ميزة تميزت بها المحروسة وأهلها, وانتقلت هذه الميزة من أقدم شعوب الدول العربية (المصريين) إلي كل الشعوب العربية حيث قصرنا تقصيرا شديدا في حصولنا علي حقوقنا سواء علي المستوي المحلي أو المستوي الإقليمي أو المستوي الدولي ميزة التكاسل أو ميزة (نام وارتاح يأتيك النجاح!!) أو (أجري بابني آدم جري الوحوش غير رزقك لن تحوش) كلها أمثلة من الفولكور المصري والعربي يدفع الناس للتباطؤ والاتكال علي الله دون سعي ـ أو دون كد للحصول علي رزق أو علي حق وهكذا ضاعت من العرب حقوقنا في فلسطين وضاع علي العرب حقوقنا في العراق وقبلها ضاعت حقوقنا في الكويت ولولا التحالف الغربي ما كانت عادت الكويت لأهلها وطل الديكتاتور صدام جاثم علي صدر الكويت وصدر الأمة العربية ولعل تقصيرنا في حصولنا علي حقوقنا في العالم العربي قد أضاع فرصا كثيرة لتكون أمة يشهد لها وسط الأمم.
فكرن في السوق العربية المشتركة منذ إنشائنا لجامعة الدول العربية مقصوصة الأجنحة والأوردة والشرايين, ومع ذلك قامت الأمم الأوروبية بتشكيل تجمع الاتحاد الأوروبي, وحدوا حدودهم ووحدوا قوانينهم ووحدوا عملتهم ووحدوا دستورهم رغم تنابذ أجناسهم, ألمانيون وفرنسيون وإيطاليون وشرقيون وغربيون.
أجناس ومثل مختلفة لغتهم مختلفة طبائعهم مختلفة أسماؤهم ودياناتهم مختلفة ولكن لم يقصروا في الحصول علي حقوقهم في الوقت الذي نحن أمة واحدة ذات دين واحد ولغة واحدة وثقافة واحدة دولة واحدة ورسول واحد مؤمنين بالكتب السماوية والرسل جميعا.. إلا أننا نطلق كلمة (ما قصرنا) أو باللهجة العربية (ما جصرنا) ونحن في الواقع مقصرون جدا جدا جدا في حقوقنا وفي حقوق أوطاننا وبلادنا وينتقل القصور في الحق بين الأمم إلي القصور في الحق بين الأفراد ولعل بالنظر إلي المحاكم علي سبيل المثال في مصر تجد أكثر من خمسين مليون قضية بين أفراد الشعب المصري بواقع قضية لكل مواطن, شيء غير معقول الشعب كله يتجه للحق بالطريق الأسهل أرمي بالشكوي عند المحكمة وموت يا… حتي يأتي الحق أو حتي لا يأتي مش مهم!! المهم أننا نمتلك موهبة فريدة في العالم وهي التقصير في الحصول علي الحق!!
ولعل من مظاهر السلبية المفرطة لدينا هو حال الشارع المصري وسلوكيات المواطنين المصريين نحو بيئتهم ونحو واجباتهم الانتخابية حيث لا يذهب إلي صناديق الانتخابات أكثر من 15% إلي 20% من الأعداد المسجلة في كشوف الانتخابات وفي النقابات المهنية لم يصل عدد الحضور للجمعيات العمومية عن 5% (خمسة من مائة) كنقابة المهندسين 800 ألف مهندس!! لم يزد عدد حضور الجمعية العمومية الأخيرة أكثر من 17 ألف عضو, شيء يدعو للخجل وأخيرا نندم لأن فئة منظمة (قلة) تستطيع أن تقلب حياتنا من أبيض إلي أسود في ظل عدم حصولنا أو تقصيرنا في الحصول علي حقوقنا لا إله إلا الله.
[email protected]