المحموم فى الجوار كله لدى الارهاب فرصا اكبر لم يمتلكها فى السابق فرصا فى دول الجوار هناك على الحدود فى السودان وفى ليبيا وعلى حدودنا مع قطاع غزه وبضع نقاط شديدة المحدوديه فى الداخل المصرى ولديه تمويل ولديه حالة مظلوميه تعطى الدافع، ولكنه فى الحاله المصريه بالتحديد لامستقبل له هنا وكلما تخبط وخبط اكثر، كلما اشتد ساعد الحكم واشتدت قبضته الامنيه وخرج من حالة الضعف والارتباك التى كانت مصاحبه لصعوده فى ظروف معقده وصعبه وانجاز باقى عوامل احكام سيطرته على البلاد.
فى تقديرى ان الارهاب فى مصر مجرد موجه ربما موجه اقوى من سابقتها الا انها تظل موجه تتحطم على صخرة التاريخ فى مصر مهما بدا للبعض انها اعلى من الامواج التى سبقتها وضاعت هناك على رمال سيناء او فى قلب القاهره التاريخيه او فى اى شارع او حاره مصريه ليس بوسع موجه ان تقهر التاريخ ابدا.