مرت خمسة أشهر علي الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة وسط صمت أمريكا والدول الغربية علي الانتهاكات والإبادة للمدنيين وتدني الأوضاع الإنسانية, ورغم موافقة مجلس الأمن أخيرا للمرة الأولي منذ بدء الحرب علي قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار إلا أن الإدارة الأمريكية امتنعت عن التصويت وسط التصريحات والضغوط علي الحكومة الإسرائيلية لكن ذلك لم يغير في الأمر شيئا, استبشرنا خيرا حين أصدرت محكمة العدل الدولية توجهاتها لإسرائيل بمطالبتها باتخاذ كل الإجراءات لمنع الإبادة الجماعية, لكن دون جدوي, ورغم انعقاد الكثير من المحادثات والمفاوضات الدولية والعربية سواء الثنائية أو الرباعية مع الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف الحرب تم وضع العراقيل والقيود أمام تنفيذها نتيجة الدعم الأمريكي غير المشروط للدولة العبرية.
فبعد أقل من 24 ساعة علي تصريح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال تشارلز بروان بعدم تسليم إسرائيل كل الأسلحة التي طلبتها بدعوي تأجيرها علي اجتياح رفح.
وافقت أمريكا أخيرا علي بيع طائرات حربية جديدة لإسرائيل وآلاف القنابل غير الموجهة بقيمة 2.5 مليار دولار إلي جانب صواريخ لمنظومات القبة الحديدية المضادة للصواريخ, كما وعدت ببحث مطلب إسرائيل الحصول علي طائرات من نوعأباتشي, خلال فترة قصيرة,إذا من المستغرب أن تقوم الولايات المتحدة بصفقة أسلحة كبيرة كهذه لدعم إسرائيل وفي هذا الوقت بالذات, ومن راهن علي أن الولايات المتحدة سترفع يدها عن تقديم الدعم والغطاء لإسرائيل من الناحية العسكرية فهو مخطئ, لذلك تصمم إسرائيل علي أن تنفذ هدفها وتضرب بكل المناشدات والمفاوضات والضغوطات والتحذيرات عرض الحائط, ويستمر التدهور الكبير للوضع الإنساني في قطاع غزة ونيتها اجتياح رفح, في الوقت نفسه بدأت جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة والدوحة وواشنطن سعيا للتوصل إلي هدنة بعد مرور ستة أشهر تقريبا علي اندلاع الحرب في محاولة للخروج من النفق المسدود في كل ما يتعلق بصفقة تبادل الأسري علي الرغم عدم وجود أي بوادر أو معطيات لإمكانية التوصل إلي إتفاق, ولكن ستشكل المفاوضات الحالية والمقبلة تحديا كبيرا للولايات المتحدة والتي باتت تشعر أنها تدفع ثمنا لانفلات عقل نتينياهو في الكثير من الجوانب رغم كونها كانت وستظل الداعم الأساسي لتل أبيب, وتريدها واشنطن في الشرق الأوسط لأهداف استراتيجة, السؤال الذي يطرح نفسه هل سينفتح نتنياهو ويتم إجباره علي تقديم نوع من المرونة الأيام المقبلة!