وسائل التواصل الاجتماعي اجتاحت حياتنا وجعلتنا نلتصق بأجهزتنا المحمولة يوما بعد آخر للدرجة التي حولتني إلي مدمنة تليفون, مدمنة صور, مدمنة فيس بوك, انستجرام, وواتس آب. أجد نفسي سعيدة جدا بتعليقات أصدقائي علي آرائي, وصوري علي حائط صفحتي, كما أسعد بمشاركتهم آراءهم وصورهم وأيضا المناسبات الخاصة بكل منهم.
ما هذا العالم الذي نقلنا من محيطنا الضيق المحدود إلي عالم الفضاء الخارجي اللامحدود.. عالم ينقل لك كل شيء بالصوت والصورة, باليوم والساعة والثانية؟ هل فكرت أن تكتب ما بخاطرك أو تضع صورة لك وتجد ما نشرته قد انتشر انتشار النار في الهشيم؟ وتجد التعليقات بالإيجاب أو بالسلب تصيبك بالزهو أو بالإحباط؟ إنها ستكون تجربة فارقة في حياتك إن لم تقلب موازين حياتك.
كنت أظن أن المجتمع تحكمه ضوابط الأخلاق العامة والعيبة, أصلنا مجتمع متدين بطبعه لكن فوجئت أن المواقع الاجتماعية كاشفة لأخلاق غريبة عن أصالة مجتمعنا فكل شيء مباح: اختراق خصوصية الأفراد وفضح أمرهم, جلب صور أشخاص والتنمر عليهم, تهكم وتحرش لفظي, تربص بذوي الاحتياجات الخاصة أو بأصحاب البشرة السمراء أو بأي مختلف.
باتت مواقع التواصل الاجتماعي مؤشرا لما وصل إليه حال مجتمعنا حتي إن كانت القوانين والتشريعات تجرم ظاهرة التنمر وتدعو لمواجهتها إعلاميا في خطوة مهمة جدا وإيجابية, إلا أننا لابد أن نعود لأصولنا ولتربية أبنائنا علي احترام الآخرين من الكبير إلي الصغير, واحترام خصوصية الغير واحترام الإنسان أيا كان مظهره أو هيئته, نريد أن يعود مجتمعنا, كما كان في الماضي, مجتمعا نظيفا محافظا له مبادئ وقيم ضلت طريقها في زمن التواصل الفيسبوكي!!
[email protected]