كيف يمكن أن تحتفظي بزوجك!
كيف تجعلينه يحبك دائما!
كيف تحولين أنظاره عن الإعجاب بالأخريات من حوله ليصبح معجبا بك وحدك ويراك أفضل منهن وأحلي كثيرا؟
هذه الأفكار وغيرها كانت تشغل بالي وأنا مخطوبة أمر بفترة الخطوبة الوردية الخالية من المسئولية والشك والخوف أو القلق كنت حريصة بالطبع علي أن أحتفظ بحب زوجي, وكنت حريصة علي أن يكون زواجي ناجحا وأن أجنبه كل أسباب الفشل, ولذلك كنت أقرأ معظم ما يكتب في هذه الموضوعات تدفعني الرغبة في المعرفة.
والغريب أن كل هذه الأحاديث والمقالات كانت تدور حول الجهود المتصلة التي يجب أن تبذلها الزوجة دائما للاحتفاظ بالزوج ولا شيء أبدا يوجه للزوج للاحتفاظ بزوجته كما لو كان الاحتفاظ بالحياة الزوجية من واجب الزوجة فقط والغريب أيضا أن معظم هذه النصائح كانت تتناول موضوعات متشابهة تتحدث عن جمال المرأة وأناقتها وعنايتها بمظهرها, وأن الزوجة تخطئ حينما تهمل مظهرها وتبدو أمام زوجها مشوشة الشعر أو بمريلة المطبخ أو بوجه غير مغسول خال من المساحيق أو الزينة, لأن الزوج يجب أن يري زوجته بالصورة التي شاهدها بها فترة الخطوبة, وكنت أبتسم لنفسي وأنا أقول لن يراني أبدا بصورة يكرهها سوف أحرص دائما علي أن أبدو في أبهي صورة.
ومرت الأيام وتزوجت وأنجبت طفلين, ومرت سنوات واستولت علينا الأيام ومشغولياتها ومسئولياتها العديدة. والتقي نظري بإحدي هذه المقالات التي تنصح المرأة بضرورة الاهتمام بمظهرها لتحتفظ بزوجها, وابتسمت من سذاجة الكلمات وسطحيتها وبعدها عن الواقع, فهي تطالب الزوجة بأن تبدو دائما حلوة وأنيقة معتنية بمظهرها. وهل تستطيع المرأة ذلك حقا, هل تستطيع المرأة أن تتحمل إرهاق العمل في الخارج وزحمة المواصلات ومسئوليات البيت التي لا تنتهي ومرض الطفل والقلق علي المشكلات التي تواجهها ومع ذلك تبتسم دائما, وهل تجد لديها الوقت الكافي الذي يسمح لها بأن تترك المطبخ وتسرع أمام المرآة تصلح من مظهرها أو تترك غسيل الملابس وتضع المكياج ثم تستأنف تنظيف البيت وماذا عن الزوج الذي يبقي يوم إجازته إلي منتصف اليوم في الفراش ويقضي بقية اليوم دون أن يزيل ذقنه أو يغسل وجهه أو يساوي شعره أو يفكر في أن يبدو مقبول الشكل كما يفعل حينما يتأهب للخروج!
وهل الحياة الزوجية هي هذه المظاهر السطحية فقط! هل التحليق في الخيال والأماني أم هي مسئوليات وواجبات تتجدد كل يوم وتحتاج إلي عقل مفكر وقدرة وتحمل وبذل؟ أليست الزوجة التي تشارك زوجها أمانيه وتفكر معه وتفهم طبيعة عمله وتحسن الاستماع إلي مشكلاته وتعاونه في ثقة علي حلها وعلي تحقيق رغباته أفضل مائة مرة من زوجة دمية مزوقة لا يعرف الزوج كيف يمكن أن يتبادل معها حديثا ذا معني أو يشعر معها بالألفة والصداقة والمودة!.
وينتهي كلام الزوجة الذي أرسلته في هطاب تساءلت فيه عن الأسلوب السليم للاحتفاظ بسعادة الحياة الزوجية.
والواقع أن الحياة الزوجية ليست خيالا ولا أماني أو أحلاما دائما هي واقع محسوس نعيشه كل يوم ويجب أن نواجهه بأسلوب واقعي أيضا والزوجة التي تعرف كيف تكون زوجة وحبيبة وصديقة وأختا ترعي مظهرها فقط, وأناقتها فقط, ولكن الذي يجب أن تدركه الزوجة أيضا. أن الزوج.. الرجل يجب أن يتطلع إلي الفتاة الجميلة والمرأة الأنيقة ولذلك لا يجب أن تقع الزوجة في الخطأ الشائع الذي تتردي فيه معظم الزوجات وهو إهمال مظهرها تماما بعد الزواج.
والزوجة تستطيع أن تبدو أنيقة ببساطة ودون تكلف ودون الابتعاد عن الواقع ودون أن تجعل من أناقتها سلاحها الوحيد للاحتفاظ بالزوج.