عقدت كلية الإعلام جامعة بني سويف فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول بعد سبع سنوات من إنشاء الكلية, تحت عنوان الإعلام العربي في ظل المنافسة الرقمية وحروب الأجيال, رؤي واقعية وتحديات مستقبلية. والمؤتمر يأتي تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف وحضره عدد كبير من رموز العمل الأكاديمي والصحفي والإعلامي في مصر بقاعة مركز الإبداع التابعة لصندوق التنمية الثقافية بدار الأوبرا المصرية. والمؤتمر برئاسة الدكتور عبدالعزيز السيد عميد كلية الإعلام, ومقرر المؤتمر الدكتورة أماني ألبرت وكيل الكلية للدراسات العليا والمستشار الإعلامي للجامعة.
وهدف المؤتمر للتعرف علي واقع صناعة الإعلام في ظل البيئة التنافسية الرقمية. والتعرف علي تأثيرات حروب الجيل الرابع والخامس في الإعلام وأساليب التوعية بأدواته, والتعرف علي دور الإعلام في الأمن القومي لمواجهة التطرف الفكري والشائعات والأخبار الزائفة والتجنيد الإلكتروني. وكدور أصيل للجامعة لوضع أجندة حلول عملية لكل ما يواجه الدولة, في ظل ما تتعرض له من القنوات المعادية التي تسعي لبث الفرقة والشائعات, خاصة في ظل التطور التكنولوجي الذي أحدث طفرة في معالجات الإعلام للقضايا والموضوعات, وغير الخريطة الإعلامية وطريقة المعالجة.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة بحضور رواد وأساتذة الإعلام ورموز الصحافة والإعلام والباحثين, وضم (52) ورقة علمية تناقش آليات مواجهة الشائعات والتصدي, لحروب الجيل الرابع والخامس في (5) جلسات علمية, ناقشت التأثيرات المعرفية والسلوكية لبيئة الإعلام الرقمي علي الجمهور وتأثير أشكال الوسائل الرقمية علي البيئة المعلوماتية والبنية الدلالية والسيميولوجية لخطاب الإعلام العربي في ظل التنافسية ومستقبل الإعلام العربي في ظل التحولات الرقمية والأمن القومي وحروب الأجيال وتأثيراتها في الإعلام العربي.
وخرج المؤتمر بتوصيات تساعد علي رسم استراتيجيات المواجهة وتقدم آليات ومقترحات يمكن تنفيذها علي أرض الواقع ومنها ضرورة الإسراع في إصدار قانون إتاحة المعلومات أمام الصحفيين والإعلاميين بحيث تتوافر أمامهم الحقائق والمعلومات في الوقت المناسب لقطع الطريق علي مروجي الشائعات والإعلام المعادي, والاهتمام بدعم المؤسسات الإعلامية الرسمية وتطوير أدائها باعتبارها صمام الأمان للأمن القومي المصري. وضرورة إطلاق منصات إعلامية متعددة ترسخ الهوية الثقافية وترصد كل ما ينشر علي منصات التواصل الاجتماعي من الثقافات الوافدة التي تضر بالأمن القومي وتتعارض مع هويتنا الثقافية. وضرورة اهتمام المؤسسات المعنية بتشكيل وعي وثقافة المصريين برصد كل ما تنشره الصفحات والمواقع الموجهة بالعربية فيما يتعلق بهويتنا الثقافية والدينية وتفنيدها والرد عليها وتحصين الجمهور ممن أضرارها.
وتحديث المحتوي الرقمي للصفحات الرسمية للمؤسسات والهيئات المختلفة. كما أوصي المؤتمر بتوسيع مجال عمل الدراسات الإعلامية لتناقش موضوعات وقضايات أكثر معاصرة وارتباطا بالفضاء الاتصالي الراهن الذي يطرح إشكاليات جديدة وغير تقليدية, ومنها الوظيفة الإخبارية المتصاعدة لمواقع التواصل الاجتماعي, وحدودها وأبعادها وتأثيراتها السلبية والإيجابية ودورها كأداة اتصال حكومية. والاهتمام بدراسات تطوير الأداء المؤسسي مع الاهتمام بدراسات الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير الإنتاج الإعلامي.
فالإعلام قادر بدوره التنويري علي كسب معركة العقول ووضع الأمور في نصابها وتصحيح الأوضاع الخاطئة وكشف الأكاذيب ودرء الشائعات ووقف انتشارها والحفاظ علي الأمن القومي. فمصر تبني وتتقدم للأمام وتدحض الأكاذيب ولا سبيل للرجوع للوراء.