في فبراير من عام 1953 صدر العدد الثاني من السنة السابعة لمجلة مدارس الأحد وفيه افتتاحية بقلم نظير جيد مدير تحرير المجلة تحت عنوان رئيسي: الخطوات العملية في الإصلاح, وعنوان فرعي مبدأ الكرسي الخالي, جاء في سطرها الأول الآتي: خير للكرسي أن يظل خاليا, من أن يجلس عليه شخص غير مستحق, وكان في رأيه أن هذا مبدأ أساسي في الخدمة لكي يمتنع ملء الكرسي بأي ثمن. ولا أدل علي ذلك من أن كرسي البطريركية ظل شاغرا سنة ونصف بعد نياحة الأنبا يوأنس السادس البطريرك الرابع والسبعين, وخلا أكثر من سبع سنوات ونصف السنة بعد نياحة الأنبا كيرلس الثالث البطريرك الخامس والسبعين.
وفي يوليو من عام 1956 أصدر المجمع المقدس قرارا بإعفاء الأنبا يوساب الثاني من إدارة كافة شئون الكرازة المرقسية برئاسة الأنبا تيموثاوس الذي قال في بيانه للشعب: ليعلم الجميع أن الأنبا يوساب صار بعد حكم المجمع المقدس عليه لا وجود له كبطريرك.
وفي سبتمبر من عام 1955 كتبت مجلة مدارس الأحد تحت عنوان مبدأ الكرسي الخالي: علينا التريث لأن السرعة في ملء الكرسي قد تدفعنا إلي موقف يصعب الخروج منه, لأن البطريرك بعد انتخابه لا يمكن تغييره أو استبدال غيره به.
وفي ديسمبر من عام 1956 جاءت افتتاحية العدد العاشر من السنة العاشرة لمجلة مدارس الأحد تحت عنوان البطريرك القادم وذلك بمناسبة نياحة البطريرك الأنبا يوساب في 13 نوفمبر من ذلك العام ذاته, وأهم ما جاء في الافتتاحية القول بأن شعار مدارس الأحد ورسالة مجلتها هو الراعي الصالح, وقد استجاب الشعب بل استجابت الكنيسة لهذا الشعار.
والسؤال بعد ذلك:
ما هو شرط هذا الراعي الصالح الذي سيكون هو البطريرك القادم؟ وجاء الجواب علي النحو الآتي: يجب ألا يكون من بين الأساقفة أو المطارنة, وبناء عليه فإن من يرشح نفسه ولديه رتبة الأسقفية أو المطرانية, ومن ينتخب واحدا من هؤلاء لرتبة البابوية هذا أو ذاك جزاؤهما الحرم. وعلي المجمع المقدس تحويل هذا الشرط إلي قرار في سياق ما أعلنه البابا ميخائيل, البطريرك السادس والأربعون من ألا يصير أسقف, بطريركا, وفي هذا السياق أيضا أعلنت مجلة مدارس الأحد في مقال آخر بالعدد ذاته تحت عنوان البطريرك الذي نرجوه: إن قوانين الكنيسة وتقاليدها وطقوس رسامة بطاركتها قد استبعدت نهائيا احتمال أن يرسم المطران, بطريركا.
والسؤال إذن:
لماذا ألحت مجلة مدارس الأحد علي عدم مشروعية ترشيح أسقف أو مطران لمنصب البطريرك؟
الجواب:
من أجل تحقيق الرؤيا التي أرتأيناها -نظير جيد وأنا- في مقهي محطة مصر وهي أن يكون البطريرك القادم من رهبان مدارس الأحد.
فماذا حدث بعد ذلك؟.. هذا موضوع مقالنا التالي..