اليوم 16 مارس عيد المراة المصرية .. ولا يخفى علينا أنه في شهر مارس كل عام تتوجه الأنظار نحو المراة محليا ودوليا..ففي الثامن منه يوم المراة العالمي وفي السادس عشر يوم المراة المصرية وفي الحادي والعشرين عيد الام .. وكثيرا مانطلق علي شهر مارس شهر المرأة .
إلا أن هذا العام يحمل عيد المراة المصرية مدلولا أكثر عمقا وأهمية، فاليوم 16 مارس 2019 نحتفل بمئوية كفاح المراة المصرية .. أي مرور 100 عام على خروج المرأة المصرية في أول مظاهرة نسائية في ثورة 1919 ، ولاننسي أن هذه المظاهرة النسائية لم تخرج فيها المرأة لأي مطالب نوعية تخصها كإمراة، وإنما خرجت بحسها الوطني تساند الرجل أبا واخا وزوجا وإبنا في كفاحه ضد الإحتلال البريطاني وطبعا سقط منهن شهيدات.
وعلى مدار ال 100عام خاضت المرأة المصرية العديد والعديد من المعارك الوطنية أحدثها ( وليس آخرها لأن نضالها مستمر) مشاركتها الفعالة في ثورة 25يناير وثورة 30 يونيو.
وليس خفيا على أحد أن مشاركة المرأة لا تكون فقط بخروجها و مشاركتها الشخصية وإنما هي الدينامو المحرك أيضا لمشاركة الرجال، فهي التي تشجع الزوج والابن والاخ للمشاركة بل وللصمود والصبر في كل المعارك الوطنية .
لذلك تأتي احتفالية هذا العام تحت شعار “المراة المصرية ..أصل الحكاية وهي فعلا هكذا خاصة إذا أضفنا إلى أدوارها دورها المحوري في الصبر علي الأزمات وبث هذه الروح في كل أفراد الأسرة التي هي نواة المجتمع، المرأة المصرية هي الصابرة والمخففة من وطأة زيادة الأسعار بتدبيرها لميزانية الأسرة، هي التي تعلي من قيمة السلام والأمان والاستقرار في مقابل لقمة العيش، المرأة بلا منازع هي حامية السلام الاجتماعي في مصر، ولايمكن إغفال صبرها كزوجة أو أم شهيد سواء شهداء الوطن او الكنيسة .
المراة المصرية هي كلمة السر في الحفاظ على الوطن رغم الأزمات الطاحنة، ولذلك هي مستحقة أن يؤمن دورها في المشاركة بكل أشكالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ليس من بمفهوم المنح أو الهبة أو المن عليها بامتياز وإنما بمفهوم الحق ليس حقها فقط كمواطنة من الدرجة الاولى– وهي كذلك فعلا– وإنما من منطلق حق الوطن في استثمار كل موارده البشرية التي تمثل المرأة نصفها .
رغم إثبات المرأة المصرية قدرتها في جميع المجالات ورغم ماتحقق من تعديل نظرة المجتمع لها وتطور ثقافة المجتمع فيما يخص الصورة الذهنية تجاهها والتي اتسمت طويلا بنظرة دونية، وقطعا للمرأة نفسها دورا في تعديل هذه الصورة بعطائها في كل المجالات وإثبات قدرتها في المناصب القيادية التي حرمت منها طويلا دون مبرر موضوعي، إلا إنها لاتزال تستحق الأكثر بدءا من حقوقها السياسية ووصولا إلى تفعيل حقوق وكرامة كل إمرأة مصرية على مستوى القاعدة الشعبية..لأنها حقا أصل الحكاية …وكل سنةوكل مرأة مصرية بكل خير.