كلنا يعلم قصة استشهاد هذا القديس العظيم بسبب تمسكه بإيمانه المسيحي بالرغم من تهديدات الإمبراطور الوثني وما ناله من عذابات علي اسم السيد المسيح له كل المجد, لهذا آثرت أن اكتفي بتوضيح تفاصيل هذه الأيقونة الزاخرة بالأحداث والرموز.
نجح الفنان القبطي في تجسيد كل المعاني المقصودة, فنري بجوار القديس شخصا يرتدي زي الأسقفية حاملا عصا الرعاية, إنه القديس باسيليوس أسقف قيصرية يشكو له من اضطهاد يوليانوس الجاحد أحد الولاة الطغاة, فإذا بالقديس مرقوريوس يظهر له في رؤيا ممسكا بحربة يعلوها الصليب ليطعن بها هذا الجاحد ساقطا تحت أقدامه.
أما جوهرة هذه التصويرة فهو فيلوباتير مرقوريوس راكبا علي جواد لأنه كان فارسا ضابطا بالجيش الروماني خلفا لأبيه ذو المكانة المرموقة, وإذا ملاك يعلو رأسه حاملا رسالة في لفافة كتب عليها: إذا غلبت فاذكر إلهك.
وأخيرا ماذا عن السيفين؟.. كان من الطبيعي أن يحمل سيفا لرتبته العسكرية, أما السيف الآخر فقد أعطاه له الملاك في رؤياه دليلا علي انتصاره في حربه ضد البربر حين هجومهم علي الرومان وذلك باختيار داكيوس لثقته في كفائته ولكن سرعان ما تنكر لهذا النصر, وإذ أمره بالسجود للأوثان رفض مرقوريوس بكل شجاعة معلنا إلهي هو يسوع له وحده أسجد بخشوع, فانتهي المطاف باستشهاده الذي حل تذكاره الخميس الماضي الخامس والعشرين من شهر هاتور, والأيقونة أثرية تؤرخ بالقرن 18 يعلوها اسمه بحروف قبطية مترجمة إلي العربية.
e.mail: [email protected]