وبنفس الوضع ننال كل بركة كل المقدسات من أوان وأيقونات:
وكذلك ننال بركة الكتب المقدسة, ونقبلها في حب واحترام. وننال بركة الصليب, متذكرين من نلناه من خلاص بصليب الرب. حتي ستر الهيكل نأخذ بركته, والأماكن التي دفن فيها القديسون, أو حيث يوجد رفاتهم… إلخ.
7ـ نحن أيضا نأخذ بركة يوم الرب:
لأن الرب باركه وقدسه(تك2:3), فأصبح يوما مباركا في حياتنا جعله الرب لخيرنا السبت لأجل الإنسان, وليس الإنسان لأجل السبت(مز2:27). وينطبق علي بركة يوم الرب بركة كل مواسم الرب وأعياده (لا23: 2: 4). إنها أيام نحتفل بها, ونأخذ بركتها في حياتنا. يوحنا الرسول كان في رؤياه في يوم الرب, (رؤ1:10) وشرح البركات التي حلت عليه بما رآه وسمعه في هذا اليوم المبارك..
وسائط البركة
1ـ مادام الله هو مصدر البركة, إذن ننالها بالصلاة:
فالكاهن حينما يمنح البركة, يصلي طالبا حلول البركة من الله. ونحن أيضا نصلي لننال بركة من الله. ونقول في المزمور ليتراءف الله علينا ويباركنا, (مز67:1). الأرض أعطت ثمرتها فليباركنا الله إلهنا. وفي القداسات يصلي الأب الكاهن ويقول يا الذي بارك في ذلك الزمان, الآن أيضا بارك. وفي صلاة التحليل يقول باركهم طهرهم قدسهم.
وإما أن تكون الصلاة في أي وقت ومكان, وإما أن يصلي فوق رأس طالب البركة.
2ـ وهناك أيضا بركة تأتي برش الماء المصلي عليه:
كما قال الرب في سفر حزقيال النبي وأرش عليك ماء طاهرا فتطهروا, (مز 36:25). ونحن في ذلك نتذكر كيف أنه في بدء الخليقة كان روح الله يرف علي وجه المياه (تك 1:2). وأن الله نفسه قال إنه ينبوع الماء الحي. (إر2: 1:13). وكان الماء يرمز للروح القدس, كما ذكر الرب (يو38:39).
ونحن برش الماء, ننال أيضا بركة الصلوات التي صليت علي هذا الماء. ونلاحظ هذا في الكنيسة في لقان عيد الرسل, وفي لقان خميس العهد, وفي رش الماء بعد القداس الإلهي… وفي أحد الشعانين.
3ـ وتأتي البركة أيضا برشم الصليب:
لأن الصليب كان مصدر جميع البركات في العهد الجديد. الطعام يبارك بالصلاة ورشم الصليب, والملابس الكهنوتية تبارك أيضا برشم الصليب. وفي جميع سيامات درجات الكهنوت تكون الرشومات بعلامة الصليب, ومباركة الكهنة للشعب تكون كذلك برشم الصليب. وأنت يمكنك قبل نومك أن تقدس فراشك برشه بعلامة الصليب, وكذلك ترشمه علي ذاتك, لتأخذ بركته, وترشمه في بيتك, وعلي كتبك وأوراقك, وفي كل مناسبة.
4ـ البركة أيضا تنال بالنطق, بكلمة البركة
وهكذا يمكنك أن تنال بركة, سواء من أحد الآباء الكهنة, أو من والديك, أو من أي إنسان مبارك… بل قال القديس أنطونيوس الكبير اجعل كل أحد يباركك أي يدعو لك.. تسمع منه كلمة دعاء..
5ـ تنال البركة أيضا بوضع اليد:
هناك وضع يد للكهنوت (2تي 1:6), ووضع يد الشفاء (مز 6:5), (مز16:18), ووضع يد للبركة (متي19:15,13) كما قيل عن السيد المسيح في مباركة الأولاد فاحتضنهم ووضع يده عليهم وباركهم, (مز 10:16). وكثير من الآباء يستخدمون وضع اليد للبركة. مع الصلاة, ورشم الصليب..
6ـ وتنال البركة أيضا بالزيت المقدس:
سواء بركة الشفاء من المرض, كما قيل عن تلاميذ المسيح, ودهنوا بزيت مرضي كثيرين فشفوهم (مز6:13).
أو بركة المسحة كما قال الرب لأورشليم الخاطئة حممتك بالماء.. ومسحتك بالزيت, (حز16:9).
