شهداء تحت قبة البرلمان أحد المقالات الأرشيفية التي رصدتها وطني في باب من دفتر أحوال الوطن وقدمها رائد الصحافة القبطية الأستاذ نجيب كيرلس المنقبادي في بابه القيم من أرشيف الصحافة من خلال البحث والتنقيب في عدد من الصحف التي تحدثت عن البرلمان باعتباره ذلك المبني الجميل الذي يجمع تحت سقفه مزيجا مختلطا من الأفكار والمبادئ العامة يعبر عنها باستمرار صفوة من المفكرين والزعماء ورجال السياسة المنتخبين من الشعب نفسه.تعرض الكاتب من خلال هذا المقال للمبني الذي يقع في وسط القاهرة قرب ميدان التحرير,تحديدا في مواجهة مقر مجلس الوزراء,فسجل التاريخ المصري البرلماني كثيرا من الحوادث الشهيرة التي يقع فيها البعض منهم شهداء وموتي بالفعل تحت قبة البرلمان أثناء تأديتهم لواجبهم السياسي والرقابي والبرلماني,وأداء الخدمة العامة والاجتماعية للوطن.نذكر في السطور القليلة التالية بعض هؤلاء الشهداء منهم: حسن باشا صبري الذي فاجأته أزمة قلبية سقط علي أثرها وسط دهشة وذهول الجميع,هناك أيضا فخري بك عبد النور الذي أصيب بأزمة قلبية ألمت به بسبب انفعال شديد أثناء الجلسات البرلمانية سقط علي أثرها,ونقل علي الفور في محالة فاشلة من زملاءه المحيطين به في المجلس لإسعافه,ولكنه كان قد انتقل إلي الرفيق الأعلي,وأحمد ماهر باشا الذي قتل غدرا.
مواجهة غلاء الأسعار
وفي إطار الزيادة المستمرة في أسعار جميع السلع الاستراتيجية والاستهلاكية الذي نعاني منه الآن وتأكيد لمقولة: إن ما يمتلك غذاءه وقوته لا يمتلك حريته.نذكر المقال الذي نشرته جريدة مصر في صفحتها الأولي في عددها الصادر يوم 23سبتمبر عام1898 بعنوان دكريتو لتملك الأراضي البائرة مجانا بهدف تحفيز الشباب المصريين علي استصلاح الأراضي الزراعية البائرة (البور) لتوفير السلع بدلا من اللجوء لاستيرادها, ورصد المقال أمر الحكومة المعروف بدكريتو (قانون) 9سبتمبر لسنة 1884 حيث تعرض فيه الدولة علي الأهالي جميع الأراضي البائرة وتفوض إليهم أمرها بشكل كامل,والملاحظ حاليا أن مشكلة تزايد السكان أجبرت الحكومات المختلفة علي وضع قوانين عديدة للعمل علي زيادة الرقعة الزراعية من أجل سد النقص في الإنتاج الغذائي والزراعي الذي لا يكفي هذه الزيادة الكبيرة بدءا بقانون الإصلاح الزراعي في مصر رقم 178سنة 1952 الذي أصدرته حكومة الثورة في سبتمبر,ثم إدخال الدولة لنظم الري الحديث للرش والتنقيط بدلا من نظام الغمر التقليدي المتبع في الأراضي القديمة في وادي النيل,وإنتاج أنواع غير تقليدية من الزراعات المطلوبة للتصدير إلي الأسواق الخارجية,وتوفير طرق النقل والتصدير إلي الخارج.هكذا تضافرت الجهود لزيادة إنتاجنا الزراعي حتي تعتمد مصر علي إنتاجها الداخلي للغذاء وليس علي الاستيراد من الخارج.
