فجر شباب مصر ثورة 25يناير المجيدة.. وكانوا رأس حريتها وانخرطوا بحماس غير مسبوق في الدفاع عنها.. ودشنت ثورة يناير لبداية إيجابية للتفاعل والاهتمام بقضايا الوطن.. وانطلقت أحلام الشباب وطموحاتهم لبناء مصر الجديدة.. الحرة.. التي تصون حقوق أولادها.. كل أولادها.. ووسط أجواء الحماس والتفاؤل التي انتابت الشباب المصري.. تأتي كارثة ماسبيرو.. ليعلن الشباب في غضب وذهول شديدين لمصلحة من؟!..
أوضح زياد العليمي المتحدث الرسمي باسم ائتلاف شباب الثورة -31 سنة – أن هناك متظاهريين مصريين تم حبسهم في الشوارع وإطلاق النيران عليهم بشكل عشوائي, وهذا غير مقبول بالمرة, وعن رد فعل الائتلاف تجاه هذه الأحداث, قال زياد إن هناك عدة مطالب للائتلاف لابد من تحقيقها حتي تستمر الثورة, و في مقدمتها تفعيل قانون دور العبادة الموحد, وإقالة وزير الإعلام ومحاسبته عن التغطية الإعلامية السيئة للتليفزيون المصري والتي كادت أن تتسبب في فتنة, وإقالة محافظ أسوان ومحاكمته لأنه سبب هذة المشكلة من البداية وأطالب معاملة شهداء ماسبيرو مثل شهداء الثورة من حيث المعاملات المادية والتكريم والاحترام وباقي المعاملات, وإقالة وزير الداخلية ومحاكمته لأنه المسئول عن حالة الانفلات الأمني, أما عن أحداث ماسبيرو فقد أكد زياد ## كنت عند ماسبيرو الساعة السابعة مساء ورأيت الجيش منتشرا في الشوارع وكان فيه استخدام مفرط للعنف ضد المتظاهرين , وفي الساعة الحادية عشرة مساء بدء ظهور لمجموعة من البلطجية وكانوا يهتفوا ##إسلامية إسلامية## وقاموا بتحطيم محل للخمور في شارع محمود بسيوني وحاولوا سرقته##, وأضاف زياد أن شباب من الائتلاف كانوا في ماسبيرو منذ البداية وأوضحوا أنه في البداية كان هناك مظاهرة عند ماسبيرو وكانت محاضرة لمدة ساعتين, اشتركت فيها تيارات سياسية مختلفة من أجل التضامن مع مطالب مظاهرة شبرا والتي خرجت للتنديد بأحداث كنيسة الماريناب, وبمجرد وصول مظاهرة شبرا وانضمامهم لهم عند ماسبيرو, تمت محاصرتهم وضربهم.
وقال فاروق عادل -20 سنة – روحت لماسبيرو لما عرفت أنه فيه ضرب نار واشتباكات هناك, ولما وصلت رأيت قوات الجيش ومن خلفها بعض الأهالي -من ناحية بولاق- ويرددوا ## الجيش والشعب إيد واحدة و إسلامية إسلامية وكانوا يحملون العصي والحديد, ثم وصلت قوات الجيش لمطلع كوبري 6 أكتوبر, وعبدالمنعم رياض, وكانوا يضربوا النار علي المتظاهرين, و بيحاولوا يفضوا ميدان التحرير, وقبضوا علي ناس كتير.
أشار نجاد البرعي المحامي والنشاط الحقوقي إلي أن التظاهر حق من حقوق الإنسان ولكن قبل ثورة 25 يناير كان الحكومة تمنع وتقمع التظاهرات ولكن بعد الثورة أصبحت التظاهرات السلمية متاحة ومسموح بها من قبل الحكومة ولكن يجب علي المتظاهرين أن يأمنوا أنفسهم وهذا ما اعتبره نجاد البرعي خطأ كبيرا فمن المفترض أن الشرطة تتولي تأمين التظاهرات وتحدد خط سيرها وتتفق مع المنظمين علي خط سير التظاهرة ويتساءل مستنكرا: كيف ينضم المواطن إلي تظاهرة سلمية ويضرب عليه نار حي؟ لذلك يطالب بضوابط خطوط سيرالتظاهرات وتولي الشرطة تأمينها.
