نحلم كمصريين بأن يكون لدينا سلة غذاء كاملة دون الاحتياج لاستيراد أكثر من 80% من احتياجاتنا الغذائية من الخارج.
إن انطلاق القيادة السياسية في إنشاء دلتا مصرية جديدة بحوالي مليون وخمسمائة ألف فدان في الصحراء الغربية وظهور بوادر تلك الانطلاقة الحاسمة في افتتاح السيد رئيس الجمهورية لباكورة الإنتاج في هذه الدلتا الجديدة, وأماني الرئيس بألا نهدم تلك الأحلام بسوء السلوك وسوء الإدارة في المستقبل, هو الأمل الذي حلمنا به كمصريين.
ولعل ذلك يقودني إلي أن أتحدث عن وجوب إيجاد آلية لإدارة أصول الدولة المنسية إدارة اقتصادية محترفة.
وهذا هو استكمال للجهود الجبارة التي تبذلها الدولة المصرية الآن في مواجهة شرسة أمام تحديات كثيرة أهمها نقص الموازنة العامة للدولة المستمر, وتناقص الوارد وزيادة المنصرف, وأمام تغير سريع في معدلات الأسعار العالمية لمنتجات حيوية لا نعمل علي إنتاجها وذلك نتيجة (حرب روسيا وأوكرانيا) وأيضا نتيجة لاستهتار وتباطؤ أو سلبية اتخاذنا لقرارات حاسمة.
في اتجاه رفع إنتاجية بلادنا في الزراعة والصناعة والخدمات, استمرت لحقبات زمنية طالت لأكثر من خمسة عقود علي الأقل!!
ولعل ذلك التباطؤ والفشل الذي جنينا نتائجه جاء نتيجة وجود مثلث فشل في سياسات تلك الحكومات السابقة وحددتها في مقالات سابقة في التعليم والإدارة واستغلال أصول الدولة استغلالا اقتصاديا مما دفع القيادة السياسية منذ يونيو 2013, أن تأخذ عدة قرارات منها قصير الأجل ومنها بعيد الأمد, وليس بعيدا لأكثر من عدة سنوات لا تزيد عن الخمس وأنا لا أتصور أبدا أن يكون موقع وزارة الزراعة علي سبيل المثال تقطن (بميدان الدقي) بالجيزة وسط عواصف بشرية في العاصمة الكبري, ونحن نواجه تحديا في الدلتا الجديدة, وتوشكي, وشرق العوينات, وامتدادات بحيرة السد العالي, لا يمكن أبدا أن أتصور مسئولا علي بعد أكثر من ألف كيلو متر في مكتب مكيف الهواء, وآلياته وأدواته لطموحات شعب مصر وقيادته السياسية كلها موجودة في جنوب وغرب مصر!!
لماذا لا يأخذ رئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة قرارا بنقل الوزارة إلي أسوان أو إلي الوادي الجديد بمدينة الفرافرة قلب الدلتا الجديدة أسوة بما تم في وزارة صدقي سليمان وحينما بدأنا تحدي بناء أكبر مشروع هندسي (مشروع القرن) في حينه (السد العالي) وانتقلت الوزاره إلي أسوان وانتهي دورها بانتهاء بناءالسد العالي.
أي أن ننشئ وزراة لهدف وبعد إتمامه ينتهي دورها وتختفي وننشئ وزارة أخري أمام تحد آخر!! هل أمامنا تحدي أكبر من أننا نتبع نظم ري عقيمة, تفقدنا كل ما نمتلكه من مياه علي رقعة أرض غير كافيه الإنتاج والإنتاجية لاحتياجات المصريين!!
لماذا لا نفكر في تقسيم مصر إلي أقاليم اقتصادية, ويصبح كل إقليم له مسئول اقتصادي لا علاقة له بالسياسة أو الأمن أو غيره!!
وتوصيف وظيفته هو مستقبل هذا الإقليم بما يخدمه من أرض ومياه وطرق وموانئ وبشر وثروات معدنية وضخ قيمة إجمالية للموازنة العامة للدولة تحدد مركزيا, حيث السياسات مركزية والتنفيذ لا مركزي.
لقد واجه الرئيس عبدالفتاح السيسي, شعب مصر حين افتتاحه لمشروع المليون ونصف فدان بالحقيقة كاملة (كعادته) ونبه بأن مصر يجب أن تعتمد علي أبنائها وثراوتها التي لم تستغل حتي اليوم لكي يصبح للوطن مكان وسط أمواج هذا العالم المتلاطم في مصالحه.
[email protected]