رغم كل الاختراعات والاكتشافات في مجال الطب والصيدلة, إلا أن الأمراض تنتشر وتزداد, ومن خلال أبحاث عديدة في مجال الطب والصحة النفسية أثبت العلماء حقيقة العلاقة القوية بين العقل والجسد, وأن جسد الإنسان يتأثر تأثرا شديدا بما يدور في عقله. إن كل إنسان منا يملك بداخله قوة طبيعية تشفي كل أمراضه, ولكنه عندما لا يعي ذلك يجد نفسه يسيء استخدامها فتسبب له المرض, هذه القوة هي قوة السيطرة علي الأفكار والمشاعر وردود الأفعال.
- الأفكار: إن كل فكرة تدور في عقلك تؤثر في كل خلية من خلايا الجسد, أي أنك تتحكم وتؤثر في جيش به 100 بليون خلية موجودة داخلك, تتحكم فيها من خلال تفكيرك وتركيزك, لذلك لاحظ جيدا ما تركز فيه, الأمر ببساطة أن الخلايا تنفذ حرفيا الرسالة التي تصلها, فإنك عندما تركز وتفكر في مشكلة زيادة الوزن, سوف تصل الرسالة (زيادة الوزن) فسيزداد, بينما عندما تركز علي الوزن المثالي ستصل رسالة (الوزن المثالي) فستحصل عليه, لذلك أبدأ من اليوم في التركيز علي كل ما هو إيجابي, علي الصحة والسعادة والخير والحب, فكل ما تركز عليه سينمو ويزداد من نفس النوع.
- المشاعر: أثبتت الأبحاث في مؤسسة القلب بكاليفورنيا أن مشاعر الحب والشكر والتقدير تقوي جهاز المناعة, وأن الحب يحفظ مستوي السكر في الدم لمرضي السكر, وأن القلب يكون في أحسن حالاته وقت الحب والاعتناء بشخص آخر, عندما تكون مشاعرك إيجابية وتعطي حبا تتدفق قوة صحية شافية في كل جسدك, لأن مشاعر الحب تؤثر في كل خلية من جسمك نفسيا وعضويا, فالطب يثبت أن المرض هو النتيجة عندما يكون الجسم في حالة غير طبيعية لفترة طويلة نتيجة المشاعر السلبية الناتجة من القلق والضغط والخوف, وذلك لأن المشاعر غير الإيجابية تضغط علي أعصابك فتتغير كيمياء الجسد وتنكمش شرايين الدم ويصبح التنفس سطحيا, وكل ذلك يضعف من قوة الصحة والشفاء في جسدك, بينما أنك عندما تسيطر علي مشاعرك وتمتلئ من ينبوع الحب الإلهي الذي لاينضب أبدا, تجد تحسنا مباشرا في صحتك, الحب يلغي التجاعيد ويضيء الوجه ويجعل نظرتك قوية ولامعة. إن الحب هو النافورة التي يخرج منها ينبوع الحياة لحياة طويلة, وعدم الحب هو الذي يؤدي للشعور بالشيخوخة, المعجزات تحدث عندما تبعد نفسك وتفكيرك عن السلبيات وتركز فقط علي الحياة وحب الحياة.
- ردود الأفعال: عندما تشعر بمشاعر سلبية اتجاه شخص, أول شيء لابد أن تفعله هو أنك تكون علي وعي بهذه المشاعر, ثم اختلي بنفسك وركز في أشياء تحبها ومواقف رائعة في حياتك, ثم ركز في أشياء إيجابية في ذلك الشخص, وعندما تمر بظروف وتحديات صحية, كل ما عليك هو أن تحيط نفسك بكل ما تحب في الحياة, وكل ما يسعدك, موسيقي, أفلام, ناس, قراءة, كل مايسعدك, واقضي معظم وقتك في الحب والشكر, فسيكون لذلك تأثير إيجابي كبير علي صحتك.
ما أحوجنا في هذه المرحلة التي يمر بها مجتمعنا إلي أن نستغل دواء الحب ونفعله في حياتنا لعلاج مشاكلنا كأفراد وكمجتمع, محتاجين أن نتضافر جميعا, كل في موقعه, لكي نعلي من قيمة الحب في حياتنا, بالحب ننقي الشوائب العالقة بمجتمعنا, الحب هو أعظم بذور تنتج لنا الخير والرخاء لمجتمعنا. إننا بتحكمنا في أفكارنا ومشاعرنا وردود أفعالنا بإيجابية, وباستخدامنا الدائم لدواء الحب سنعالج كل مشاكلنا, ويصبح يومنا حلوا, وبنعمة ربنا بكرة أحلي.