علي مر السنين سئل العديد من الناجحين ما الذي تفكر وتركز فيه معظم الأحيان؟ فأجاب معظمهم أنهم دائما يفكرون ويركزون فيما يريدونه وكيفية الحصول عليه, فهم يمكنهم أن يروا شكل المستقبل الأفضل قبل أن يحدث, ثم يعملون بجد من أجل تحويله إلي حقيقة واقعة, لأن كلما ازداد الإنسان وضوحا في وصف مستقبله المثالي, كلما استطاع صنع هذا المستقبل لنفسه بأسرع مما يتصور, لابد أن تري الهدف بوضوح والصورة واضحة تماما, لأنك لا تستطيع تحقيق هدف لا تراه, إن النجاح ببساطة هو تركيز كل قواك علي ما ترغب في تحقيقه, أي أن النجاح يكمن في طريقة تفكيرك. إن قدرتك علي اختيار أفكارك وردود أفعالك هو الشيء الذي تسيطر عليه بشكل كامل طوال الوقت.
طبقا لقانون التركيز فإن كل ما يركز عليه عقلك يظهر في نتائجك وخبراتك, عندما تبدأ من الآن في زيادة انتباهك لكل شيء تفعله وتكون أكثر وعيا وإدراكا لنفسك وتركيزك وأفعالك سوف تندهش للتحسن الهائل الذي سيطرأ علي كل أوجه حياتك, وسيحدث هذا التحسن بأسرع مما يمكنك أن تتخيله, طالما أن جودة حياتي تعتمد علي نقطة التركيز ومحور أفكاري, يكون أهم سؤال ممكن أن أسأله لنفسي في أي ركن من أركان حياتي هو: ما المهارة الواحدة التي عندما أطورها ستساعدني في تحقيق أهدافي؟ وأبدأ في استخدامها والتركيز عليها.
تؤكد الدراسات أن 80% من العوائق التي تمنع الإنسان من التقدم لإحراز أهدافه التي يتمني تحقيقها موجودة في داخله, ويوجد 20% عوامل خارجية, لذلك فإن النجاح يبدأ بالتركيز علي الداخل, عندما تؤمن بذاتك ومستقبلك فسوف تستثمر في نفسك وفي قدراتك, والعكس صحيح أيضا, كلما استثمرت أكثر في نفسك ستؤمن بنفسك أكثر, فكل الأمرين يدعم الآخر, استثمارك في نفسك يبدأ ببراعة استخدامك لوقتك, استثمره في تحقيق المهام المهمة لك, قم بالقراءة لمدة ساعة علي الأقل في اليوم في أي مجال ترغب فيه, استمع إلي برامج صوتية في سيارتك, اشترك في حضور الدورات التدريبية والندوات الخاصة بتطوير شخصيتك, ركز علي هدفك جيدا, ثم ثبت قدمك علي دواسة سرعة قدراتك حتي تحقق المزيد من أهدافك, لابد أن تعمل بجهد في عالمك الداخلي من أجل تطوير ذاتك, راقب من الآن تفكيرك وتركيزك, فالتفكير يصنع كل شيء, من أكثر الأشياء المهمة التي تساعد الإنسان أن يحول أفكاره إلي أفعال هو الشغف, فالإنسان إن لم يكن له أفعال أو مواطن شغف يمكن أن يقضي حياته بأكملها دون أن يعيشها حقا, ابحث عن رغبة قلبك ونداء روحك, ما الهدف الذي تسعي إلي تحقيقه بشغف؟, إنك تملك بداخلك الآن كل المهارات والقدرات التي كنت ترغب في امتلاكها يوما من الأيام, أو ترغب في وجودها من أجل تحقيق هدفك أو حلمك الذي حددته لنفسك, ويبقي السؤال الوحيد الذي يجب أن تسأله لنفسك إلي أي مدي أرغب في تحقيق هذا الهدف؟ عندما تقرر أن تحقق شيئا ما بالفعل ويتوافق ذلك مع الإرادة الإلهية فإنه لا يمكن أن يمنعك شيء من تحقيقه, إننا بالتركيز من الآن علي أهدافنا المحددة مستعينين طول الوقت بالإرشاد الإلهي والمعونة السمائية, ونستغل كل إمكانياتنا لنحول أحلامنا إلي واقع سيكون يومنا حلوا, وبنعمة ربنا بكرة أحلي.
مؤسس المركز الهولندي للتنمية البشرية بهولندا
www.iddd.nl