(1) : أنبل الأعمال
استدعي شيخ عجوز أولاده الثلاثة, وقال لهم: عندي ماسة نادرة غالية, قررت أن أعطيها لمن يقوم منكم بأفضل عمل. سافروا في الأرض الواسعة مدة عام, ثم عودوا إلي هنا, ليقص كل واحد منكم أنبل عمل قام به خلال رحلاته. رجع الأول بعد عام, وقال لوالده: في بلد غريب, شاركت أحد كبار التجار في تجارته. واضطر شريكي إلي مغادرة البلد علي عجل, وترك كل ثروته أمانة بين يدي بغير أي مستندات أو إيصالات. ولو كنت قد أخذت كل ثروته وعدت إلي هنا, لما استطاع أن يجدني, ولا أن يستعيد أي شيء من ثروته. لكنني انتظرته شهورا طويلة حتي عاد, وسلمت إليه ثروته لاتنقص شيئا. قال الوالد: الأمانة واجب مطلوب من الجميع, وفي إمكان كل إنسان أن يكون أمينا. وعاد الثاني, جلس أمام أبيه, يحكي له أهم ما قام به خلال رحلاته, قال: شاهدت أثناء سفري ولدا يغرق في نهر سريع الجريان. وكان هناك كثيرون غيري, خافوا أن ينزلوا إلي الماء بسبب التيار, لكنني قذفت بنفسي في الماء, وأنقذت الغريق, رغم الخطر الشديد الذي تعرضت له. قال والده: هذا عمل إنساني شجاع ونبيل, لكن الطبيعة الإنسانية لا تسمح أن يري الإنسان نفسا معرضة للهلاك, ويظل مكتوف اليدين, مادام في استطاعته أن يفعل شيئا من أجل إنقاذها. أما الثالث, فقال: ذات مرة, كنت أتسلق أحد الجبال العالية. وفجأة شاهدت شخصا كان قد أساء لي إساءة بالغة متعمدة, ينام قرب منحدر شاهق مخيف. لم أكن في حاجة إلي أن أقذف به إلي أعماق الهوة, فقد كان يتقلب في نومه, ورأيته يكاد يقع ويتحطم. لكن نفسي لم تطاوعني أن أتركه يلقي ذلك المصير القاسي, رغم كل ما فعله بي, فاقتربت منه, ونبهته للخطر المحدق به. ولما تحقق من حسن صنيعي, شكرني وعانقني, وأصبحنا من أعز الأصدقاء. هتف الوالد الشيخ: لك الماسة يا ابني, فقد قمت بعمل يعجز عنه معظم البشر. فكل إنسان يخطئ. لكن أن يحسن الإنسان إلي من أساء إليه متعمدا, فهذا أنبل الأعمال وأفضلها.
(2) : انتصار في اللعب والحرب
لاحظ عميد إحدي الكليات الجامعية, أنه عند إجراء مباريات رياضية بين فرق الكلية, فإن الطلبة المتبارين اعتادوا أن ينسحبوا من المباريات متي أحسوا أنهم مقبلون علي هزيمة, بعد إلقاء تبعة الهزيمة علي الحكم أو علي قوانين اللعب. لذلك جمع الطلبة ذات يوم وقال لهم: يقولون إن الشعوب التي اعتادت أن تحافظ علي حماسها إلي النهاية في ساحات اللعب, قادرة أن تنتصر دائما في ساحات الحرب. ذلك أن الاستسلام لليأس, والخوف من الهزيمة, وعدم مواصلة اللعب, يعودكم علي سلوك هذا السبيل في ميادين الأعمال وخلال الصراع في الحياة. يجب أن ننزع من أنفسنا هذه العادة, وأن نبذل غاية جهدنا إلي اللحظات الأخيرة, فلا نغادر ساحة اللعب حتي النهاية! وقال عميد الكلية: وبعد سنتين, عندما عمل الطلبة بنصيحتي, أصبحنا نفوز بالمراكز الأولي في المباريات الرياضية, وفي نتائج الدراسة أيضا.
(3) : سر النجاح
تحكي هوليوود, مدينة السينما في أمريكا, قصة ابنة سائق أتوبيس كانت تحلم بأن تصبح مغنية شهيرة, لكن كان هناك عيب في وجهها يمنعها من تحقيق هذا الحلم, فقد كان لها فم واسع وأسنان بارزة بشكل ملحوظ. فلما حاولت أن تغني للمرة الأولي في إحدي الحفلات, حرصت علي أن تغطي أسنانها بشفتيها قدر استطاعتها. وكانت النتيجة أنها جعلت من نفسها مصدر سخرية, وفشلت فشلا ذريعا. لكن تصادف أن أحد كبار المخرجين السينمائيين كان حاضرا ذلك الحفل, واكتشف أن في صوت الفتاة وطريقة أدائها ما يؤكد أصالة موهبتها الفنية, فاستدعاها وقال لها: أنا أعرف أنك تريدين أن تخفي منظر أسنانك, أليس كذلك؟! وارتبكت الفتاة, لكن الرجل أكمل قائلا: ما الذي يخجلك في هذا؟! هل هي جريمة أن تكون أسنانك بارزة؟ لا تحاولي أن تخفي أسنانك. افتحي فمك عن آخره, وسوف يعجب بك الجمهور. كما أن أسنانك هذه تميزك بطابع خاص وقد تكون يوما سبب شهرتك!.
واتبعت الفتاة نصيحة الرجل, وتجاهلت منظر أسنانها, ولم تعد تفكر منذ ذلك اليوم إلا في مواصلة التدريب وسلامة الأداء, فأصبحت تفتح فمها عن آخره, وتغني بإحساسها كله, حتي أصبحت نجمة شهيرة من نجوم الإذاعة والسينما, يحاول تقليدها عدد كبير من المغنين!!
Email: [email protected]