نظمت هيئة كوبتك أورفانز احتفالية بمناسبة مرور 35 عاما علي خدمتها للأيتام بقري ونجوع مصر, بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة, حيث مقرها, ذلك بحضور مجموعة من رجال الأعمال الأقباط بالولايات المتحدة منهم المحام نادر أنيس مؤسس الغرفة التجارية القبطية بنيويورك, ومايكل ليون متخصص في إدارة الثروات بشركة فورتس لاكس فاينانشيال, ومارك مورجان عضو مجلس إدارة بهيئة كوبتك أورفانز ومحامي خبير في حل النزاعات والقضايا التجارية ومستشار عام للعديد من الشركات في نيويورك ونيو جيرسي وأستاذ زائر في الجامعة الأمريكية بالقاهرة, ونانسي داود مستشار إدارة الثروة بجامعة أوكسفورد ومدرجة في قائمة فوربز لأهم السيدات العاملات في مجال إدارة الثروة لعام 2023, وغيرهم كثيرون من المهتمين بخدمة مؤسسة كوبتك أورفانز, ولفيف من كهنة الكنائس من الولايات المتحدة وأعضاء من الإداريين والخدام بالهيئة وشهود من المخدومين علي هذه الخدمة الفعالة.
عمل يد الله وقيادة رشيدة
بدأ الحفل بكلمة مسجلة لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, قال فيها: أنا سعيد أني أشترك معكم في هذا الاحتفال بمرور 35 سنة علي تأسيس جمعية كوبتك أورفانز, وسعيد بأنشطتها وخدمتها وأحيي كل الخدام والمتطوعين في كل البرامج الخدمية والجهازين الإداري والفني ومعدي الأبحاث والكتب والبرامج. أوجه التحية أيضا لكل الأطفال والشباب الذين يستفيدون من هذه الخدمة العظيمة. وخلال 35 سنة نشطت الجمعية في الخدمة بهدف محدد وواضح وقوي هو عمل يد الله, وعمل قيادة حسنة ورشيدة, فأشكر نرمين رياض علي اهتمامها ونشاطها وسعيها للوصول لآلاف من الخدام والمخدومين في قطاعات كان من الصعب الوصول إليها.
أهنئكم وأصلي إلي الله أن يبارك خدمتكم ونشاطكم وبرامج خدمتكم, وتفرحون بثمار عديدة, وكل عام وأنتم بخير, وعقبال الاحتفال الذهبي والماسي.
تلبية الاحتياجات
وعن برامج كوبتك أورفانز الخدمية تكلم فادي رزق موضحا: ليس من السهل استمرار مشروع مدة 35 عاما, لكن كل شيء مستطاع ببركة ونعمة رب المجد, خلال هذه الأعوام الطويلة حرصت هيئة كوبتك أورفانز أن تلبي احتياجات الأطفال, فعندما يتم تأمين العملية التعليمية للأطفال الصغار حتي سن الشباب, هناك تحديات كثيرة تواجه تلك الخدمة وهذا المسار مع كل طفل, فهم يقفون بجانب الطفل في حياته وظروفه ومجتمعه ويتابعون ويسعون لتطوير البرامج الخدمية بالهيئة لتلائم احتياجات الأطفال, فلا نغفل المثابرة والمرونة والالتزام والحب التي تقدمه كوبتك أورفانز للأطفال اليتامي.
ولكوبتك أورفانز والمصريين بالخارج تأثير مباشر في حياة كثيرين, فقد تعهدوا الالتزام والبقاء مساندين الأطفال وأسرهم من خلال البرامج الخدمية بأعلي تقنيات التعليم, وهو ما يجعل99.95% من الأطفال يستكملون تعليمهم الأساسي مقارنة بـ76,6% من الإحصائيات المصرية من أطفال يتممون تعليمهم الأساسي. و100% من العائلات المخدومة ببرامج كوبتك أورفانز يعيشون أعلي من خط الفقر, مقارنة بـ67% من الإحصائيات المصرية.
