+كلام جميل:
وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله كان واقفا عند بحيرة جنيسارت(لو5:1). أكيد وجد الجمع المزدحم والقادم من كل مكان برغبته وليس مجبورا الكلام الذي لم يجده في أي مكان آخر فنبع الكلام الجيد والمتكلم صادق في حبه ومشاعره وعارف احتياج كل من التجأ إليه لم يطلب من أحد شيئا مقابلا أنما كان يعطي كل واحد حسب احتياجه لذا كان الكلام جميلا فهو فيه شفاء وفيه حياة وفيه بركة قال عنه المرنمأبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة (مز119:162). كانت كلمات مخلصنا شهوة كل حكيم عاقل يفكر في الحياة الأبدية ويريد أن يسعد بحياة الفرح الحقيقي كما يقول النبي بعد علاقة قوية مع الرب واختيار روحي لكلمة الرب في حياته وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي لأني دعيت باسمك يارب الجنود أر 15:16. وهكذا أمن أهل السامرة بعدما سمعوا من المخلص كلامه الصادق والجميل وقال عنهم الكتاب فآمن به أكثر جدا بسبب كلامه وقالوا للمرأة لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم(يو4:41-42) فنعم الكلام الجميل الذي يفوق الشهد وأحلي من العسل يجذب النفوس التعبانة ليعطيها راحة.
+وليل طويل:-
فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا(لو5:5) طويل هو ليل العالم الذي يشوبه الظلام الكثيف وطويل هو ليل الماضي المتعثر الذي لم يجد فيه الإنسان ما يتمناه حتي ولو كان رزقه اختبر جماعة التلاميذ ليل بحر العالم واختبر لعازر ليل القبر واختبر البشرية ليل السقوط منذ آدم الأول وإن كان الليل يشير في الكتاب المقدس في بعض الأحيان إلي حياة الظلمة والخطية فشكرا لمن جاء وهو آدم الآخر ليشرق علينا بنور العهد الجديد وليخلصنا من ظلمة الليل الطويل الذي مر علي البشرية التي كانت محتاجة إلي من يخرجها من عمقه كما قال الرسوللأن الله الذي قال أن يشرق نور من الظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح(2كو4:6) وهنا نقول لقد تحقق قول النبي الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيما الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور(أش9:2) أستطيع يا عزيزي أن أقول هلما لنسأل السامرية وزكا العشار والمرأة الخاطئة وشاول الطرسوسي وكل من أشرق نور المسيح عليهم فنجد الإجابة أن الليل الطويل عبر ومضي وشكرا لقائد سفينة العهد الجديد والذي جاء لينير لنا الطريق إلي السماء ويبدد ظلمة الخطية وتعبها.
+وبركة بعد غسيل:-
فرأي سفينتين واقفتين عند البحيرة والصيادون قد خرجوا منهما وغسلوا الشباك فدخل إحدي السفينتين التي كانت لسمعان وسأله أن يبعد قليلا عن البر ثم جلس وصار يعلم الجموع من السفينة ولما فرغ من الكلام قال لسمعان: أبعد إلي العمق وألقوا شباككم للصيد…فأجاب سمعان وقال: لكن علي كلمتك ألقي الشبكة ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكا كثيرا جدا فصارت شبكتم تتخرق…(لو5:2-11). قبل أن يركب السيد السفينة كانت مشاعر أصحابها حزينة لأنهم تعبوا ولم يصطادوا شيئا ولكنهم غسلوا الشباك علي أمل يوم آخر فعلا الشباك كانت محتاجة إلي غسيل يخلصها من يأس العالم وأفكاره فغسيل الشباك جعلها تصطاد كلمة الرب الجميلة التي بثت في قلوبهم الأمل والإيمان والطاعة فكانت الثمار بركة فالبشرية تحتاج دائما لغسيل القلب من الخطية لتطرح شباكها نحو كلمة الرب المثمرة والتي تعطي الحكمة السماوية كما يقول الكتابأما الحكمة التي من فوق فهي أولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة وثمار صالحة عديمة الريب والرياء(يع3:17). نعم كانت ثمار كلمة الرب عند جماعة التلاميذ هي الإيمان الذي جعلهم في طاعة وحب يلقون الشباك في العمق ويصطادون سمكا كثيرا جعلهم ينادون علي السفن الأخري لتنعم معهم بثمار البركة هيا عزيزي نطرح قلوبنا أمام سر الاعتراف مغسولة بدموع التوبة ومطروحة أمام شمس البر لتتلامس مع الحكمة والطاعة ونثمر بالبركة وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع شفاء عظيم…وفكر عقيم…ومعلم كريم.
[email protected]