يعد الغضب شعورا طبيعيا, ولكنه يصبح خطيرا إذا ازداد عن حده, لذا ينبغي علي الإنسان تدريب نفسه للتعامل مع مشاعر الغضب,ويعتقد البعض أحيانا أن إدارة الغضب مقصود بها قمع الغضب ومنع التعبير عنه, بينما التحكم في الغضب والسيطرة عليه مهارة تشمل وتوجيهه بطريقة صحية دون كبته والإضرار بصحة الشخص النفسية.
عندما يفتقد الشخص القدرة علي إدارة الغضب يصبح من الصعب عليه السيطرة علي مشاعره ويستسلم للكثير من السلوكيات السلبية, مثل الصراخ والنقد والتهديدات التي تصل إلي التعدي اللفظي أو الجسدي, مما يؤدي إلي مشاكل في العلاقات, ومشاكل في العمل وصراعات قانونية وغيرها من النتائج السلبية.
هناك مجموعة من المزايا نتمتع بها عند النجاح في تعلم إدارة الغضب منها التعرف علي مسببات الغضب ومعرفة كيفية التعبير عن النفس بدلا من الاندفاع, فإن تجنب الأفعال المتهورة والكلمات المؤذية يساعد علي حل الخلافات والحفاظ علي العلاقات.
إن مهارات إدارة الغضب تساعد علي التخلص من المشكلات النفسية والاجتماعية والصحية. فإدارة الغضب تقي الإنسان من العديد من الأمراض كالشعور بالإجهاد والصداع وصعوبة الهضم والارق وارتفاع ضغط الدم وغيرها, كما يساعد التحكم في الغضب علي تجنب الهروب من المشاكل بإدمان الكحول أو تعاطي المخدرات, واستبدال ذلك باستخدام طرق للتعامل مع الغضب.
سأل أحد حكماء الهندوس تلاميذه لماذا ترتفع أصوات الناس عند الغضب ؟
فكر التلاميذ وأجاب أحدهم لأننا عندما نفقد هدوءنا, تعلو أصواتنا.
رد الحكيم وقال عندما يغضب شخصان من بعضهما البعض, يتباعد قلباهما كثيرا, وحتي يستطيعا تغطية كل تلك المسافة ليسمع كل منهما الآخر, عليهما أن يرفعا من صوتيهما. كلما تزايد غضبهما أكثر فأكثر, كلما احتاجا إلي أن يرفعا صوتيهما أعلي فأعلي, ليغطيا تلك المسافة العظيمة.
ويحدث العكس عندما يقع شخصان في الحب؟ هما لا يصرخان في وجه بعضهما البعض, بل يتحدثان في رقة, ذلك لأن قلبيهما قريبان جدا من بعضهما.
نظر الحكيم إلي تلاميذه وقال لذا عندما تختلفون علي أمر ما, عندما تتناقشون أو تتجادلون, لا تدعوا قلوبكم تتباعد, لا تتفوهوا بكلمات قد تبعدكم عن بعضكم البعض أكثر, وإلا فانه سيأتي ذلك اليوم الذي تتسع فيه تلك المسافة بينكم إلي الدرجة التي لن تستطيعوا بعدها أن تجدوا طريقا للعودة.
فالغضب يكسر قلوب البشر,لأن كلمات الغضب قاسية جدا .