+مشوار محسوب:-
فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلي الجبال إلي مدينة يهوذا.ودخلت بيت زكريا وسلمت علي أليصاباتلو1:39-40.إنه مشوار محسوب روحيا وإيمانيا بالنسبة للسيدة العذراء التي شهدت لها السماء أنها ممتلئة نعمة حقا إن ثمار الشجرة الصالحة روح الاتضاع كما رنمت السيدة العذراء في تسبيحتها قائلةورحمته إلي جبل الأجيال للذين يتقونه.صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم.انزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغينلو1:50-53 لم يقتصر مشوار أمنا العذراء علي ثمرة الاتضاع وكفي إنما كان مشوار قلب مملوءا بالحب الذي قال عنه الكتابمن يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة1يو2:10 فقلب العذراء الطاهر دفعها إلي الذهاب عبر الجبال لتهنئة وخدمة أليصابات لأنها تعرف جيدا أنه لا يدوم إلا المحبة وعمل الخير كما يقول الكتابوالعالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلي الأبد1يو2:10 حقا إنه مشوار محسوب علي أوتار روحية دقيقة تبعث في النفس نغم الحب الخالص.
+وحوار محبوب:-
لقد كان حوارا له طبيعة خاصة بين العذراء المختارة وأليصابات المحبوبة البارة بدأ بالسلام وحضور روح الله كما قال الكتابفلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت أليصابات من الروح القدسلو1:41 وكان من خلاله إعلان أن الجنين هو الرب المسجود له كما قال أليصاباتوصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطنيلو1:42-44 كما تخلل الحوار روح الفرح والابتهاج والنبوات كما قالت أليصابات وردت عليها السيدة العذراء فطوبي للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب.فقالت مريم تعظم نفسي الرب.وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي اتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني.لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس ورحمته إلي جيل الأجيال للذين يتقونهلو1:45-50 أكيد حوار محبوب لأنه بعيد عن البغضة والكراهية والغيبة وظن السوء.. إنه أعظم حوار بين امراة متقدمة في السن وفتاة كلها حكمة.
+ورجوع مطلوب:-
كما لكل شئ بداية هكذا يكون لكل شئ نهاية فالمشوارالذي بدأ بدافع الحب والاتضاع وروح الخدمة لابد أن تكون نهايته ثمرة صالحة والرجوع منه إلي الأفضل وهنا انتقلت السيدة العذراء من خدمة أليصابات إلي خدمة قضية الخلاص التي كانت هي الخادمة الأولي بعد بشارة الملاك لها فكان ضروريا أن ترجع لكيما تقدم نفسها خادمة للجنين ابن العلي الذي في بطنها ولكي تحتمل كل الأتعاب وهي فرحانة متهللة أنها أم المخلص فرجوع الخادم وهو فرحان بالخدمة التي أعطاها له الله يؤهله لميراث ملكوت السموات كما قال السيد لجماعة التلاميذ فرجع السبعون بفرح قائلين يارب حتي الشياطين تخضع لنا باسمك.فقال لهم رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء…افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماواتلو10:17-20 عزيزي زكريا الكاهن لما أكمل خدمته رجع إلي بيته وأمنا العذراء بعد مشوارها لأليصابات رجعت إلي بيتها وأكيد كلنا سيرجع في يوم من الأيام فهل حسمت الرجوع ووضعت هدفك ملكوت السماء تذكر أنك راجع فرجوعك فرحا هو الذي يطلبه منك الرب وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع السفير المولود…والفرح الموجود…وتحرير من القيود.
Elkomos_ [email protected]
طامية – فيوم