يزداد عدد المدخنين في العالم عن مليار شخص ويحصد أرواح نصف من يتعاطونه ويودي بحياة ما يفوق الـ5 ملايين نسمة سنويا علي مستوي العالم وتتزايد معدلات تعاطيه في البلدان النامية ويتوقع الخبراء إذا استمر الحال علي ما هو عليه أن يودي التبغ بحياة 8 ملايين نسمة سنويا بحلول عام 2030 و75% من هذه الوفيات ستحدث في الدول النامية.
كانت هذه بعض الأرقام والإحصائيات التي علمنا بها في اللقاء الذي نظمته الشبكة المصرية لمكافحة التدخين بالتعاون مع حملة أطفال بلا تدخين العالمية ووزارة الصحة.
في البداية قالت الدكتورة جيهان النحاس المنسق الإقليمي بالشرق الأوسط للاتحاد الدولي لمكافحة السل والأمراض الرئوية إن منظمة الصحة العالمية أصدرت الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ التي صدقت عليها 171 دولة ويحكمها سياسات صحية واقتصادية ملزمة علي الدول المصدقة والتي تتلخص في رصد تعاطي التبغ وحماية الناس غير المدخنين من دخان التبغ,وعرض المساعدة علي الإقلاع والتحذير من مخاطر التبغ وفرض حظر الإعلان عن التبغ والترويج له وزيادة الضرائب المفروضة عليها.
لايوجد مستوي آمن
وعن أثر التدخين وخاصة غير المباشر وجد المتخصصون أن التدخين غير المباشر يزيد معدل الإصابة بسرطان الرئة من20-30% والنوبات القلبية من 25-30% بالإضافة إلي أزمات الربو الشعبي وأمراض القلب وأمراض الرئة كما قد يتسبب التدخين غير المباشر في جلطات الدماغ وسوء وظائف التنفس ومشاكل الحمل والأجنة بالإضافة إلي سرطان الثدي وسرطان الجيوب الأنفية.
حول مزاعم وجود مستوي آمن للتعرض لدخان التبغ غير المباشر قالت د. جيهان إن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنه لايوجد مستوي آمن ولايمكن للتهوية أو تنقية الهواء أو تخصيص3 غرف منعزلة للمدخنين أن يقلل من مستويات التعرض.
مصر والاتفاقية الإطارية
أشارت الدكتورة نجوان الليثي المسئول الإعلامي بمكافحة التدخين بوزارة الصحة إلي أن مصر صدقت علي الاتفاقية في فبراير 2005 وأن الاتفاقية لاتمنع استخدام التبغ أو بيعه أو زراعته ولكن تضع شروطا رئيسية للحد من الطلب علي التبغ من التدابير السعرية الضريبية والحماية من التعرض لدخان التبغ,واتخاذ التدابير المتعلقة بالحد من الاعتماد علي التبغ والإقلاع عنه,حيث أصدرت مصر القوانين واللوائح في شأن الوقاية من أضرار التدخين في مصر منذ عام 1981 بقانون رقم 52 لسنة 1981 الذي تم تعديله بقانون 85 لسنة2002, 154 لسنة 2007 والذي من مواده ألا تزيد نسبة القطران عن 21 ملجم في السيجارة الواحدة وأن يبين علي كل علبة سجائر أو تبغ منتجة محليا أ و مستوردة نسبة مادتي النيكوتين والقطران والمواد الأخري ويثبت علي العلبة التحذير الآتي ونصه:التدخين ضار جدا بالصحةويحظر التدخين في وسائل النقل العام والأماكن العامة المغلقة.
وأضافت أن قانون رقم 85 لسنة 2002 ضم تعديلات تغيير النص علي العلبة أي التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة ويحذر الإعلان أو الترويج لشراء أو استعمال السجائر ومختلف منتجات التبغ في الصحف أو المجلات أو مايصدر عنها أو تقوم بتوزيعه بالصور المرئية أو بالوسائل المسموعة أو أي وسيلة أخري كما يحذر توزيع السجائر أو منتجات التبغ بكافة أنواعه في مسابقات أو جوائز ويحذر بيعها لمن يقل عمرهم عن ثمانية عشر عاما والتزمت مصر بالأحكام الواردة بالاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ في تعديلات قانون رقم 154 لسنة .2007
الحل رفع الضرائب 70% لمرة واحدة
يقول دكتور أشرف صلاح أستاذ مساعد الاقتصاد بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري:تعتبر مصر من أكبر الدول المستهلكة للتبغ وخاصة السجائر في الوطن العربي,ومنع زراعة التبغ في مصر منذ فترة طويلة إلا أننا نستورد كميات كبيرة من الصين والبرازيل والهند وإيطاليا وسورية والولايات المتحدة,والمهيمنون علي صناعة التبغ في مصر هي الشركة الشرقية للدخان والتي تملك الدولة أكثر من 50% من أسهمها ورغم ذلك تعتبر مصر من أرخص الدول التي تبيع السجائر في الوطن العربي.