من البرامج الخدمية التي تقدمها كوبتك أورفانز في المجتمع المصري, برنامج خدمي لست وحدك الذي يعتبر أن التعليم هو حجر الزاوية في حياة أي طفل, ويقدم للطفل 3 مثل يحتفظ بها طول حياته, الأول هو أهمية الاستمرار بالمدرسة واستكمال المراحل التعليمية بقدر المستطاع, لغرس في أذهان الأطفال أن التعليم هو السبيل للحرية والتحرر من الفقر وأداة الوصول لاكتشاف نعم الله علينا.. ثانيا التنمية البشرية للأطفال من خلال المتابعة المستمرة لتطور الشخصية مع تقدم السن, وثالثا رد الجميل للمجتمع المحيط من خلال تقديم هؤلاء المخدومين لخدمة مجتمعهم.
ووصل هذا البرنامج إلي إتاحة الفرصة للشباب للتقدم إلي جامعات مرموقة في مصر والالتحاق ببرامج تميز خارج مصر..
ومن هنا يتساءل البعض عن كيفية الوصول إلي هذا النجاح والطفل لديه عوز وليس لديه من مقومات الحياة الأساسية التي تسمح له بهذا, أو ربما حالته الصحية لا تسمح لخوضه هذه التحديات, حتي البنات كيف تقدمن بشجاعة علي رفض الزواج القسري وكذلك سبل كفاحهن للحصول علي نفس امتيازات إخوتهم الأولاد وكيفية الدفاع عن حقوقهن, هذا هو دور خدامهم الذين يساعدونهم, من خلال شراكة هيئة كوبتك أورفانز مع الإيبارشيات الكنسية في كل أنحاء مصر. ومن هذا يتم اختيار متطوعين للمشاركة في خدمة الهيئة, ووصل عدد المتطوعين إلي 800 متطوع يعيشون في نفس القري التي يعيش فيها المخدومين ببرامج كوبتك أورفانز.. هؤلاء المتطوعون هم أبطال, الذين يدخلون منازل الأطفال ويتابعون الأطفال عن قرب بشكل مستمر علي مدار السنة, ومن المتعارف عليه أن أغلب الأطفال يعتبرون هذا الخادم بمثابة أب ثان والبنات المخدومات يعتبرن الخادمات أما ثانية لهم.
وهنا نتساءل من أين يكون لهؤلاء المتطوعين الخبرة الكافية لتلبية هذا الدور الخدمي, ومواجهة التحديات التي تظهر عبر الأيام, هذا يتم من خلال تدريبات دقيقة لإعداد هؤلاء المتطوعين والخدام ممثلين هيئة كوبتك أورفانز في القري التي يعيشون فيها, والذين يقومون بمساندة ومساعدة الأرامل والأيتام.
وتدريبات المتطوعين تكون من خلال موضوعات مختارة ومتخصصة منها علي سبيل المثال الصورة الذاتية للطفل, البعد عن الاهتمام بالجنس, والقدرة علي تمييز التحرش الجنسي.. وهذه البرامج تكون من خلال ورش عمل ومتابعة مستمرة وعصف ذهني.. ورأينا نجاح تلك البرامج لدرجة أنها انتقلت إلي داخل كنائس هذه المناطق ليستفيد منها كل الشعب أيضا, وكذلك الكتب المطبوعة التي نتجت من هذه البرامج التدريبية مثل الاهتمام الذاتي احتفظت به مكتبة الكونجرس الأمريكي.
قصة نجاح من برنامج لست وحدك
المهندس ماهر جرجس روي تجربته مع برنامج لست وحدك, وبدأ كلمته بشكر كوبتك أورفانز التي استمرت معه في حياته إلي هذا اليوم وقال: في بداية الأمر توفي والدي وأنا في السابعة من عمري بعد معاناته لسنوات مع مرض فيروس سي ومشاكل في العمود الفقري, كنا أسرة مكونة من ولدين وبنتين, لأن والداي كانا غير متعلمين, كانت أمي عليها العمل الشاق لكي تلبي احتياجات البيت, ونشأنا في بيئة تساعد جدا علي العادات السيئة, منها العراك المستمر بين الناس في الشوارع, وتفشي ظاهرة التدخين في سن مبكر من الشباب, فكان من السهل جدا أن أسلك هذه الطرق خصوصا في عدم وجود أب وعدم توفر كنيسة قريبة في القرية التي نعيش فيها.
كوبتك أورفانز ظهرت في حياتنا بعد وفاة والدي مباشرة, وتأثيرها لم يقتصر علي الدعم المادي فقط, ولكن كان هناك دعم معنوي قوي لا يقل عن الدعم المادي, فكان كل أسبوع يزورنا خدام من كوبتك أورفانز, وكانوا يتابعون حياتنا الروحية وحياتنا الدراسية ويوفرون كل احتياجاتنا.
