ما عاد القلب يقوي علي حرب الأيام, أيامي مريضة مثل سكانها, أيام حبلي بالتعاسة, التي تتصدر صفحات قصص الزوار, نفق العزلة يغازلني, حيث اللابشر, يمد جسور الهروب أقاومه ينقطع الجسر, أعود محملة بمواجع الناس ومواجعي, لأجد سهام الظلم التي اخترقت صدور الناس تعدل مسارها نحو صدري, أستسلم لها في رضا, صائبة كانت أو طائشة, فالنتيجة واحدة, إنها السهام المسمومة التي تنثر سمومها, سواء أصابتنا أو أصابت أشقاءنا في الإنسانية, كلنا في أرض المواجع في حاجة لبعضنا البعض, ليس منا القادر علي كل شيء ولا العاجز عن كل شيء, كلنا نصب في خانة رقم واحد, وبدون بعضنا البعض لن يسعد أحد.. المعادلة صفرية في كل الاختيارات, لا يوجد فائز بالثراء ولا مهزوم بالحوج, لذلك نروي اليوم قصة امرأة هزمتها غفلات الزمن التي ظلت تدعو -في كل يوم- أن يكفيها الله شرها لتطالها الغفلة في أعز ما لديها.
عطيات امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها, ربة منزل, متزوجة ولديها ابنان وابنة, زوجها علي المعاش,عمره الآن سبعون عاما, كان يعمل سائقا, بدون تأمينات أو عقد عمل, لكنه كان يعمل وينفق علي أسرته قدر ما يستطيع, إلي أن أصيب بفشل في كليته اليسري, ومن طبيب إلي طبيب كان القرار باستئصالها, وبدأ المرض يدب في جسده ولم يترك له فرصة للعمل كما كان, ثم أصيب بالضغط والسكر, فلازم المنزل وحصل علي معاش من التضامن الاجتماعي, أما زوجته عطيات أيضا فهي مصابة بالضغط والسكر, والربو, مجربة بالمرض, في جسدها وأجساد أحبابها, كانت شاكرة, ثم فقدت الرجاء, فذهب الشكر أيضا, وتحول لقلة حيلة, جاءت تطلب مساعدة بعد أن استنفدت طرق الأبواب المتاحة لمثلها, فهي فقيرة بسيطة لا تعلم حتي إلي أين أو إلي من تذهب سوي الكنيسة المجاورة لها.
تقول عطيات: أهل الخير دلوني عليكم, وماجيتش هنا إلا بعد ما بقيت حاسة بالهزيمة, حاسة الدنيا بتتهد فوق دماغي, الربو هلكني, والضغط والسكر هدوني, وغفلات الزمن كل يوم بتهاديني بالجديد, من زمان وأنا وهي أصحاب, كنت كل يوم الصبح أصحي وأدعي دعوة واحدة, يا رب اكفنا شر غفلات الزمن, من أول ما بدأت استقبل فرحة أيامي, ابن عمري الكبير وعنده حاليا 33 سنة, اتولد بمياه بيضا في عينيه, وعينه التانية اتولد مش بيشوف بيها, وتطورت الامور لدرجة أن عينه السليمة احتاجت زرع عدسة, وزرعناها, وللأسف الحالة ساءت جدا وحصل انفصال شبكي, وتليف في نفس العين, والتانية كانت رايحة من يوم ولادته, وانطفت فرحتنا, وضاع أملنا في سندنا, وطبعا ماراحش مدراس, حتي طريقة برايل, خاف من الناس إللي بيعلموها له, لأنه وقتها كان لسه بيشوف بسيط, ورفض يكمل. أما الولد التاني ماقدرناش طبعا ندخله مدراس, لأننا بعد ما اتصدمنا في أن أخوه أصبح ضرير, اكتشفنا أن التاني عنده صرع, وجرينا علي الدكاترة, والصرع تطور لمرض نفسي وعقلي, وحاول ينتحر أكتر من مرة, وأصبحت حالته سيئة جدا, وحاليا عنده 28 سنة, ربنا ابتلانا بتجربة مريرة, سودت عيشتنا, وبدل ما هم يسندونا ويبقوا مسئولين عنا في كبرنا, أصبحنا أنا وأبوهم إللي عنده سبعين سنة مسئولين عنهم من يوم ولادتهم لمماتهم, والأيام بتعدي والمرض بيتقل علي أنا وجوزي, وعيالي, ومافيش أمل, وكل ما أدعي اكفنا شر غفلات الزمن, تيجي لي مصيبة جديدة, ربنا يستر علي البنت هي إللي فاضلة وحاليا في الإعدادية.
