يثير إعلان الولايات المتحدة عن مشروع تشييد ميناء عائم مؤقت قبالة سواحل غزة الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد الكثير من المخاوف والتساؤلات حول الجدوي من إقامته في ظل وجود معابر برية, ولا أحد يقول لي إن أمريكا فجأة انتفضت وطفت إنسانيتها علي السطح بحجة تقديم المساعدات ووصولها إلي سكان القطاع الذين تضوروا جوعا منذ 7أكتوبر 2023 وحتي الآن بسبب الحرب والحصار. بينما وافق مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون في نوفمبر الماضي علي مشروع قانون لتقديم مساعدات بقيمة14.3 مليار دولار لإسرائيل وإرسال مساعدات فورية إلي إسرائيل عقب الحرب علي غزة, فكيف يعقل أن الدولة التي تقدم في الوقت نفسه الذخائر والأسلحة والقنابل والدعم المالي لتل أبيب تقرر فجأة وتسعي لتقديم المساعدات, بالأولي كان عليها إقناع حليفتها إسرائيل بوقف الحرب وليس تشييد ميناء عائم مؤقت في غزة لإيصال المساعدات بحرا إلي القطاع الفلسطيني الذي تحاصره إسرائيل وتشن فيه عمليات عسكرية ضخمة منذ ما يزيد عن خمسة أشهر. وبالتالي حينما تعلن إسرائيل أنها ستتعاون مع أمريكا في تجهيز الميناء البحري في غزة لإدخال المساعدات إلي القطاع, فعلينا أن نقلق ونطرح الكثير من التساؤلات هل أمريكا تزمع إقامة قاعدة بحرية عسكرية بمشاركة حلف الناتو لضمان ضبط ورقابة قطاع غزة والقضاء علي أي حركات مقاومة مستقبلا بعد القضاء علي حماس نهائيا ؟ هذا بينما يري البعض أن بايدن في سبيل كسب الأصوات في حملته الانتخابية يحاول الإيحاء بأن إدارته تبذل جهودا مضنية لتقديم المساعدات الغذائية والدوائية للقطاع لتغيير الحقيقة التي تؤكد كونها شريكا في المجازر التي ترتكب يوميا في غزة وأن السياسة الأمريكية تؤكد دائما وأبدا أنها تنحاز لطفلها المدلل إسرائيل.هناك تخوفات من أن هناك مشروعا آخر وراء بناء هذا الميناء, هذا المسعي الذي بدأ ينجلي يرتبط بالتواجد الأمريكي في هذه المنطقة تحديدا, لاسيما بعد المسح الذي قامت به شركة المسح الجيولوجي منذ 2010, حيث انتهي إلي اكتشاف أن المنطقة المواجهة لسواحل غزة علي البحر المتوسط قائمة أو عائمة علي آبار من الغاز والنفط, والسياسات الأمريكية بالمنطقة كان في صلب أهدافها, ضمان مصادر الطاقة والتي هي تعتبر أساسية لحياة الدول.