حقيقة واضحة وبسيطة يجب أن تضعها الزوجة في اعتبارها هي أنها حينما تزوجت رجلها فقد تزوجت أسرته أيضا, ومهما كانت الظروف مختلفة من حالة إلي أخري إلا أن أسرة الزوج ستبدو في الصورة وتؤثر بشكل ما في حياة الزوجة, ولابد لها من أن تدرك هذه الحقيقة منذ البداية.
ويقال عادة إن أفضل صديق للفتاة هي أمها, ولكن الواقع أن أفضل صديقة بعد الأم يمكن أن تكون حماتها, وقد يبدو هذا الكلام نكتة تستحق الضحك فالزوجة والحماة عدوان لدودان في أغلب الحالات, ولكن هذه العداوة يمكن أن تتحول إلي صداقة وبدلا من أن تضحكي علي حماتك يمكنك أن تضحكي معها.
والوسيلة الوحيدة لاكتساب صداقة الحماة هي أن تفهمي موقفها بل موقف الحموات عموما.
وأول كل شيء عليك أن تتقبلي حقيقة جوهرية, وهي أن الحماة قبل أن تلتقي بزوجة ابنها, وقبل أن تراها تقف منها موقفا عدائيا فهي تري أنه لم تولد بعد فتاة تستحق أن يحبها ابنها ويتخذها زوجة, وهي حينما تتصور أن هناك فتاة ستأخذ ابنها منها, وتحل في قلبه وتأخذ مكانة أمه لابد أن تكرهها, وأنت إذا كنت عروسا ذكية عليك أن تدركي ذلك وأن تؤكدي لحماتك أنك لا تنوين أن تسلبيها ابنها, ومنذ أول لقاء بينكما عليك أن تعامليها كصديقة, وأن تتركي لديها هذا الانطباع, وأنت كزوجة ذكية أيضا ـ يجب أن توافقي علي رأي حماتك, وأن تسمعي إلي نصحها حتي ولو لم يكن في نيتك تتبع هذه النصائح, وأسأليها عن الطريقة لطهي طبق ابنها المفضل لأنه حدثك كثيرا عن هذا الطبق اللذيذ الذي تطهوه أمه ببراعة فائقة, وناقشي معها المشكلات التي تواجهك, وأشعريها دائما بإنها ذات أهمية, وأن الجميع ما زالوا يحتاجون إليها, وقدري شعورها بالغيرة منك بعد أن اختارك ابنها زوجة وحبيبة وصديقة, وتصوري نفسك في مكانها وأنك في يوم من الأيام سيكون لك زوجة ابن تستولي علي ابنك وتحتل مكانتك في قلبه, وستلتمسين لها العذر في مشاعر الغيرة التي تنتابها.
إن أغلب الزوجات يلقين اللوم علي الحماة باعتبارها السبب الرئيسي في كثير من الخلافات التي تنشب في البيت وباعتبار الحماة تتدخل في شئون حياتها وتبدي ملاحظاتها حول كل شيء, وتنتقد طريقتها في الطهي وتنظيم المنزل وتربية الأطفال, وتحرمها من أن تمارس حقها كربة البيت وصاحبته, وقد يكون كل ذلك صحيحا في جملته, ولكن كل هذه المتاعب يمكن أن تختفي لذا قمت بمهمتك بنجاح. وعرفت الطريق إلي اكتساب حماتك إلي صفك, امدحيها وامدحي أسلوبها في التربية الذي مكنها من أن تربي شابا لطيفا استطاع أن يستحوذ علي إعجابك وأصبح زوجك, واظبي علي زيارتها بانتظام مع ابنها أو بمفردك. وتأكدي دائما من أن زوجك لم يهمل والدته في أي مناسبة من المناسبات أو يتهاون في رعايتها.
وتذكري دائما أن أولادك هم أحفادها وأنها تكن لهم حبا فائقا, فإذا تدخلت أحيانا في أمورهم أو أصدرت توجيهات في أسلوب تربيتهم فلا تحولي ذلك إلي مشكلة شائكة تهدد سعادتك الزوجية وعلاقتك الطيبة بها, وحاولي بدبلوماسية وحكمة أن تتقبلي ملاحظاتها دون أن تفرطي في الحزم في تربية صغارك وتوجيههم وتعويدهم احترام كلمتك.
لا تضيقي بالاستماع إلي متاعبها, واعطيها أذنا وصدرا رحبا, وشجعيها علي أن تبثك شكواها واحترمي مشاعرها فتجد فيك فتاة مثل ابنتها.
إن حماتك ليست شريرة وليست قاسية أو محبة للإيذاء لطمعها كما تتصورين, وحاولي أن تفهمي دوافعها وأن تقدري موقفها, وأن تستميليها إليك محترمة حياتها, وستذهلك النتائج, إن باستطاعتك أن تحولي حماتك لتصبح المدافع الأول عن حقوقك, ولتصبح أول من يدافع عنك أمام زوجك.