فيلم لحظات الحب لبوسي ومصطفي فهمي, يجسد حياة زوجة مخلصة جدا تتفاني في خدمة زوجها وأولادها فهي تحبهم أكثر من نفسها, لم تفكر يوما في سعادتها بل دائما تفكر في سعادة زوجها وأولادها وراحتهم ولكنها لا تجد الاهتمام منهم حتي عند مرضها, وذهابها للطبيب واكتشافها أنها مصابة بمرض خطير, وأنها في انتظار الموت.
الفيلم يجسد غياب الحدود, فالزوجة لم تنجح في أن تقيم حدودا لنفسها ولمن حولها ولأننا كبرنا علي فكرة أن الحب هو أن تقوم بجميع الأدوار لراحة من نحبهم ولكنها فكرة خاطئة, فالحدود هي القواعد التي يضعها الشخص بنفسه ليحدد الطرق الآمنة المسموح بها للأشخاص الآخرين أن يتصرفوا معه بموجبها ورد فعله عند تخطي تلك الحدود, فالحدود توضح أين نقف والمكان الذي يبدأ منه الآخر في العلاقة, وغياب الحدود تؤدي إلي انهيار العلاقات.
وفشلنا في إقامة الحدود بسبب تربيتنا علي الطاعة العمياء في بعض الأحيان يجعلنا لا نقول لا لأن من الأدب الطاعة وسماع الكلام, لكن من عيوب ذلك أننا نفشل في أن نقول لا للغلط أو لا لمن يكسرون حدودنا ونجد شخصيات خانعة تخاف من الرفض والعقاب, شخصيات تسعي بكل جهدها لإسعاد الناس حتي علي حساب صحتها ووقتها وسعادتها.
والحدود تختلف عن التضحية أو المساعدة فنجاحي في وضع حدود لا يعني أنني سأكون في عزلة عن الناس أو أنني أرفض مساعدتهم ولكن معناه أنني أفكر في نفسي أولا ثم في الآخرين وهذه ليست أنانية ولكن احترام لقدراتي وإمكانياتي, فما الفائدة لأن أقدم وأضحي وأنا غير سعيدة أو متذمرة.
فالله يحترم حدودنا وخصوصيتنا ولا يجبرنا علي شيء بل أعطانا الحرية, فكيف نجبر من حولنا بكسر حدودهم أو يكون لهم الحق في كسر حدودنا.
أكد هذه الفكرة الكاتب الدكتور مصطفي محمود حيث قال: إن حفظ المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين العربات أثناء السير للوقاية من المصادمات لذلك نحن بحاجة إلي تعلم أن نقول لا لكل ما يتخطي حدودنا.
ولتعلم مهارات الحدود هناك مجموعة من القوانين التي سوف نلتقي حولها في مقال قادم.