يعتقد البعض أن قيامة المسيح هي مجرد أسطورة, مثل الأساطير التي تحكي عن شيء خيالي ووهمي ولا يوجد دلائل علي حدوثه أو شهود عيان لهذه الأساطير.إلا أننا عندما نقرأ كلمات بطرس وهو يقول ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية. وفي أورشليم. الذي أيضا قتلوه معلقين إياه علي خشبة. هذا أقامه الله في اليوم الثالث. وأعطي أن يصير ظاهرا. ليس لجميع الشعب, بل لشهود سبق الله فانتخبهم. لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات(أع10:39-41).
وهنا يؤكد بطرس قيامة المسيح في قوله نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات والقديس بولس(شاول) الذي كان يضطهد كل من يؤمن بالمسيح شهد بقصة مقابلته مع المسيح المقام عدة مرات في سفر أعمال الرسل, كما لم تخل رسائله من الشهادة للقيامة,كما أننا عندما نقرأ الأناجيل الأربعة ندرك أن الرسل الذين كتبوا الأناجيل يذكرن قصة موت المسيح وقيامته وظهوره لهم جميعا. لكن الدليل الأقوي هو استشهادالرسل والآلاف من المسيحيين الأوائل بسبب إيمانهم بالمسيح الذي قام من الأموات وأرسلهم ليشهدوا إلي العالم أجمع, وأيضا إيمانهم بأن المسيح الذي قام هو حي وسوف يأتي ثانية.
وقصة القيامة كما رواها لنا القديس يوحنا تذكر لنا أنه في مساء اليوم الذي قام فيه المسيح ظهر للتلاميذ كما هو مكتوبولما كانت عشية ذلك اليوم,وهو أول الأسبوع, وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود, جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم:سلام لكم! ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه, ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب. فقال لهم يسوع أيضا:سلام لكم!كما أرسلني الآب أرسلكم أنا ولما قال هذا نفخ وقال لهم:اقبلوا الروح القدس(يو20:19-22) وهنا نري ثلاثة حقائق:
1-إنه أراهم يديه وجنبه, أي إنه أراهم كيف أنه تألم ومات علي الصليب من أجل أن يدفع أجرة خطاياهم.
2-ثم قال لهم سلام لكم أي أنهم يستطيعون الآن بعد مغفرة خطاياهم أن يتمتعوا بالسلام والمصالحة مع الله ومع أنفسهم.
3- ثم قال لهمكما أرسلني الآب أرسلكم أنا أي أنه أرسلهم ليبشروا العالم بالأخبار السارة بالخلاص من الخطية وبداية ملكوت السموات, ونحن نعرف أنهم أطاعوا بفرح بالرغم من كل الاضطهادات التي تعرضوا إليها حتي الاستشهاد وهذا بسبب يقين إيمانهم بالمسيح الحي المقام.
أحبائي إن إيماننا بقيامة المسيح لابد أن يكون له تبعيات في حياتنا وهذه هي:
أولا:إن كل ما قاله المسيح هو حق وقد تحقق, لذلك نحن نصدق قوله من رآني فقد رأي الآب أي أنه والآب واحد أي أنه الله الظاهر في الجسد وأنه سيأتي ثانية لنحيا معه في ملكوته.
ثانيا:أن لدينا ثقة في فداء المسيح وغفرانه, ولهذا فلا يوجد شيء يستطيع أن يفصلنا عن المسيح الحي المقام كما قال بولسفإني متيقن أنه لا موت ولا حياة, ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات, ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة, ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخري, تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا(رو8:38-39).
ثالثا:إن قيامة المسيح يجب أن تدفعنا كما دفعت التلاميذ أن يتخذوا المسيح ملكا لحياتهم ويجولوا مبشرين به في العالم أجمع وأن السيد المسيح وعد بأن يرسل الروح القدس ليدفعنا أن نشهد أن المسيح هو ملك الملوك ورب الأرباب.
المسيح قام…حقا قام