تداعيات الأزمة الجيوسياسية وعسكرة البحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين علي السفن أثرت علي حركة الملاحة والتجارة العالمية بشكل عام, ولم تعد الهجمات تستهدف السفن المتوجهة إلي إسرائيل فقط, إنما تحولت إلي حرب تهدد بإغلاق تام للشريان المهم والتجاري العالمي للتجارة العالمية الذي تمر عبره نسبة 15% من حركة البضائع المتداولة بما فيها الموارد النفطية, انتقاما منها بسبب الحرب الإسرائيلية علي غزة, وأصبحت دول كثيرة تدفع ثمن الضربات الأمريكية والبريطانية علي جماعة الحوثيين وتتوسع حدتها علي اقتصاد مصر, فإلي أي مدي ينتهي هذا السيناريو الأسود, والذي يعرض العالم لكبوات اقتصادية تلم بالجميع.
الصدمات الخارجية المتصاعدة والمتتالية من حرب روسيا وأوكرانيا, والحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة تضغط علي الاقتصاد المصري بصورة سلبية, فانخفضت المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية وهي صادرات الغاز الطبيعي والسياحة وتحويلات العاملين في الخارج ومؤخرا قناة السويس, وبات إغلاق البحر الأحمر علي يد الحوثيين قضية عربية تعني الدول المحيطة مباشرة, وقضية عالمية تعني دولا ومصالح دولية متشابكة, ولم تعد الأمور مقصورة علي طريقة إبداء الدعم لغزة, كما يقول قادة الحوثيين في صنعاء, فإقفال باب المندب وتحويل بحر العرب إلي مسرح لمطاردة السفن ليس أمرا طبيعيا أو مقبولا.
والمتابع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن بلاده لن ولم تتخل عن أهدافها الكبري في القضاء علي حماس, وأنه لن يوقف الحرب حتي النصر, في الوقت الذي تطمع فيه حماس للتوصل إلي وقف شامل لإطلاق النار وهو ما تعارضه إسرائيل وأمريكا.
ويظل السؤال هل ينتظر الحكماء في العالم تسوية الأزمة في غزة للبحث عن حلول سريعة للانتهاء من أزمة إقفال الممر الملاحي الدولي, أم ينتظر البعض تدخلا من أطراف خارج التحالف الدولي الذي يوجه ضرباته للحوثيين في البحر الأحمر, ولكن السؤال الذي يدور في أذهان المحللين السياسيين.. هل ستدخل روسيا والصين علي الخط للحفاظ علي تجارتهما عبر الممر الملاحي الدولي, أم سيزداد حصار الممر؟