وكان عام 2008 عاما صعبا علينا جدا لأن أختي الكبيرة وفاء توفت عن عمر 15 سنة بسبب تشخيص خاطئ من طبيب.. وكانت بالنسبة لي مثلي الأعلي وكانت قدوة في النجاح في الحياة وفي الخدمة بالكنيسة وكانت تساعد والدتي في عملها وأيضا تتولي كل شغل ومسئوليات البيت كله وقت انشغال أمي, بالإضافة إلي أنها كانت تحصل علي الدرجات النهائية في الدراسة وساعدتني علي المذاكرة لأني كنت خايب.
في المرحلة الابتدائية أتذكر أن خدام كوبتك أورفانز سألوني ما الطريق التي ستسلك عندما تكبر, ولم يكن لدي إجابة ولم أفكر في هذا أبدا, ولكن جاوبتهم إللي ربنا عاوزه ومن هنا بدأ هذا السؤال يأخذ حيزا من تفكيري وفي مرحلة إعدادي بدأ يتشكل بداخلي حلم أن أكون مهندسا وألتحق بكلية هندسة..
وفي عام 2013 أتممت الثانوية العامة وكان مجموعي 93.4% ولم أتمكن من الالتحاق بكلية الهندسة بفارق نصف درجة, وفكرة الدراسة في جامعة خاصة كانت مستحيلة بسبب المصاريف. هنا شعرت أن طريقي مظلم وكل ما حلمت به راح هباء وملأني اليأس.. وقبل هذا الموقف بستة أشهر أحضر لي خادمي من كوبتك أورفانز استمارة لمنحة دراسية وشجعني للتقدم لهذه المنحة.. لم أكن أعرف شيئا عن المنح الدراسية, سوي أن طه حسين التحق بمنحة دراسية في فرنسا, فكنت معتقدا أني لا أرقي لمنحة دراسية لأنها للناس المميزين فقط. ومن هنا قررت أتناول الموضوع بجدية وأتقدم للمنحة وبعد نتيجة الثانوية العامة بشهرين تلقيت مكالمة من مسئولي المنحة وأبلغوني بقبولي, وفي شهر ديسمبر وضحت الرؤية أنني سأدرس كمبيوتر ساينس في الجامعة البريطانية بالقاهرة بين 50 طالبا علي مستوي مصر كلها, وكانت هذه المنحة تغطي كل مصاريف الجامعة بالإضافة إلي مصروف شهري لتغطية نفقاتي الشخصية والإقامة.
وعام 2017 وقع علي الاختيار ضمن مجموعة من 28 طالبا من الخمسين طالبا من مصر الحاصلين علي المنحة, إني أدرس بأمريكا برنامجا صيفيا في جامعة أركنسو, وكانت أول مرة في حياتي أسافر خارج مصر وكنت فرحانا جدا.
ولما وصلت الجامعة كنت أتمني زيارة مقر كوبتك أورفانز, وعندما عرفت الهيئة أني في أمريكا بعثوا لي لكي أزورهم, وتكفلوا بكل مصاريف السفر وعندما وصلت إلي واشنطن فوجئت أنني سأقيم في منزل أسرة نرمين رياض مؤسسة هيئة كوبتك أورفانز. وشعرت بدفء عجيب في هذا البيت, ولأني كنت مفتقدا أهلي في مصر فكانت هذه الرحلة فيها تعويض شديد لهذا الجانب في نفسي.. وفي اليوم التالي زرت مقر الهيئة وكانت هذه أول مرة أدخل مكان عمل أشعر فيه بجو أسري حيث شعرت أني صغير جدا أمام حبهم وترحيبهم, وبعدها عرفت أن السفير المصري بالولايات المتحدة حابب يكرمني أنا وصديقي من خلال كوبتك أورفانز علي نجاحنا في المرحلة الدراسية..
ومرت الأيام ورجعت مصر بطاقة إيجابية جدا وكنت فرحانا وبعثت خطابا لراعي دراستي الدكتور رؤوف وعرفته كل رحلتي بأمريكا وعرفته رغبتي أني أعمل دراسات عليا في الرياضيات, وجاء رده أنه فخور جدا بما عمله الله في حياتي وقال إنه يرشح أن أستكمل دراساتي العليا في مجال الكمبيوتر ساينس وبعدها جاء إلي مصر وقابلته وتعلمت الكثير من مقابلتنا وسمعت لنصائحه الجميلة.
