أنا أناشدك أمام الله… اكرز بالكلمة.. عظ بكل أناة وتعليم.. اصح في كل شيء.. تمم خدمتك(2تي4:1-5).
نعم شهية وعذبة هي حياة التلمذة, فإن خضوع التلميذ لمعلمه لاتقل وفاء عن خضوع الابن لأبيه, وهي ليست بالأمر الجديد, فها نحن نلمسها منذ القرن الأول متمثلة في هذه الكلمات من معلمنا بولس الرسول إلي تلميذة تيموثاوس ثم رسالته إلي تلميذه تيطس.
إنها أسلوب حياة يمتد عبر الأجيال فنجدها في حياة الأنبا ويصا تلميذ الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وفي حياة تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس أب الشركة وفي حياة يسطس وأبوللو تلميذي الأنبا صموئيل المعترف وكثيرين علي شاكلتهم.
واليوم نري نموذجا في العصر الحديث هو القمص ميخائيل البحيري تلميذ الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة الأسبق, ويعرف بذلك نسبة إلي عائلته التي تنتمي إلي محافظة البحيرة, مات والده وتركه في سن صغيرة إذ رأي روحه صاعدة إلي السماء وحوله ملائكة فناداه يا أبي يا أبي فقال له أحدهم اطلب لكي تكون آخرتك كآخرته.
وإذ عشق حياة الرهبنة توجه إلي دير المحرق وتتلمذ علي يد الأنبا أبرآم الذي كان آنذاك القمص بولس الدلجاوي, ولتقواه أحبه الجميع حتي رسم قمصا ثم محصا, كانت حياته مغمورة بالفضائل وعلي الأخص الشفقة علي الفقراء, وأعطاه الله موهبة شفاء الأمراض.
يذكر أنه ولد في سنة1847 وتنيح في سنة1943 ولذلك فهو من قديسي العصر الحديث, وفي حبرية مثلث الطوبي الأنبا شنودة الثالث تم إخراج رفاته لوضعها في مقصورة بكرامة عظيمة بحضور العديد من الأساقفة لنوال البركة منها وذلك في سنة1991 حل تذكار نياحته الأربعاء 16 أمشير.
e.mail:[email protected]