أحداث فبراير 2007
في جريدة الوطن (1877-1897) يمكننا أن نتتبع مدي الترابط والتشابه بين حوادث التعصب والاعتداء بين أبناء الأديان المختلفة ليس في مصر فقط ولكن في الكثير من دول العالم الأخري منذ الأزمنة القديمة وحتي الأوقات الحالية,من خلال المقال المنشور في الصحيفة بقلم مؤسسها ميخائيل عبد السيد أحد أقباط مدينة صنبو بمديرية أسيوط في الصفحة الأولي لعددها الصادر يوم 4فبراير1891,حيث هاجم الكاتب فيه اضطهاد روسيا المسيحية لرعايها المسيحيين بسبب اختلاف مذاهبهم ودياناتهم,كما تناول ظلمها للمسلمين وغيرهم من الطوائف الأخري التي لا تكون علي نفس مذهبهم أو منهجهم. نرصد من هذا المقال المهم بعض فقراته حيث يقول الكاتب: لا يخلو الحال من وجود موظفين جهلة متعصبين مجردين من آداب الدنيا والدين,فيتخذون من اختلاف الأديان ذريعة لتنفيذ مآربهم الفاسدة…فقد بلغنا أن الباشكاتب الموجود مع سعادة مفتش أقاليم الوجه البحري لا يقبل في الخدمة إلا من كان علي دينه بل قال إنه لا يقبل ولن يقبل عيسويا (مسيحيا) في إدارة التفتيش غير مبال بأن هذا السلوك مخالف لإدارة أفندينا توفيق باشا (الخديو آنذاك). قد يكون ما رصده هذا المقال متشابها ومؤكدا إلي حد كبير للأحداث المؤسفة الأخيرة التي حدثت في بداية شهر فبراير عام 2007 في الإسكندرية,وقبلها في بعض بلاد الصعيد مما يؤكد هذا الأمر.
مناصرة الأقباط لدولة إسلامية
وفي أعقاب الحرب بن تركيا دولة إسلامية مع إيطاليا دولة مسيحية نشر الكاتب توفيق حنين رئيس تحرير جريدة مصر في عددها الصادر يوم 4أكتوبر عام 1911 مقالا بعنوان مشكلات طرابلس والأقباط وفي يوم 5أكتوبر من نفس العام,نشر مقالا آخر بعنوان الشعور الصحيح إزاء المصاب العام. وفي هذه الفترة نشرت الجريدة في أعداد مختلفة سلسلة مقالات حول تبرعات كبار الأقباط لمساعدة تركيا ومناصرتها في حربها ضد إيطاليا مما تسبب في خلاف شديد بين جريدة المؤيد (الإسلامية) لصاحبها الشيخ علي يوسف وجريدة مصر المسيحية لصاحبها تادرس بك شنودة المنقبادي.
الاحتفال بمئوية مصلحة البريد
وبمناسبة احتفال مصلحة البريد في أغسطس عام 2001 بمرور مائة عام علي إنشاء صندوق توفير البريد الذي تأسس عام 1901 تناول باب من دفتر أحوال الوطن أحد المقالات الأرشيفية الأخري تحت عنوان دور الأقباط في نشأة صناديق الإدخار. رصد المقال الدور البارز الذي أسهم به الأقباط في صعيد مصر بصفة خاصة في بداية عام 1884 لإنجاز هذا الهدف القومي.
أول مطبعة أهلية قبطية
وحين أنشأ البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح القبطي (1841-1882) أول مطبعة أهلية قبطية في مصر وكان مقرها في ذلك الوقت في البطريركية القبطية بشارع كلوت بك بالقاهرة,نشرت الصحف القبطية كثيرا عن هذا الحدث العام,وعن الغرض من إنشاء هذه المطبعة وهو نشر الكتب المقدسة والدينية المخطوطة لأداء دورها التثقيفي من خلاله.
أول مجلس ملي للأقباط
إذا تتبعنا المسيرة نجد أنه في يوم 16يناير سنة 1874 تم انتخاب أول مجلس ملي حيث قام بطرس باشا غالي بإخطار الحكومة بذلك المجلس واختصاصاته,وفي يوم 2فبراير من نفس العام صدر أمر الخديوي باعتماد التشكيل من 12 عضوا هم : دميان بك شيحة,نسيم بك شحاتة,الخواجة رزق جرجس لوريا,عريان بك تادرس,سعد بك ميخائيل عبده,مقار باشا عبد الشهيد,عوض بك سعد الله,نخلة بك يوسف مقار,نخلة بك يوسف الباراي,برسوم بك جرجس روفيلة,الخواجة مليكة شلبي,جرجس بك شلبي.في هذا الوقت اهتمت جميع المجلات والصحف القبطية بالتعليق والكتابة عن هذا الحدث المهم,وأهميته ورسالته الدينية والاجتماعية,وهي القضاء الملي في الأحوال الشخصية مثل المنازعات الأسرية والزوجية,في إثبات حالات الزواج والانفصال والوفاة والوراثة والأوقاف القبطية…إلي جانب بعض الاختصاصات الأخري التي يباشرها قبل الإشراف علي المدارس القبطية العلمية,ومنها في ذلك الوقت مدرسة الأقباط الصناعية ببولاق,وكلية مارمرقس الابتدائية بالزيتون,ومدارس الأقباط الابتدائية للبنين والبنات بحارة السقايين بشبرا وغيرها من المدارس الأخري.