كتر خير الكنيسة بتساعدنا بـ300 جنيه شهريا, ومعاش الولد الضرير 323 جنيها, والمعاق 323 جنيها, ومعاش أبوهم 430 جنيها, لكن الإيجار لوحده 700 جنيه وبيزيد 10% كل سنة, مابقتش عارفة أعمل إيه وأجيب منين, علشان كده جيت لكم هنا, جاية مهزومة من المرض, والفقر, بس لسه عندي أمل ربنا يحرك نفوس المنتصرين ويساعدوني في محنتي.
================
استغاثة
للمرة الثانية ننشر نصا ذات الاستغاثة, لما يرد إلينا من طلبات عديدة للمساعدة في الزواج, فلدينا أربع عرائس, وعريسان, مواعيد زيجاتهم ما بين 25 أغسطس وحتي 5 سبتمبر, جميعهم يحتاجون للمساعدة المادية في شراء المراتب والأجهزة الكهربائية, والأثاث, ورغم مساعدة الكنيسة لهم جميعهم, إلا أن ارتفاع الأسعار العنيف خلال السنوات الثلاث الأخيرة, تسبب في استحالة الوفاء بالتزامات بداية الحياة الزوجية, وتأسيس منزل جديد دون مساعدة وسند ممن يدركون صعوبة ذلك, وجميعهم مرتبطون منذ سنوات, ولا يمكن التراجع عن ارتباطهم, تتوقف حياتهم علي إتمام الزيجة, كونوا معهم فأسرة صغيرة بسيطة خير من الوحدة والتيه في معيشة عظيمة فاخرة.
=================
ألبان الحياة
للمرة الثانية أيضا ننشر نصا ذات الاستغاثة الخاصة بسداد احتياج الأمهات الفقيرات لألبان الرضاعة, فالفقر وضيق ذات اليد, وسوء التغذية لم يترك لبنا في أثداء الأمهات الصغار, لم يترك لهن حلم الرضاعة الطبيعية, الذي تحلم به كل فتاة منذ طفولتها, أن تحتضن وليدها وترويه من لبن الحياة الذي يرزقه الله إياه, فتيات كثيرات, شاركنا في تزويجهن قبل عام أو عامين, لم يستطعن إرضاع اطفالهن رضاعة طبيعية, ولا يستطيع أزواجهن شراء علبة لبن صناعة سعرها مائة جنيه كل ثلاثة أيام, فهن فقيرات تزوجن بفقراء, ومن أين يأتي الشاب الذي لم يصل راتبه لألف جنيه بتكلفة الرضاعة الصناعية؟ لذلك لانزال نناشدكم احتياجنا الشديد لكميات كبيرة من الألبان الصناعية, لأطفال رضع, لا يستطيع ذووهم شراء علب اللبن التي يجدونها فارغة كل ثلاثة أيام, اطفال يصرخون وأفواههم تمتص صدور أمهاتهم فلا يجدون فيها الغذاء, البعض منهم يحتاج نستوجين 2, والبعض يحتاج أميتال 2, والبعض يحتاج إلي بيبي لاك 1, فضلا عن ألبان البودرة التي يحتاجها الأطفال في عمر من عام ونصف إلي عامين ونصف, كونوا مع أولئك الصغار الذين لا ذنب لهم أنهم أبناء الفقراء, وأبسط حق من حقوقهم هو الغذاء, فهم عزل قليلو الحيلة ينتظرون من يطعمهم ولا يستطيعون حتي طلب الطعام لا يقدرون سوي علي الصراخ فلا تدعوهم يصرخون.