لحظات تفصلني عن العالم وهمومه وأحداثه عندما أدخل شرفتي الملبيئة بـقصاري الزرع الأخضر المتناثر في كل زاوية وعلي كل رف تطل من بعضهما بعض الزهرات الصغيرات البديعة الألوان وكأنها تلقي التحية والسلام, ساعة عصاري مع كوب من الشاي بالنعناع أستمع فيها لمجموعة مختارة من الأغاني التي تأخذني لعالم الطفولة والمراهقة, تلك الأغاني التي تحمل كلمات رقيقة عميقة وبسيطة أيضا, وألحان من أبدع وأنقي وأعذب الألحان مع أصوات متناغمة أو تكاد تكون متشابهة رغم اختلاف ألوانهم, إنها الـنوستالجيا أغاني حقبة الثمانينيات والتسعينيات التي تعد ثورة علي الأغاني الكلاسيكية التي تربي عليها آبائنا وأجدادنا, هذه الفترة نستطيع القول إنها مزيج فريد بين نهاية لمسات الماضي وبداية كل ما هو عصري, تلك الفترة التي أعلنت بداية مرحلة من الأغاني والموضة والفن والملابس والعادات والتقاليد, كما احتفظت بملامح خاصة لنجوم وضع فنهم بداية تطور الأغنية والسينما والدراما المصرية.
وربما كان إعلان وفاة المطرب علاء عبد الخالق منذ أيام, والذي يعد واحدا من نجومالكاسيت في فترة الثمانينيات والتسعينيات, وأحد أبرز المطربين في تلك الفترة أحيا بداخلنا نزعة وحنينا لهذه الفترة بكل ما حملته من أغان وكلمات وألحان, حيث كانت بداية عبد الخالق الغنائية بمصاحبة فرقة الأصدقاء, والتي أسسها الموسيقار الراحل عمار الشريعي عام1980, والتي ضمت معه مني عبد الغني وحنان, وخرجت للنور بألبوم(الانضباط) حتي توقفت عام 1986, لتكون البداية الجديدة مع نهاية الثمانينيات بمصاحبة المبدع المجدد حميد الشاعري, والذي ينسب له مصطلح (الأغنية الشبابية) معيدا اكتشاف العديد من المطربين الذين املأوا فراغ الساحة الغنائية بعد رحيل الكبار.
ولا أحد يستطيع إنكار أن فترة التسعينيات في الغناء المصري تسببت في ثورة فنية بالعالم , إذ تم تقديم جيل من المطربين والموسيقيين غيروا الأشكال والقوالب الموسيقية السائدة بشكل كبير.
ومع ذكر الفنان الراحل علاء عبد الخالق تتردد داخل أذني أغنيته المفضلة ليبحبك باستمرار بحبك طول العمر…ولهذاسأظل أحب أغاني جيلي وأستمتع بتوليفة وتنويعة ألوانه وموسيقاه لتبقي داخلنانوستالجيا الماضي الغنائي الجميل.