مني سيدة في الخمسينات من عمرها ترقد علي سرير في أحد المستشفيات لا تستطيع الحركة بسبب مشكلة في العمود الفقري وجاءت إليها سيدة أخري في نفس الغرفة كانت هناء لا تتحرك أيضا. مني هي متغائلة بينما كانت هناء محبطة وترفض الحياة وتتمني الموت, كان سرير مني مجاورا لنافذة الغرفة, فكانت كل يوم تحكي لهناء ما تراه من الشباك وتصف لها منظر الأشجار والورود وتحكي لها عن حركة الناس وتتكلم معها وتشجعها علي الحياة, واستمر ذلك الوضع لمدة عام حتي ماتت مني وأصبحت هناء بمفردها في الغرفة, فطلبت أن تنتقل علي سرير مني لتري الشباك وتشاهد ما كانت مني تشاهده كل صباح, ولكنها فوجئت أن الشباك يطل علي حائط ولا توجد حدائق ولا أشجار, فلما سألت الممرضة عرفت منها أن مني كانت كفيفة فأصابتها صدمة لأنها تبينت أن مني دأيت خلال العام علي تشجيعها وإعطائها الأمل في وصف الحياة بشكل مشرق متسلحة بجمالها الداخلي.
تذكر تلك القصة عندما قرأت كلمات أستاذنا الراحل يعقوب الشاروني في قصته عن أهمية التشجيع علي لسان بطل قصته الذي قال:إنني أعتبر مقدرتي علي بث الحماس في نفوس الناس هي أعظم مواهبي.
فالحماس هو شحنة من الطاقة الإيجابية والحيوية والإصرار والمثابرة علي بلوغ الهدف, وهو يعتمد علي الإيمان والإرادة فهو أحد مفاتيح النجاح.
فالشخص الذي يتسم بالحماس يستطيع منح روح الحياة لغيره ومعه يشعر الجميع بالمتعة والفرح.
من المهم تجنب فقدان الشغف الذي يؤدي أحيانا إلي الفشل, لذلك يجب العمل علي تحفيز أنفسنا وتحفيز الآخرين وسط تحديات وصعوبات الحياة بالعزيمة والإصرار وتقدير الذات وقبولها.
عزيزي القارئ أنت تمتلك قوة لتغلب التحديات والضيقات فلا تفقد الأمل, واستخدم مواهبك وإمكاناتك واستند إلي إيمانه بأنه لا شيء مستحيل, أعلم أن رحلة الحياة مليئة بالصعاب والتحديات, لكنك قادر علي التغلب عليها وبناء حياة أفضل, استمد القوة من الله ومن ذاتك, تذكر أنك تستحق السعادة والنجاح, كن قويا ولا تنس أنه عندما يغلق باب واحد يتم فتح باب آخر لك بالأمل. استمتع بالحياة واجعلها مليئة بالشغف والأحلام, ولا تعط الفرصة لأحد أن يسرق طموحك وإيمانك.