هل هناك أسباب تؤدي لزيادة الاهتمام بالتسويق الإلكتروني بين الجمهور؟, وما هذه الأسباب والدوافع الخاصة بالجمهور؟ ما المنافع والمخاطر المدركة لدي المستهلكين خلال التسوق الإلكتروني في أوقات الأزمات خاصة خلال جائحة كورونا؟ وما الفرق بين التسويق التقليدي والتسويق الإلكتروني في وقت الأزمات؟
أجابت عن هذه التساؤلات دراسة قدمتها الباحثة شيماء جنيدي تمام جنيدي بعنوان تأثير التسويق الإلكتروني للسلع علي القرارات الشرائية للمستهلكين في ظل أزمة كورونا (دراسة ميدانية) وتمت مناقشتها في رحاب جامعة المنصورة كلية الآداب قسم الإعلام, من الأستاذة الدكتورة ثريا أحمد البدوي عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة, والأستاذة الدكتورة نهلة الحوراني أستاذ العلاقات العامة والإعلان المساعد بقسم الإعلان كلية الآداب جامعة المنصورة, والرسالة تحت إشراف الأستاذة الدكتورة أماني ألبرت أديب رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة بني سويف.
وسعت للتعرف علي تأثير التسويق الرقمي علي القرارات الشرائية للمستهلكين والعمل علي استفادة الشركات والمؤسسات منها خاصة معرفة تأثير التسويق الإلكتروني علي القرارات الشرائية للمستهلكين في ظل الأزمات, ومعرفة اتجاهات الجماهير بعد التعرض لتسويق المنتجات عبر الإنترنت وتحديد أثر سلوك المستهلكين للمنتجات بالإضافة إلي تقييم دور التسويق الإلكتروني كوسيلة غير تقليدية تلجأ لها المؤسسات في وقت الأزمات وتنتمي هذه الدراسة إلي الدراسات الوصفية التي تهتم بوصف ظاهرة الاتجاه إلي التسويق الإلكتروني في ظل الأزمات وعلاقتها بالقرارات الشرائية للمستهلكين وتقديم معلومات حول هذه الظاهرة وتعتمد علي المنهج الوصفي وصحيفة الاستبيان في جمع بيانات الدراسة الميدانية علي عينة قوامها 400 مفردة.
وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج أهمها أن معظم المشاركين في العينة لم يكن لديهم تجربة سابقة في التسوق عبر الإنترنت قبل تفشي جائحة كورونا, كما كشفت النتائج أن أزمة الجائحة أدت إلي انتشار واسع النطاق للتسوق الإلكتروني, حيث بدأ الكثيرون في استخدامه للمرة الأولي, وتبين أن أهم العوامل التي ساهمت في زيادة اهتمام المبحوثين بالتسوق الإلكتروني خلال جائحة كورونا هي سهولة الوصول للمنتجات ثم توفير الوقت, ثم المخاوف بسبب الفيروس.
وأشارت النتائج إلي أن حوالي (61%) من المستجيبين يعتقدون أن المنتجات المسوقة إلكترونيا إلي حد ما مماثلة لتلك المسوقة تقليديا, في حين يري حوالي (28%) أنها متشابهة تماما ويري (10%) أنها غير متشابهة.
وأتضح أن المنتجات الأكثر شيوعا التي تم شراؤها عبر الإنترنت خلال جائحة كورونا هي مستحضرات التجميل والعناية الشخصية, تليها الملابس والأحذية بنسبة ثم الإكسسوارات والعطور, وأن المستهلكين يشترون المنتجات التي تسوق إلكترونيا بشكل متفاوت, وليس بشكل منتظم.
وتبين من النتائج تزايد شعبية التسوق الإلكتروني بين المستهلكين في ظل ظروف جائحة كورونا حيث دلت أسباب اعتماد المستهلك علي التسويق الإلكتروني خلال الأزمة ذات النسب المئوية المرتفعة للموافقة علي أن سهولة الوصول إلي المنتجات والخدمات, وحرية التصفح وتبادل المعلومات, والسرعة والفورية في الحصول علي المنتجات هي الدوافع الرئيسية وراء هذا الاتجاه.
كما كشفت النتائج عن تأثر سلوك المستهلكين الشرائي الإلكتروني بعوامل مختلفة مثل التأقلم والإدراك والخوف والعوامل النفسية والاجتماعية, وبشكل عام فإن النتائج تشير إلي أن أغلبية المبحوثين أظهروا توجها إيجابيا ومرتفعا نحو الشراء عبر الإنترنت خلال أزمة كورونا.
وأظهرت النتائج أن الثقة هي العامل الأكثر أهمية بالنسبة للمستهلكين أثناء جائحة كورونا, يلي ذلك عامل التفضيل فهو الأكثر أهمية بالنسبة للمستهلكين, ثم الرضا, ويمكن تفسير ذلك بأن المستهلكين الذين يشعرون بالرضا تجاه الخدمات التي تعرضها شركات التسويق الإلكتروني, قد يؤدي ذلك إلي الإقبال علي التسوق عبر الإنترنت مرة أخري في المستقبل, وبالمرتبة الأخيرة جاء عامل للتوصية, ويمكن تفسير هذه النتائج بأن المستهلكين يميلون إلي التوصية بشركات التسويق الإلكتروني إذا كانوا راضين عن خدماتها ومنتجاتها, ويمكن أن يؤدي ذلك إلي زيادة الثقة في هذه الشركات وزيادة الإقبال عليها في المستقبل.
وأظهرت النتائج أن المستهلكين يرون العديد من المنافع في التسوق الإلكتروني, وخاصة فيما يتعلق بالخيارات الواسعة وتوفير الوقت والجهد, ومع ذلك, يتعرض المستهلكون للعديد من المخاطر, وخاصة فيما يتعلق بالمخاطر المالية والمخاطر المعلوماتية.
أكدت نتائج الدراسة أن التسويق الإلكتروني يتمتع بعدة مزايا ويعد خيارا جيدا للأشخاص الذين يبحثون عن الراحة والتوفير والجودة والأمان في عمليات الشراء, ولكن يجب علي الشركات المتخصصة في التسويق الإلكتروني التركيز علي تحسين الثقة والمصداقية والخصوصية والأمان والجودة في عمليات الشراء الإلكترونية, والعمل علي توفير تجربة شراء إيجابية للمستهلكين.
وأوصت الدراسة بضرورة تغيير وتعديل أساليب واستراتيجيات التسويق الإلكتروني لما له من مميزات والاهتمام بتوفير نظم حماية المستهلك الإلكتروني, وكذلك التعاقد مع الشركات الخاصة بتطوير المواقع الإلكترونية الخاصة بالتسويق الإلكتروني, بحيث يكون أكثر سهولة وأكثر جاذبية, والتحديث والتطوير المستمر للإعلانات المتعلقة بالتسويق للمنتجات والخدمات الإلكترونية من أجل تلبية احتياجات الجماهير, والتأثير علي قراراتهم الشرائية بكافة الطرق الممكنة.