يشهد غدًا الأول من يونيو الاحتفال الأول على الإطلاق باليوم القبطي العالمي، على أمل أن يستمر احتفالًا سنويًا حيث يتزامن تاريخ الأول من يونيو مع تذكار دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وبالتالي تم استخدام أيقونة العائلة المقدسة كرمز لهذا الحدث العظيم ” اليوم القبطي العالمي”.
يروي موقع اليوم القبطي العالمي globalcopticday.org، أن فكرة اليوم كانت للأستاذ نادر أنيس والتي قدمها في 20 أكتوبر 2018 إلى الأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة،حيث وافق نيافته على الفكرة بحماس، وسافر السيد أنيس إلى مصر، وقدم الفكرة أمام المجمع المقدس والبابا تواضروس في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وقوبلت بموافقة كبيرة، ومن هنا كان اليوم القبطي العالمي وبدأ العمل عليه.
اليوم القبطي العالمي هو يوم للاحتفال بالتراث الغني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بما في ذلك تاريخها الذي لا يمحى من الاستشهاد والاضطهاد، وكذلك تعليمها اللاهوتي والحياة الرهبانية، فالهدف من هذا اليوم هو خلق وعي عالمي بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية والوصول إلى كل من الأقباط وغير الأقباط في جميع أنحاء العالم، وهذا اليوم يمثل احتفال سنوي للمساهمات التي قدمتها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدى قرون عديدة.
ويؤكد نيافة الأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة لوطني، أن دخول السيد المسيح إلى أرض مصر يرمز لترحابه وقبوله لغير المؤمنين والأمم، مضيفًا ان رسالته لم تكن لليهود فقط، ولهذا السبب يجب أن يتذكر ويحتفل العالم أجمع بهذا اليوم، فالعالم لا يدرك إلى الأن أهمية وقيمة هذا اليوم، ومن هنا جاءت فكرة “اليوم القبطي العالمي” لتسليط الضوء على أن المسيح لم يأتِ لمجموعة صغيرة وإنما جاء للبشرية كلها.
ويضيف نيافته: اخترنا يوم “1” يونيو للاحتفال بقبول المسيح لجميع الأمم و l, اء للتأكيد على قبول المسيح لجميع الأمم، فعندما هرب المسيح مع أسرته الى أرض مصر، أرسى هذا لمبدأ قبول المسيح للجميع، ويحتفي اليوم بالكنيسة القبطية وتأثيرها على العالم أجمع، فعلى سبيل المثال، كانت الكنيسة القبطية هي أول من أدخلت نظام الرهبنة إلى العالم من خلال اب الرهبان الأنبا أنطونيوس في مصر، أيضا في مجال اللاهوت، فقانون الايمان الذي يردده العالم كله كتبه القديس أثناسيوس” حامي الايمان” الذي كان قبطياً، ولا ننسى مساعي القديس كيرلس حول طبيعة المسيح من خلال مجمع خلقيدونيا، والذي يتبعه العالم الآن كمرجع، ولا تزال الكنيسة القبطية تقدم الشهداء الذين يستشهدون باسم المسيح.
من ناحية أخرى ، فإن الأرض الوحيدة التي زارها المسيح إلى جانب الأرض المقدسة التي عاش عليها، هي مصر حيث نشأ وقضى 3.5 سنوات من طفولته، وفِي الأغلب تفوه بكلماته الأولى بلغتها القبطية وعلى أرضها.
ويوضح الأنبا يوسف: إنه لمن دواعي فخرنا أن نقول إننا أقباط، ومن كل ذلك جاءت فكرة اليوم القبطي العالمي ، حيث سيحتفل العالم بأسره بمساهمة الكنيسة القبطية للبشرية.
ويعبر أسقف جنوب الولايات المتحدة عن امتنان الكنيسة للبيان الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص هذا اليوم العالمي.
ومن جانبه، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه خطابًا إلى المجتمع القبطي الأرثوذكسي، حيث أعرب عن أحر تحياته بمناسبة اليوم العالمي القبطي. “لعدة قرون ، كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الديني” ، وأضاف الرئيس ترامب: ” 1 يونيو 2019 ، يوافق أول يوم قبطي عالمي، آمل أن يجدد اليوم الهدف لملايين المسيحيين الأقباط في الشرق الأوسط وحول العالم.”
في رسالته، أشار الرئيس ترامب إلى افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح بمصر في وقت سابق من هذا العام، واصفا الحدث بأنه معلم بارز لأعضاء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، متذكرا الذين فقدوا أرواحهم بسبب إيمانهم، حيث أكد على أن إدارته ستدافع دائمًا عن الحريات الدينية وتعمل لضمان أن يتمتع الناس من جميع الديانات بحرية العيش والعبادة وفقًا لمعتقداتهم.
بدأ الاحتفال باليوم القبطي العالمي الأول، من مساء يوم الخميس الموافق 30 مايو لمدة ثلاثة أيام، وتضمن اليوم إقامة القداس الالهي وخدمة صلاة الغروب ، مع تقديم محاضرات عن التأثير العالمي للكنيسة القبطية والمعنى اللاهوتي من زيارة الرب يسوع المسيح لمصر، كما أقيمت ايضا الخدمات الليتورجية وصلاة الغروب في كنائس سانت أنتوني في فلوريدا ، وكذلك سانت ماري ورئيس الملائكة ميخائيل في فلوريدا، وسانت باربرا في لويزيانا، وشارك في الطقوس والخدمات في هذا الحفل، عددا من الأساقفة والقساوسة الأمريكيين إلى جانب الحبر الجليل أنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة.
ويشير انبا يوسف إلى أن الأنشطة التي تم الترويج لها هي بمثابة نهج عالمي يشترك بها المسيحيين في العالم، وهذا ما أطلق عليه المنسقين “أنشطة بريز”
Praise Activity
وهي ترمز للأتي:
P (ray):
خصص جميع صلاتك في الأول من يونيو لهدوء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وجميع أنحاء العالم.
R (ead):
ابدأ تقليدًا في قراءة قصة قديس أو شهيد قبطي لأطفالك الصغار في كل يوم قبطي عالمي، مما يخلق ذكريات تدوم مدى الحياة.. مع قراءة الكتاب المقدس، بما في ذلك الآيات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة التي مصر
A(cts of Mercy):
خذ وقتك لزيارة المرضى أو إطعام الجياع، أو إعطاء للفقراء، أو تقديم كسوة المحتاجين أو زيارة المحتجزين.
“I (nvite):
أغتنم هذه الفرصة لدعوة الأصدقاء أو زملاء العمل لحضور إحدى خدماتنا القبطية، سواء كانت صلاة الغروب أو القداس أو دراسة الكتاب المقدس أو غير ذلك من الاجتماعات.
“S (ervice):
(قدّم أي خدمة قد تكون مطلوبة في مجتمعك أو الحي أو الكنيسة .
“E (ducate):
في الأول من يونيو، استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتثقيف الجمهور حول موضوع الكنيسة القبطية. شارك مقالات مفيدة ومقاطع فيديو وروابط وصور وأي شيء آخر من شأنه أن يجعل الكنيسة القبطية أقرب إلى قلوب الناس وعقولهم.
يشعر الأقباط في كل أنحاء العالم بالسعادة والحماس بسبب انطلاق هذا التذكار والاحتفال السنوي “اليوم القبطي العالمي”، ولجعله مخصص في يوم تذكار دخول العائلة المقدسة لأرض مصر، وهي مناسبة تحتفل بها مصر كلها والكنيسة القبطية هذا الشهر.