مما لاشك فيه أن بيئة العمل -وهو ما نسميه في دراسات الإعلام بالمناخ التنظيمي- تؤثر تأثيرا كبيرا علي إنجاز الأعمال وبالتالي علي الانتماء والولاء لمكان العمل.
وهو ما أكدته نتائج رسالة ماجستير أشرفت عليها للباحث إسلام محمود جمعة محمد, المعيد بكلية الإعلام جامعة بني سويف, بعنوان تأثير رأس المال النفسي علي الولاء التنظيمي لممارسي العلاقات العامة في المنظمات الحكومية والخاصة.. دراسة ميدانية.
حيث استهدفت هذه الدراسة التعرف علي تأثير أبعاد رأس المال النفسي (الأمل, والمرونة, والكفاءة الذاتية, والتفاؤل) علي الولاء التنظيمي لممارسي العلاقات العامة في المنظمات الحكومية والخاصة, ومدي تأثير المناخ التنظيمي السائد داخل المنظمات, من (الحوافز والمرتبات, نمط القيادة, سياسة العمل, الترقيات, علاقات الزملاء في العمل) علي درجة ولاء العاملين وانتمائهم للمنظمة.
وقد توصلت الدراسة لنتائج أهمها, ارتفاع مستوي رأس المال النفسي والولاء التنظيمي داخل المنظمات الحكومية والخاصة, كما كشفت نتائج الدراسة عن وجود تأثير إيجابي للمناخ التنظيمي الذي يعمل فيه ممارس العلاقات العامة داخل هذه المنظمات, مما يترتب عليه زيادة مستوي رأس المال النفسي والولاء التنظيمي للعاملين, كما تبين وجود تأثير قوي لبعد الكفاءة الذاتية بين أبعاد رأس المال النفسي علي درجة الولاء التنظيمي, وتبين أيضا وجود تأثير قوي للعلاقات بين الزملاء في العمل حيث جاء هذا البعد في الترتيب الأول بين عوامل المناخ التنظيمي المؤثرة علي درجة الولاء التنظيمي للعاملين, وأشارت نتائج الدراسة للتأثير الإيجابي للعلاقات التعاونية داخل المنظمة وأهمية وجود مناخ تنظيمي وبيئة عمل مهيئة للعمل وجو يسوده المحبة والود وليس التسلطية والعداء في العمل, فانتشار أجواء تعاونية داخل بيئة العمل لتحقيق الهدف المشترك الذي تصبو إليه المنظمة.
كما احتل نمط القيادة داخل العمل المرتبة الثانية كأحد العوامل المؤثرة بين متغيرات المناخ التنظيمي داخل بيئة عمل المنظمات الحكومية والخاصة, وهذا يعكس وجود قيادة تحويلية تقوم علي توزيع الأدوار والواجبات وتحديد الاختصاصات, وتتبع سياسة الباب المفتوح مع موظفي العلاقات العامة, ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب, واحتل نظام الترقيات المرتبة الثالثة ثم الحوافز المادية والمعنوية والمكافآت في المرتبة الرابعة, كما اتضح ضرورة الاهتمام بوضع السياسات التي تتماشي مع طبيعة عمل المنظمة والتي تلائم أهدافها, وتكون معلنة وواضحة للعاملين, وجاءت الأجور والمرتبات في المرتبة السادسة من حيث تـأثيرها بين عوامل المناخ التنظيمي لدي ممارسي العلاقات العامة في المنظمات الحكومية والخاصة, وهذا يشير إلي أن موظفي العلاقات العامة لا يرغبون في الدخل المادي بقدر ما يرغبون في التقدير المعنوي لمجهوداتهم والثناء عليها, وهذا يتفق مع الطبيعة البشرية التي تميل للتقدير المعنوي.
وبعد مناقشة الرسالة كانت لجنة الحكم والمناقشة في ضيافة الأستاذ الدكتور محمود سليمان الجعيدي عميد كلية الآداب جامعة المنصورة, وبحضور الأستاذ الدكتور حمدان ربيع متولي نائب رئيس جامعة دمياط للدراسات العليا والبحوث, وقد تم التطرق لنتائج الدراسة ومناقشة إمكانية تطبيقها علي أرض الواقع وهو ما أشار له الأستاذ الدكتور محمود الجعيدي فيما يتعلق بأهمية واهتمام قادة المنظمات بتوفير المناخ المناسب ما ينعكس علي سلاسة أسلوب العمل, مشيرا إلي أن الاهتمامات بدعم الكفاءات ومساندتها وتوفير أجواء مواتية كفيل بخلق بيئة إبداعية.
وبخصوص تطبيق الدراسة علي ممارسي العلاقات العامة في الجامعات والمنظمات الصحية, أشار الدكتور حمدان بحكم منصبه كنائب للدراسات العليا إلي أن هناك قفزة في مسارات التعليم العالي في مصر من تعليم في جامعات حكومية وخاصة وأهلية, مؤكدا أن هذا التنوع يفتح مسارات جيدة لنوعية التعليم ويتيح تخصصات مختلفة, وهذا التنوع يخلق بيئات عمل متوازية تستطيع أن تضع التعليم العالي والبحث العلمي في مصاف التصنيفات الدولية ليس فقط فيما يتعلق بالمباني وبنيتها التحتية ولكن أيضا في بناء الإنسان.