+ نعمة ونور: مادمت في العالم فأنا نور العالم قال هذا وتفل علي الأرض وصنع طينا وطلي عيني الأعمي وقال له اذهب واغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضي واغتسل وأتي بصيرا يو9:5-7 هذه نعمة من نعم الابن الوحيد الذي جاء إلي العالم ليعطي نورا يسطع في القلوب فتعرف الإنسانية الإله الحقيقي الذي قال: أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة (يو 8: 12) وكما أجاب السيد وقال لجماعة التلاميذ لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه يو9:3 فعمل الله مع هذا الأعمي جعله يرجع بعد اغتساله في بركة سلوام (أي المعمودية المقدسة) مبصرا لأن الظلام الذي فيه تبدد بعد قبوله الإيمان بالمخلص فالنعمة هي الشفاء والنور هو البصيرة الروحية الإلهية وهذا ما أكده الكتاب المقدس قائلا: ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة للنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية 1يو5:20 نعم لقد عبر الرسول بولس عن هذه النعمة فقال ولكن ليس كالخطية هكذا أيضا الهبة لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولي كثيرا نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين رو5:15 فما أعظمها نعمة وما أبهره نورا يضئ لنا طريق الأبدية فحقا كما قيل أنت أبرع جمالا من بني البشر انسكبت النعمة من شفتيك مز45:2.
+ وخطايا وفجور: لم يترك أولئك الأشرار الذين ملأ الشر قلوبهم ذاك المسكين الذي قضي عمرا طويلا في الفقر والمذلة والاستعطاء علي الطريق تائها في عمي الحياة فاقدا البصر والبصيرة يفرح بنعمة النور التي أعطاها له السيد إنما فكروا كيف يفقدوه فرحة الشفاء واللقاء مع ابن الله الذي أضاء له حياته فأرسلوا إليه ليسألوه من الذي فتح عينيك. فقال قوم من الفريسيين ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت وآخرون قالوا كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات وكان بينهم انشقاق يو9:16 ثم لم يكتف هؤلاء بتلك الآراء الهدامة نحو المخلص إنما ازداد فجورهم ودخلوا في خطيئة الإدانة والشتيمة والتجديف واتهموا السيد أنه إنسان خاطئ وشتموا المولود أعمي وقالوا له في الخطايا ولدت أنت بجملتك وأنت تعلمنا فأخرجوه خارجا يو9:34 ليت هؤلاء وأمثالهم يسمعون ما قاله الكتاب فأميتوا أعضاءكم التي علي الأرض الزني, النجاسة, الهوي, الشهوة الردية, الطمع الذي هو عبادة الأوثان, الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله علي أبناء المعصية… وأما الآن فاطرحوا عنكم أنتم أيضا الكل الغضب, السخط, الخبث, التجديف, الكلام القبيح من أفواهكم لا تكذبوا بعضكم علي بعض كو3:5-9.
+ وإله منظور: فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا فوجده وقال له أتؤمن بابن الله أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن به فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو فقال أؤمن يا سيد وسجد له يو9:35-38 حقا أنه هو الإله المنظور ومن أعماله تأكد لنا أنه الخالق فمن الذي يستطيع أن يخلق من الطين إلا الله ومن الذي يستطيع أن يعرف غيبيتنا إلا الله لقد انتظر السيد الابن المولود أعمي ليكون له الحضن الدافئ بعد أن أهانه أهل قومه وانتظره بعد أن حاكموه وأخرجوه ليستقبله وكأنه يقول من يقبل إلي لا أخرجه خارجا يو6:37 ما أجملها مقابلة بعد اختبار اجتازه الأعمي من أولئك قساة القلوب ومن خلاله عرف أن يميز بين السجود للعالم والسجود الحقيقي المبني علي الإيمان الحق وكأنه بعد تلك المحاكمة يخرج مرنما مع المزمور الرب نوري وخلاصي ممن أخاف الرب حصن حياتي ممن أرتعب عندما اقترب إلي الأشرار ليأكلوا لحمي مضايقي وأعدائي عثروا وسقطوا إن نزل علي جيش لا يخاف قلبي إن قامت علي حرب ففي ذلك أنا مطمئن مز27:1-3 لقد تأكد هذا المولود من الإله المنظور بنظره الجديد وبتلك البصيرة الروحية التي حصل عليها من الاغتسال في المرسل وبالشعور الروحي الذي أحسه أثناء استجوابه وبتلك النظرة الأبوية عندما رآه منتظرا له خارجا لذلك آمن وسجد عاملا بقول الكتاب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد مت4:10 فنعم النعمة والنور وبئس الخطايا والفجور وشكر لمن ميز وعرف الإله المنظور في كلمته وابنه مخلص العالم.
وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع الطريق المفروش والفكر المغشوش.. وملك العروش.
[email protected]
طامية-فيوم