وعن شائعة كثرة التهريب مع ارتفاع الأسعار قال صلاح:لايحدث تهريب للسجائر أو التبغ إلا في الدول المنتجة فقط وبالتالي لايوجد تهريب في مصر.وأن الحل الأمثل وعن تأثيرة علي العاملين يقول إنه سيكون ضئيلا جدا وأوصي أن تصل ضريبة السجائر إلي70% من سعرها في بيع التجزئة ويكون ذلك لمرة واحدة وليس تدريجيا كما يجب أن تعدل التقسيمة السلعية للتبغ وإعادة تقييمها.
جوانب إيجابية
أوضح الدكتور فينيس ويلمور نائب رئيس قسم الاتصال بحملة أطفال بلا تدخين في الولايات المتحدة الأمريكية أن الدراسات وجدت عدم التدخين له جوانب إيجابية غير الحفاظ علي الصحة وبالنسبة للأعمال التجارية تقلل تكاليف الصيانة وانخفاض خطر اندلاع الحرائق كما أثبتت التقارير أن زيادة الضرائب بما يرفع السعر الحقيقي للسجائر بنسبة10% في أنحاء العالم سوف يسهم في حماية ما لايقل عن10 ملايين حالة وفاة بسبب التبغ,وتقلل استهلاك التبغ بنسبة 4% في الدول المتقدمة و8% في الدول النامية,فيما يؤدي التدخين غير المباشر للأطفال بظاهرة الموت المفاجيء والتهاب الأذن الوسطي والالتهاب الحاد في الجهاز التنفسي السفلي واشتداد الربو.
أكد فينيس أن الحكومات تفرض الضرائب علي التبغ لزيادة الإيرادات وتحسين الصحة العامة والكفاءة الاقتصادية فإنها تساعد المدخنين علي الإقلاع وتردع الآخرين عن البدء,وتمنع الانتكاسة والعودة إلي التدخين بعد الإقلاع وتقلل عدد الوفيات الناجمة عن دخان التبغ وتقلل تكاليف الرعاية الصحية.
وحول النتائج الإيجابية قال نائب رئيس قسم الاتصال, إنه قبل التسعينيات كانت نسبة الوفيات الناتجة عن السرطان عالية جدا والآن انخفضت بسبب قوانين منع التدخين وتقليل أعداد المدخنين,كما أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة والقصبة الهوائية في كاليفورنيا تضاءلت خلال الفترة الزمنية 1988-1998 بوتيرة أسرع ستة أضعاف من أية ولاية أمريكية أخري لم تعتمد قوانين حظر التدخين.
وأضاف أنه يعود 90% من حالات الإصابة بسرطان الرئة إلي استخدام التبغ حيث يسبب التدخين خمسة أنواع من السرطان علي الأقل غير أمراض القلب والشرايين,كما تصل تكاليف الرعاية الصحية إلي 3 ملايين جنيه سنويا.
نموذج تركيا بلا تدخين
ومن تركيا جاء الدكتور ريمي جرستاين ليعرض تجربتهم في كيف أصبحت تركيا الآن دولة خالية من التدخين في عدة خطوات أهمها طرح الهدف من الإقلاع ثم طرح الأمراض التي يسببها التدخين غير المباشر وأثره علي غير المدخنين والذي يؤثر علي60% منهم.حيث وجد أنه بتركيا 33% من المدخنين ومنهم 50% من الرجال ولكنهم في النهاية يضرون ذويهم من أسرهم وأطفالهم وقد كانت الرسالة مؤثرة مما جعل تركيا مدينة خالية من التبغ.
كما ذكر أن 700 مليون طفل من العالم يتأثرون بالتدخين غير المباشر وما يقرب من50 مليون امرأة حامل في كافة أنحاء العالم.