وتعليقا علي أحداث ماسبيرو قال نجاد البرعي علي الرغم أن أحداث ماسبيرو تبدو سلبية قاتمة الصورة إلا أنها بها جانب إيجابي وهو أنها قد تلفت انتباه الحكومة إلي الملف القبطي ويدفعها لاتخاذ خطوات إيجابية لحل مشكلات الأقباط في مصر. وأضاف أن هناك مشكلة في معالجة الملف القبطي في مصر وهذه المشكلة منذ .1971
وأشار إلي أنه لابد أن نستمع إلي صوت العقل وأن الجيش المصري هو جيش مصر وليس من مصلحة أي مواطن أن ينهار الجيش المصري فيتولي الجيش المصري حكم البلاد إلي أن يتم الانتقال إلي حكم مدني نستطيع من خلاله إدارة شئون البلاد بشكل أفضل.
وتعليقا علي تغطية التليفزيون المصري لأحداث ماسبيرو اعترضت الدكتورة نقلة عمارة أستاذ الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان بشدة علي قيام بعض المذيعين أثناء تغطية التليفزيون المصري لأحداث ماسبيرو بمناشدة المسلمين لمساندة الجيش المصري وعلقت علي ذلك بقولها إن التليفزيون بذلك استخدم وترا طائفيا عاريا تماما من الحكمة والإحساس بالمسئولية والأمن القومي المصري.
أما عن تأثير الإعلام علي الشباب قالت نقلة عمارة إن الإعلام هو من يقود العقول والرأي العام بوضوح سواء الإعلام الداخلي أو الخارجي وأضافت أن تأثير الرسالة الإعلامية يختلف من شخص إلي آخر ويتوقف علي اختيارالفرد لما يتأثر به أي أن المستقبل هو الذي يختار الرسالة الذي يتأثر بها وذلك لوجود قنوات فضائية متعددة ومتنوعة وانتهاء عصر التيفزيون الأوحد.
أما عن مدي مصداقية التليفزيون الحكومي بعد أحداث ماسبيرو قالت نهلة عمارة إن نتائج التحقيقات في أحداث ماسبيرو ستظهر مدي مصداقية التليفزيون بسبب تضارب الروايات حول أحداث ماسبيرو.
وأشارت إلي أن التليفزيون الدولة من المفترض أن يملكه الشعب ولكن حتي الآن لم يوضع الشكل التنظيمي الإداري الحقيقي للتليفزيون المصري الذي يطبق هذا المفهوم وأضافت أن مجلس الوزراء والمجلس العسكري يمثل السلطة الحاكمة حاليا لذلك تعكس التغطية الإخبارية سياسة ووجهة نظرالسلطة الحاكمة مثل بقية القنوات الفضائية التي تعكس وجهات ملاكها من رجال الأعمال.
شددت علي أن التليفزيون المصري يحتاج إلي ضبط إيقاع خاصة في القضايا الخطيرة والحساسة ويجب ألا نترك التغطية الإخبارية في أوقات الأزمات لمشاعر المذيعين وأهواءهم وأن التليفزيون يحتاج إلي تطبيق مفهوم إعلام الأزمة وذلك يعني وجود جهاز لتغطية الأزمات.
أشار عمرو هاشم ربيع الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلي تعدد الروايات حول أحداث ماسبيرو لذلك أكد علي ضرورة إظهار الحقيقة كاملة أمام الشعب بكل شفافية ووضوح.
ودعا إلي وقف الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات والتظاهرات فورا سواء إن كانت طائفية أو سياسية أو فئوية وذلك بسبب زيادة هذه التظاهرات بشكل كبير وضخم خاصة بعد الثورة ويدعو الشباب إلي وقف كافة التظاهرات سواء في ميدان التحرير أو ميدان مصطفي محمود حتي تستقرالأوضاع في مصر.
وأوضح أن نتيجة الكبت الذي عاش فيه الشعب المصري عامة والشباب خاصة لمدة ثلاثين عاما أصبح يمارس الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير بشكل خطأ حيث تؤدي التظاهرات أحيانا إلي تعطيل العمل والمرور وأحيانا تؤدي إلي التخريب ويطالب بتفعيل قانون منع التظاهرات والإضرابات وأضاف أن بريطانيا علي سبيل المثال الإضرابات بها تتم بمواعيد وهناك أماكن للتظاهرات.
وأكد أن هم مشكلتين للأقباط في مصر هما حرية العبادة وحرية العقيدة ويترتب عليها الكثير من المشاكل وأنها متكررة بل يجب إعطاء أولوية لحل هاتين المشكلتين.