أثناء مشاهدتي أحد البرامج التليفزيونية فوجئت بموجة هجوم علي فكرة أثرية مطروحة لإعادة تكسية هرم منقرع بكتل الجرانيت التي كانت تكسيه منذ آلاف السنين ووجدت مبعثرة حوله…وجاء الهجوم كالآتي:
وآدي بقي المشروع الجديد هيبلطوا الهرم الصغير…هرم منقرع تخيل بقي كدا تقوم من النوم تلاقي الهرم متبلط…آدي مشاريع الحكومة!!! للأسف هكذا يكون توجه استخدام أي حدث أو قضية من جانب معين وزاوية واحدة, بحيث تقدم للمتلقي علي أنها الحقيقة المفجعة فيصدم المواطن.
ويقول:أصل إحنا ناقصين كمان نصرف فلوس علشان نبوظ الأهرامات…نعم هذا ما يقوله المواطن البسيط عندما يشاهد تلك الأخبار والتي تهدف إلي بلبلة الشعب ودفعه للتذمر أنا لا أتحدث فقط عن هذا الخبر المتعلق بأحد آهم الآثار المصرية القديمة, ولكن هناك عشرات من نوعية تلك الأخبار يتم تداولها بهذه الصور, والحقيقة أنها شائعات وأخبار مضللة لابد من التصدي لها بسرعة وبشكل حاسم من قبل الهيئات الرسمية المختصة, وذلك لتوضيح الحقائق أمام الرأي العام وترشيد وعي وفهم المواطن البسيط.
وكما تحدث الدكتور رامي عطا وله باع كبير في مجال الإعلام والصحافة عن حرب الشائعات في مقاله شوفتوا إللي حصل!! أضم صوتي له وأقول إن مثل هذه الأخبار المضللة تهدد استقرار المجتمع وتؤثر علي أمنه وسلامته, ولذا لابد من التوعية الدائمة بضرورة تدقيق الأخبار من مصادرها. وفتح المجال للرد المنطقي والحاسم للتصدي لهذه الشائعات.
هنا أقول: نجعل المواطن شريكا في الأخبار عن طريق مده بالمعلومات والتفاصيل الكافية حتي تساعده علي التفكير المنطقي والعقلاني, فبدلا من أن يثور علي فكرة تبليط الهرم, يجب تعريفه بأن هناك لجنة علمية عليا تضم عددا من كبار العلماء المتخصصين في الآثار لاسيما الأهرامات من المصريين والأجانب تم تشكيلها لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلي للآثار وبعثة جامعة واسيدا اليابانية والمقدم لإجراء أعمال الترميم المعماري لهرممنقرع لإعادة تركيب الكتل الجرانيتية المتناثرة حول جسم الهرم, وقد قررت اللجنة عدم المواقفة علي إعادة تركيب أيا من تلك الكتل الجرانيتية وأنه من المستحيل التأكد من المكان الأصلي والدقيق لهذه الكتل علي جسم الهرم.
مش كدة أحسن؟