الدراما التلفزيونية ..الاعلانات التجارية ..التنويهات الإعلامية ..تتشابك في تشكيل الصور الذهنية عن أى قضية أو فئة في المجتمع.
الدارسون للاعلام يعلمون جيدا ان تاثير التنويهات الإعلامية اقل كثيرا من الدراما والاعلانات التجارية ، ففي الدراما ينشغل المشاهد بالاحداث والحبكات الدرامية ويتفاعل مع النسيج الدرامى بكل جوارحه وتنساب اليه كل الرسائل بصورة غير مباشرة.
وفى الإعلانات التجارية يكون المشاهد في حالة استرخاء كامل واستمتاع بالاخراج الجذاب والعبارات القصيرة ذات الإيقاع الموسيقي لكلمات الإعلان و الموسيقي التصويرية ، فتكون أجهزة استقباله مفتوحة علي مصراعيها دون اية مقاومة.
اما في التنويهات الإعلامية فتكون فالرسائل المباشرة تستهدف المشاهد ، ومعروف ان الشعور بالاستهداف يولد شعورا بالمقاومة .
من التنويهات الإعلامية مثلا لا لختان البنات ..لا للفساد ..التاء المربوطة
ولكن هل تستطيع التنويهات الإعلامية ان تصلح ماافسدته الإعلانات التجارية او الدراما التلفزيونية؟..قطعا لن تستطيع.
ان تنجح بنسبة مرضية الا أنها قد تنجح في خلخلة مارسخته الفنون الأخرى من فساد فكرى.
من التويهات الإعلامية ” التاء المربوطة سر قوتك “،الذى اطلقه المجلس القومى للمراة كحملة إلى دعم وتمكين المرأة المصرية، و توصيل رسالة الى المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص تؤكد فيها على أهمية مشاركة المرأة في جميع القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتحث المرأة والفتاة على تحطيم كافة العقبات والقيود والتى تقف أمام تحقيق حلمهن وطموحهن بمستقبل أفضل ، و تحثهن على عدم الاستسلام للنظرة المجتمع النمطية الضيقة تجاه دور المرأة ومكانتها في المجتمع ، والعمل على تغيرها.
ترى هل يستطيع هذا العمل ان يواجه الصورة المبتذلة للمرأة في الإعلانات التجارية ؟!.. فأستمتاع المشاهد بإعلان للملابس الداخلية الشهير واخراجه الجذاب يجعل اللقطات المخجلة ، التي تسئ الى المراة وتعزز التحرش، تنساب إلى وجدان المشاهد بسلاسة منقطعة النظير لا تستطيع ان تعرقلها مئة تنويه اعلامى مثل ” التاء المربوطة “!!
انا لا اقلل من شأن المجهود المبذول في مواجة الابتذال الموجه ضد المراة ولكنه اشبه بمن يواجه المدافع بقذف الطوب والحجارة..الا ان الجهد المشترك بين المجلس القومى للمراة وجهاز حماية المستهلك نجح في حذف الإعلان واستبداله بآخر ، وهذا النجاح يستحق التقدير.
ان وقوف المجلس القومى للمراة بالمرصاد ، وهو ماتفعله لجان الرصد ، للاعلانات والدراما الرمضانية يعد سندا للتنويهات الإعلامية ، ومطاردة ومحاصرة لكل عمل يشوه صورة المراة وبالتالي يعرقل مسيرة تقدم المجتمع.
فلتكن عيوننا مفتوحة على كل مامن شأنه ان يعطل مجتمعنا بسلاح الرفض ثم بسلاح المواجهة.