7ـ بركة الاجتماعات الروحية, وبركة الأسرار المقدسة:
في كل سر من أسرار الكنيسة بركة خاصة يمنحها الروح القدس. كثيرون مثلا يقولون عن سر الزواج: إنهم نالوا بركة الإكليل, أي أخذوا بركة الكنيسة من السر المقدس. ونقول في ألحاننا يا الذي بارك عرس قانا الجليل…. والذين يحضرون اجتماعات الكنيسة, ينالون بركة الكنيسة, وبركة الاجتماع, وبركة الكلمات… وفي سر التوبة, يقال إنه أخذ بركة التحليل. فالمغفرة بركة.
8ـ البركة أيضا تنال بالإيمان
إن قلنا إن الكاهن الذي يمنح البركة إنما يعطيها للناس بوضع اليد, بالنطق برشم الصليب, بالزيت… فأننا نقول عن الذين ينالون البركة, إنهم ينالونها بالإيمان, والذي ليس له إيمان, لا ينال بركة.. والقديس بولس الرسول يتكلم عن البركة التي قيلت لأبينا إبراهيم فيك تتبارك جميع الأمم.. فيقول الذين هم من الإيمان, يتباركون مع إبراهيم المؤمن (غل 3:8 ـ 9)…
9ـ البركة أيضا تنال بالطاعة, بحفظ الوصايا:
وقد كانت الطاعة هي الشرط لكل البركات التي فكرت في تثنيه 28. ومعروف هو قول الآباء ابن الطاعة تحل عليه البركة والمخالف حاله تالف. فبركة الله تأخذها بطاعته. وحتي بركة الوالدين أيضا تنالها بطاعتهما في الرب..
10ـ هناك بركات يمنحها الله, لمن يدفعون العشور:
ويقول الرب في ذلك هاتوا جميع العشور.. وجربوني, بهذا قال رب الجنود: إن كنت لا أفتح لكم كوي السموات, وأفيض عليكم بركة حتي لا توسع… (ملا 3:10).
ولعل أحدكم يقول إن كان كل إيرادي أو مرتبي لا يكفيني فكيف تكفيني تسعة أعشار هذا المرتب؟!.. أقول لك تسعة الأعشار زائد البركة, تكون أكثر من المرتب كله بدون بركة… (انظر أيضا مز44: 30).
كم من أشخاص لهم إيراد كبير جدا, ومع ذلك لا يكفيهم لأنه ليست فيه بركة!!
تحدثنا عن أهمية البركة, وشمولها, ومصدرها, ووسائطها… نتحدث الآن عن نقطة أخري وهي:
ما الذي يبارك!
1ـ تطلب من الرب أن يبارك حياتك وصحتك, وكل ما يحيط بك.
2ـ تطلب إليه أن يبارك أولادك, نسلك, حسب قوله مباركة تكون ثمرة بطنك (تث 28: 4).
3ـ تطلب أيضا أن يبارك خدمتك.. فتكون خدمة ناجحة مثمرة لملكوته, تأتي بثلاثين وستين ومائة (متي13).
4ـ تطلب كذلك مباركة عملك وإنتاجك, كما بارك في المن في اليوم السادس. وقال يعطيكم في اليوم السادس خبز يومين) (خر 16:29) وكذلك بارك الأرض من جهة غلة العام السادس. بعكس قوله لقيايين إن عملت في الأرض, لا تعود تعطيك قوتها (تك 4:) لأن الله نزع منه ومنها كل بركة…
5ـ تطلب من الله أن يبارك المكان. أعني مسكنك والكنيسة جعلت لذلك طقسا اسمه مباركة المساكن الجديدة. فلا تسكن في بيت جديد, إلا بعد صلاة ترفع فيه لمباركته, ويرش الكاهن فيه الماء المصلي, ويرفع فيه بخورا…
6ـ تطلب إلي الله أيضا أن يبارك وقتك, وبخاصة في الأيام التي تشعر فيها بقيمة الوقت وأهميته.
7ـ تصلي أيضا قبل الأكل لكي يبارك الله الطعام.
8ـ اطلب إليه أيضا أن يبارك القليل الذي معك, لكي يصير كثيرا.
9ـ اطلب أيضا أن تكون حياتك بركة لغيرك. كما كانت حياة القديسين بركة لجيلهم, ولأجيال كثيرة أتت بعدهم.
10ـ وأهم شيء تطلبه من الله هو البركات الروحية..
وفي ذلك قال القديس بولس الرسول مبارك الله… الذي ياركنا بكل بركة روحية في السماوات (أف 1:3).
وهذه البركات الروحية تشمل نعم الله ومواهبه ومعونته في حياتك الروحية, وفي نموك الروحي, وفي كل ما يتعلق بأبديتك… فليعطنا الرب هذه البركة في كل حين, آمين.