1: رصاص علي ظهره!!
في بلد أوروبي كانوا يقيمون أحد المباني العامة, وبعد أن قارب البناء علي الاكتمال أرادوا تثبيت نموذج من الصلب لديك فوق قبة المبني لمعرفة اتجاه الرياح, لكن ارتفاع السلالم الخشبية لم يكن كافيا للوصول إلي قمة القبة, فلم يجدوا طريقة لإتمام هذا العمل الدقيق إلا أن يقف أحد العمال علي السلم, ويحمل علي كتفيه عاملا آخر ليمكنه من الصعود وتثبيت الديك بالرصاص المصهور في مكانه.
وتقدم عامل شجاع متين البنيان ووقف فوق السلالم, وتسلق زميل له علي كتفيه, وتناول الديك والرصاص المصهور ليقوم بالعملية الخطيرة, ووقف جمهور كبير يراقب ما يحدث بأنفاس تكاد تنقطع من شدة الخوف والدقائق تمر كأنها ساعات.
وأخيرا انتهي الرجل من عمله, ونزل, فارتفعت هتافات الجمهور, لكن ما كاد الرجل الآخر الشجاع الذي كان يحمل زميله ينزل إلي أسفل, حتي سقط علي الأرض يتلوي من شدة الألم, ذلك أن العامل الذي كان يشتغل في قمة القبة كان قد وقع منه بعض الرصاص الذائب علي ظهر الرجل الذي كان يحمله, لكن هذا لم يكترث بالألم, ووقف ثابتا في مكانه ببسالة بغير أن يتزحزح أو يصرخ لكي لا ينزعج زميله فيسقط قتيلا.
وهكذا تغلب إحساسه بالمسئولية علي الإصابة والألم الفظيع!!
2: حتي إذا لم تكن به أية نقود!!
حكي لي صديق قال:أثناء زيارتي لأخي الذي يعمل مهندسا في أسوان, اكتشفت أنه لم يتبق معي أية نقود فاقترضت منه مئة جنيه, وبعد عودتي إلي القاهرة اعتدت أن أكتب له خطابا قصيرا في بداية كل شهر, أرفق به حوالة بريدية بمبلغ عشرة جنيهات, وأرسل لي أخي خطابا يخبرني فيه عن مقدار سعادته بخطاباتي, حتي إذا لم تكن بها أية حوالات نقدية, ذلك أنني لم أكن أكتب له من قبل بانتظام, بل كانت تمر شهور طويلة بغير أن أكتب له كلمة واحدة, وأخيرا أرسلت إليه خطابا أرفقت به حوالة بريدية بآخر عشرة جنيهات, وفي الأسبوع التالي, وجدت في صندوق بريدي خطابا من أخي وقد أرفق به شيكا بقرض جديد قيمته مئة جنيه أخري!!
3: أحاطت بهم النيران
اشترك ثلاثة في تجارة, وظلوا معا سنوات عديدة, حتي كونوا ثروة عظيمة, وذات يوم جلسوا يقتسمون الأرباح. وبينما كانوا يتناقشون, بدأ الخلاف بينهم واشتد النزاع, وفجأة ارتفعت صرخات استغاثة: الحريق.. الحريق.. المنزل والمخازن تحترق, قال أحدهم: هيا ننقذ بضائعنا من النيران, ودكاننا من الدمار, ثم نأتي فيما بعد لتسوية حسابنا, فصاح الثاني: أنت الوحيد الذي أخذ أكبر نصيب, وتتعلل الآن بالنار لتهرب من مراجعة الحساب؟! لن أنتقل من هنا حتي توافقا علي إعطائي ما أطلب!!.
صاح الثالث:يا لكما من مغالطين, لقد أخذت أقل من استحقاقي, افحصا الحساب والدفاتر جيدا, تجدا أنني علي حق, ونسي الثلاثة أن المكان تحاصره النيران وتلتهم كل بضائعهم, وظلوا في خلافاتهم ونزاعهم حتي أحاطت بهم النيران, وضاعوا مع كل ما كانوا يختلفون عليه!!