وجودها يوحى لك بالأمان للوهلة الأولى ولكن ما ان تمر بها الا وتشعر بمزيد من عدم الأمان ..البوابات الالكترونية الموجودة بكل محطات مترو الانفاق وكل الكنائس والمباني العامة لكنها لا تحقق ادنى قدر من الأمان وآلية العمل بها تثير الاستفزاز.
بطبعى أحب الالتزام وما أن أجد مثل هذه الاليات الا واخضع لكل تعليماتها ..اثناء نزولى بإحدى تلك المحطات بشبرا وضعت حقيبة يدى علي السير وسمعت صفارة تصدر معها ولكنى وجدت الموظف الجالس امام الكاميرا لايلتفت اطلاقا بل يتحدث مع زميله ، ولم تلتقط عيناه محتوى الشنطة ولا اذنيه صوت الصفارة !!..فالتقطت حقيبتي وانا أقول له مستنكره رد فعله : “حقيبتى تصفر علي السير!!”فالتفت الى كالمخمور وقال : “تلاقي مفاتيحك فيها (!!)” انصرفت من امامه وانا اضرب كفا علي كف ..واثناء حوارنا القصير مر عدة ركاب بحقائبهم دون وضعها علي السير ودون ان يلتفت اليهم احد !!
مرة أخرى وأنا “مفروسة” من إلتزامى بوضع حقيبتى علي السير بينما كثيرات يهرولن الى رصيف المترو متجاوزين البوابة الالكترونية ، وجدت رجل الامن – وهو بالمناسبة شاب صغير السن يبدو انه قادم من الصعيد لتوه – يسرع معترضا شابة مرت دون وضع حقيبتها علي السير ولم تمر من البوابة الالكترونية .. وقف في مواجهتها قائلا بكل ذوق وادب : ” من فضلك يا آ نسة حطى شنطك علي السير” ، واذا بها تنفجر فيه صائحة باعلي صوت : “أتكلم بذوق ..مش هاحطها ..فين المسئول الكبير هنا؟”..وامام منطق خدوهم بالصوت لا يغلبوكم ..تقهقر مسئول الامن بل وزملائه الثلاثة .. ومرت الشابة .. وهم يقولون لو عملنا اى حاجة هاتقول دول اتحرشوا بى ( !!)
فتملكنى الرعب من أن رجال الامن بالمترو ليس لديهم أي الية لالزام من يرفضون الالتزام بالتفتيش ..لا محاضر ولا غرامات ولا اى شيء!!
المفزع أيضا ان تلاميذ المدارس يمرون بحقائبهم الكبيرة المنتفخة كتبا دون ان تمر علي السير ..صحيح البوابات الالكترونية ضارة باشعاعها علي الأطفال ولكن لماذا لا يمررون الحقائب فقط علي السير؟ ومن الوارد جدا ان تستغل هذه الحقائب لمن يريد ان يحيك ويدبر عملا إرهابيا ؟
اذا كانت هذه العشوائية واللامبالاة فيما هو منظور في استخدام تلك البوابات الالكترونية لمترو الانفاق الذى يقله الملايين من المواطنين يوميا والكوارث اذا نالته لاقدر الله تكون مروعة ..فمابالنا بالالية غير المنظورة لهذا التفتيش ماذا لو اكتشفت مواد متفجرة في احدى الحقائب ؟ هل بين من نراهم من الشباب الغلبان خلف هذه الكاميرات من هو مدرب للتعامل مع المشكلة متى وجدت ؟ ام انه سيرتعب ويرتبك ويسلم امره لله ؟!!
هذه البوابات الالكترونية تسييل لعاب المجرمين لا تكبلهم ولا تخيفهم .