الحرف يقتل مبدأ مسيحي معروف في تفسير الكتاب المقدس, ولكن استخدمه المعارضون لرأي الكنيسة في قضية لا طلاق إلا لعلة الزنا بطريقة بدت في ظاهرها رحمة وفي باطنها خبثا ورياء, وتطويع الوصية الإلهية لإشباع أهواء البشر!!.
وكلكم تعرفون مثلي ما ساقه رموز الكنيسة وعلي رأسهم قداسة البابا شنودة من إثباتات كتابية تؤكد أن هذا المبدأ في العلاقة الزوجية قصد إلهي عميق وليس كلاما عابرا, والدليل علي ذلك تأكيده وتكراره في عدة شواهد من أناجيل العهد الجديد.
والحقيقة التي يكتشفها كل من يقرأ الكتاب المقدس بعهديه أن وحدانية الزواج واستمراريته دون إنفصال هي روح وليس مجرد حرف .
وإن كنا نعرف جمعيا أنه منذ سفر التكوين قال الوحي الإلهي: لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان الاثنان جسدا واحدا (تكك 2:24), فإنه كان ملفتا- بالنسبة لي- وأنا أقرأ سفر ملاخي وهو آخر سفر في العهدالقديم أن الله يؤكد نفس الإدارة الإلهية فيما يخص العلاقة بين الزوجين في ملاخي (2:13- 16) ومضمونها أن الرب يرفض كل التقدمات والصلوات المقدمة علي مذبحه مهما كانت بالدموع والبكاء, ويعلل السبب بأنه لن يقبلها من الذين يغدرون بامرأة شبابهم ويتركون زوجاتهم, ويؤكد أن هذه العلاقة الزوجية ليست بين طرفين هما شريكا الحياة وإنما الله هو الشاهد عليها, وأن هذه العلاقة ليست مجرد عقد وإنما عهد, وأن الزوجة لها مرتبة مساوية لرجلها فهي قرينته وليست مجرد جسدا لإشباعه في شبابها, وليس له إذا ضعفت أو مرضت أو ذبلت أن يتركها أو يطلقها ثم يلخص قول الوحي الإلهي في آية واضحة وضوح الشمس لأنه يكره الطلاق يقول الرب (ملاخي 2:16).
فإن كان الله في أول سفر وآخر سفر في العهد القديم يؤكد إرادته في عدم الطلاق, بل يعتبره عائقا وحاجزا بينه وبين الإنسان فلا تقبل تقدمته مهما كانت مرضية… ثم يقولها مرارا في العهد الجديد… فهل نعتقد أنها حرفية أم روح ؟!.
[email protected]