“طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض” (مت٥:٥)، ما أجمل الزوج والزوجة والأب والأم والإخوة والأصدقاء حين تكون العذوبة الصادقة عنوانًا لعلاقاتهم، وكذلك يلقى منهم المجتمع رقة قلبية فى معاملاتهم، يرتاح إليهم الكل، أينما حلوا حل معهم الصلح والسلام بينهم وبين الآخرين وحتى بين الآخرين بعضهم مع بعض.
القديس بولس عندما واجه مشكلة انسيمس العبد الهارب من سيده فليمون، كان أمام اختيارين، إما أن يخسر انسيمس حفاظًا على شعور سيده فليمون أو أن يعطف على انسيموس فيغضب فليمون، ولكن نجده بحسب النعمة المعطاة له من رب المجد يسوع يبعث رسالة إلى فليمون تفيض بالعطف على انسيموس وفى نفس الوقت مفعمة بالرقة مع فليمون فيكسب الاثنين معا فى اسم المسيح.
فنجده يتكلم بنبرة الحب الصادق قائلا من أجل المحبة “أطلب إليك من أجل ابنى انسيمس الذى ولدته فى قيودى الذى كان قبلاً غير نافع لك ولكنه الآن نافع لك ولى الذى رددته فاقبله الذى هو احشائى” (فل:١١-١٠ ) ويقول له “بدون رأيك لم أرد أن أفعل شيئا”. احتفظ بسلامه مع العبد ومع سيده بل ورد السلام بينهما.
إن كل مسيحى بحق لابد وأن يقتنى هذا الصفاء حين يدخل فى شركة فعالة مع الروح القدس فتثمر حياته كشجرة مغروسة على مجارى المياه المباركة.
هذه الثمرة تجعل للحياة مذاقًا سماويًا يريح الضمير ويشبع النفس بالراحة ويشيع فى القلب سلامًا ما أجمله.. فلنحرص على الرقة والعذوبة الروحية غير المصطنعة فنكون بحق رسلاً وسفراء عن المسيح.