نحتفل في شهر أبريل من كل عام باليوم العالمي للطفل التوحدي, ويأتي هذا العام في ظل تفشي وباء الكورونا وفرض الحجر الصحي بالمنازل للأطفال داخل المنازل,ولا توجد مراكز أو حضانات تفتح أبوبها لهم, وفي ظل هذه الأجواء تم إخراج فيلم قصير مدته حوالي 15 دقيقة يتحدث فيه الأطفال التوحديين أنفسهم وأمهاتهم من داخل منازلهم أثناء الحجر المنزلي, يطرحون فيه آمالهم وطموحاتهم, وتتحدث فيه الأمهات عن فخرهم بأبنائهم المصابين بالتوحد ومعاناتهم المجتمعية أيضا وما الذي يحلمون بتغييره, وجاء شعار الفيلم: ليس وحيدا ـ الجانب المضيء, ولقد قامت الأمهات بالتصوير داخل منازلهم وأرسلوا الفيديوهات إلي المخرج الشاب محمد الأنصاري الذي قام بإخراجه ضمن مبادرة عالم مواز لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة, وقام بإعداد الفيلم رامز عباس ـ الأصم الناطق, وبسمة شعيشع, وتحدثت الدكتورة ابتسام فاروق اخصائية تخاطب وتنمية مهارات, وعلقت علي اضطراب التوحد وأهم ما يميزه كاضطراب نمائي.
شارك في الفيلم 15 من أصحاب مرض التوحد, وأصحاب متلازمةداون ممن لديهم قدرات خاصة ومتميزين وحاصلين علي بطولات رياضية ولديهم مواهب فنية, وتم عرض الميداليات التي حصلوا عليهات في بطوات رياضية, ومنهم من شاركوا في كورال الأوبرا.
من أبرز الجمل التي قالها الأطفال والأمهات في هذا الفيلم القصير: أنا إنسان زيك وكل الحكاية إني مختلف شوية أنا إنسان من حقي أحلم ـ لما عرفت إنه عنده توحد اتصدمت في الأول,لكن اتجهت لتأهيله وأخذنا جلسات تخاطب وكنت معاه زي ضله, أم مابتسيبش ابنها لحظة, أحلامهم بسيطة هما نفسهم الناس والمجتمع يتقبلوهم ويحبوهم…. إلخ.
تجدر الإشارة إلي أنه يمر هذا العام 13 عاما علي البدء بالاحتفال بيوم للطفل التوحدي, حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2007 يوم 2 أبريل من كل عام يوما للتوعية بالتوحد, لتسليط الضوء علي الحاجة للمساعدة في حسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد, وتأكيدا علي حقهم في العيش في مجتمع يرعي ويشمل الجميع ويكفل تمكن جميع الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد من العيش حياة كريمة وذات مغزي والتمتع بتكفافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.
وجاء احتفال الأمم المتحدة بهذه المناسبة هذا العام 2020 يركز الانتباه علي القضايا ذات الأهمية للأشخاص ممن يعانون التوحد والمتعلقة بالانتقال إلي مرحلة البلوغ, مثل أهمية المشاركة في الثقافة الشبابية وتقرير المصير المجتمعي وعملية صنع القرار, والحصول علي التعليم العالي وفرص العمل والعيش المستقل.
وقد جاءت رسالة الجمعية العامة للأمم المتحدة في احتفالية هذا العام في اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد, برسالة قالت فيها: نعترف بحقوق الأشخاص المصابين بمرض التوحد ونحتفل بها. ويقع احتفال هذا العام في خضم أزمة في الصحة العامة لم نشهد لها مثيلا طوال حياتنا ـ أزمة تعرض الأشخاص المصابين بالتوحد لخطر لا يتناسب مع وضعهم نتيجة لفيروس كورونا وتأثيره في المجتمع.
وعلينا جميعا أن نقوم بدور في كفالة تلبية احتياجات الأشخاص الذين يتأثرون أكثر من غيرهم بمرض فيروس كورونا (covid19) خلال هذه الفترة الصعبة. ويجب تقديم معلومات عن التدابير الوقائية في أشكال يسهل الوصول إليها, ويجب علينا أيضا أن نعترف بأنه عندما تستخدم المدارس التعليم عبر الإنترنت, وحتي في هذه الأوقات التي لا يمكن التنبؤ بها, يجب أن نلتزم بالتشاور مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم, وضمان أن تكون أساليبنا غير التقليدية في العمل, والتعلم والتواصل بعضنا مع بعض, وكذلك استجابتنا العالمية لفيروس كورونا, شاملة للجميع وفي متناول الناس كافة, بمن فيهم الأشخاص المصابون بالتوحد.
الجدير بالذكر,أن اضطراب التوحد أو الأوتيزم يعد اضطرابا نمائيا له بعض المظاهر منها: القصور في التواصل الاجتماعي والميل إلي العزلة مع عدم القدرة علي تكوين صداقات, بالإضافة إلي في التواصل اللغوي الكلام والإشارة, وغير اللغوي مثل القدرة علي فهم تعبيرات الوجوه, إلي جانب بعض الأعراض الأخري المصاحبة, مثل الاهتمام والتعلق بأشياء ليست ذات أهمية مثل زجاجة فارغة فتصبح محور اهتمامهم, وزيادة الحركة أو قلة الحركة, والخوف الشديد من الأماكن المزدحمة.. إلخ.