مازالت مصر تتقدم في حقبات زمنية معاصرة, منذ قيام ثورة يوليو 1952, وحتي بعد انتفاضة الشباب في 25 يناير 2011, وثورة شعب مصر وتحالف القوات المسلحة المصرية في30 يونيو 2013, وصدور بيان 3 يوليو 2013 باستعادة الهوية المصرية للأمة بعد اختطاف الدولة من جماعة ظلامية بدأت نشاطها عام 1928 بالإسماعيلية وعبر تاريخها في الحركة الوطنية المصرية استطاعت أن تسطو علي مقاليد الأمور في الدولة عام 2012 وظهرت بما كان خفيا عن عامة شعب مصر.
حتي استطعنا كمصريين استرداد الدولة في يونيو 2013 وأختص في مقالي هذا بإلقاء الضوء علي ما يمكن أن نطلق عليه (مشروعات قومية).
لدي كل أمة مشاريع تسمي بالمشروعات الكبري وهذه المشروعات تأخذ من الاهتمام الحكومي والشعبي قدرا كبيرا من التضحيات ولعل أكبر مشروع شهده العالم هو مشروع مارشال وهو إعادة بناء دول أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية ولعل ألمانيا الاتحادية قد انهارت كلها لم يعد فيها مبني قائم أو شارع قادر علي استيعاب حركة مرور تهدمت ألمانيا كلها بعد حرب ضروس انتهت بهزيمتها وانتصار الحلفاء وتقسيم ألمانيا إلي شرقية وغربية وقامت الدول المتحاربة المنتصرة بإعادة بناء تلك الدول تحت اسم مشروع مارشال وها هي ألمانيا!! أعظم حضارات العالم وأكبر اقتصادياتها وتغير النظام السياسي في العالم وتوحدت ألمانيا وليس هذا مقصد هذا المقال, ولكن المشروعات الوطنية كان لها نصيب كبير فيها في التاريخ المعاصر كان لدينا مشروع الإصلاح الزراعي ومشروع شمال وجنوب التحرير, ومشروع الوادي الجديد, والمشروع الهندسي الضخم هو مشروع السد العالي حاربنا من أجله وغنينا من أجله وأنشأنا له وزارة تختص بشئونه وبنائه (وزارة السد العالي) والتي تولاها المهندس صدقي سليمان (رحمة الله عليه!!).
وانتهت هذه الوزارة بانتهاء بناء السد العالي هكذا كانت مصر في مشروعاتها الوطنية الكبري ـ تحشد المصريين جميعا وراء فكرة المشروع!! ورغم أننا أقمنا مشاريع في الثمانينات أكبر بكثير جدا من مشروع السد العالي (هندسيا) مثل مترو الأنفاق الخط الأول والثاني والثالث والرابع كل القاهرة الكبري والجيزة والقليوبية كلها تم مد شبكات مترو الأنفاق تحت (تربتها) وأصبحت القاهرة أكبر العواصم في الشرق الأوسط وأعظمها من ناحية النقل تحت الأرض!!
وتغير سلوك البشر المستخدم لهذه الوسيلة للانتقال تغيرا واضحا فتحت الأرض تجد الركاب يتصرفون بالضبط مثل ركاب المترو في باريس أو الولايات المتحدة أو حتي في روسيا!! كل شيء انضبط وإن كان هناك بعض القصور الآن نتيجة عدم استمرارنا بالاهتمام بمشاريعنا وبالصيانة بعد الاستخدام!!
أيضا من المشروعات العظمي التي قمنا بإنشائها خلال السنوات العشرين الماضية كوبري السلام فوق قناة السويس, أكبر كوبري فوق ممر بحري هام في العالم, أنشأنا أطول طريق ساحلي, دولي, من شرق مصر إلي غربها من العريش إلي السلوم!! مشروعات ضخمة في شرق التفريعة, وشمال غرب خليج السويس وتوشكي, وشرق العوينات مئات المليارات من الجنيهات تم صرفها علي مشروعات تستحق تسميتها بالمشروعات الوطنية الكبري!! وكذلك شبكة طرق عالمية امتدت إلي 7000 كيلومتر, وكذلك شق فرع جديد لقناة السويس, ومدن جديدة بديلا عن عشوائيات تم ازالتها بالإضافة إلي تحديث في خطوط سكك حديد مصر, وعاصمة إدارية جديدة, وبنية تحتية يعاد صياغتها بما يتوافق مع العصر.
مبادرة حياة كريمة, مدينة العلمين الجديدة, محطة الضبعة النووية, حقل ظهر, مشروعات الإسكان الاجتماعي مشروعات إنشاء مستشفيات جديدة, وتطوير المستشفيات القائمة, قناة السويس الجديدة, إطلاق التأمين الصحي الشامل, مبادرة إنهاء قوائم الانتظار, مبادرة 100 مليون صحة, إطلاق برنامج تكافل وكرامة, إنشاء مستشفي علاج أورام جامعة طنطا, مشروع المونوريل لربط 6 أكتوبر بالعاصمة الإدارية الجديدة, القطار الكهربائي (عدلي منصور ـ العاصمة الإدارية ـ العاشر من رمضان), القطار السريع (العين السخنة ـ العلمين), محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر, إنشاء مجمع التكسير الهيدروجيني للمازوت بشركة المصرية للتكرير ERC بمسطرد محافظة القليوبية, مجمعات صوامع غلال للحفاظ علي المخزون الاستراتيجي للقمح, المرحلة الأولي لمحطة المعالجة الثلاثية للصرف الصحي بمدينة برج العرب الجديدة افتتاح مطار البردويل الدولي, مطار سفنكس الدولي, ومطار العالمين الدولي, مطار العاصمة الإدارية الجديدة, مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس, المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان بمدينة السادات, مشروع مستقبل مصر للزراعة المستدامة, مصنع كيما 2 لإنتاج الأسمدة بمحافظة أسوان, المرحلة الأولي من مزرعة توشكي, مجمع محطات بنبان للطاقة الشمسية.
ومازالت المشروعات التي يمكن أن نطلق عليها قومية وتقف مصر رافعة راية البناء رغم كل التحديات ولكن للأسف أننا في ظل حكومات لا تسوق لأعمالها ومشروعاتها!! لأنها حكومات ليست لديها رؤية سياسية!! حكومات تكنوقراطية أعضاؤها أغلبهم ليسوا سياسيين!!
بقلم د. حماد عبدالله حماد
عميد كلية الفنون التطبيقية الأسبق
[email protected]