وفي 2018 تخرجت من الجامعة وكنت الأول علي تخصص هندسة البرمجة, وبدأت أستكمل الماجيستير في الجامعة في مصر, وبعد سنتين من عمل التدريس, بدأت أدرس نوعا مختلفا من التعليم وهو هندسة البرمجة في مجال الصناعة وكان دائما عندي شغف أني أدرس خارج مصر مرة أخري فقدمت في برنامج دراسي في ولاية أيوا وفي يناير 2022 بدأت دراسة الماجيستير وبعد أقل من عامين انتهيت من دراستي وامتحاناتي.. وحاليا أنا مهندس برمجة في شركة ستارباكس.
ربنا استخدمني بشكل كبير في الخدمة بالقرية التي كنت أعيش فيها, وكنت خادما لسن إعدادي وكنت دائما أحاول تطبيق كل ما تعلمته من خلال كوبتك أورفانز وكل ما تعلمته وقت المنحة, فكنت دائما أحاول تشجيع الشباب أن يكون لديهم طموح وأحلام لمستقبلهم ومنهم الآن من تخرج واستمر في خدمته بالكنيسة, وأيضا اهتمت جدا بمساعدة وإرشاد الشباب بعد مرحلة الثانوي للالتحاق بجامعة مناسبة وخريجي الجامعات للبحث عن عمل.
لم أكن أتوقع نهائي أن أصل لما وصلت له الآن, وربنا أنعم علي بنعمة كبيرة أكثر مما تخيلت, وأشكر كوبتك أورفانز علي دعمهم كل هذا العمر ولولاهم لما تمكنت من تحقيق كل ذلك..
شباب ال 21
وضمت الاحتفالية شهادة حية لبرامج كوبتك أورفانز خدمة شباب 21 من إحدي البنات التي انضمت للبرنامج من ضمن مجموعة من الشباب الذين سافروا من الولايات المتحدة إلي مصر ليخدموا في قري مصرية لمدة ثلاثة أسابيع.
وروت ”مريم أذكر” اختبارها عن أول رحلة لها إلي مصر حيث درست اللغة الإنجليزية لأطفال في فترة الصيف, في قرية بمركز أبوقرقاص بالمنيا وعاشت معهم وتفاعلت مع حياتهم طول المدة المقررة, وقالت: تأثرت جدا بهؤلاء الأطفال الذين رسموا أحلامهم وتطلعاتهم ولم توقفهم أي عوائق تواجههم في حياتهم, كما أن استمرارهم ورغبتهم الشديدة في التعلم كان له تأثير عظيم علينا كمجموعة.. وأتذكر أنه في آخر يوم تدريس لي معهم طلبت منهم جلب شيء للعرض, وكانت المفاجأة أنهم كلهم حضروا بأزياء تمثل مهنا مختلفة منهم دكاترة ومهندسون ومحاميون وصحفيون وفنانون.. متي سألت أيا منهم لماذا اخترت تلك المهنة كان رد أغلبهم لكي نكون متخصصين ويكون لنا تأثير إيجابي علي مجتمعنا والعالم من حولنا.. وهذه كانت الأسس التي غرسناها بداخلهم مع المسئولين عنهم في مجتمعهم من كوبتك أورفانز والذين حرصوا علي زرع روح المحبة والتفاني والعطاء في نفوسهم, وفرحت أنني حصلت علي فرصة أن أشارك في تدريبهم.
القيادة بالنموذج
وقدمت خلال الحفل جائزة القيادة بالنموذج لشخصيتين مؤثرتين في مجتمعهم من أجيال مختلفة, الأول كان المهندس والكاتب الصحفي يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة وطني.
ويذكر أنه بدأ مسيرته المهنية في الهندسة المعمارية, وبالتوازي انضم إلي فريق التحرير بجريدة وطني عام 1988 ثم أصبح عضوا في نقابة الصحفيين في عام 1993, ثم رئيس مجلس إدارة مؤسسة وطني للطباعة والنشر ورئيس تحرير صحيفة وطني عام 2000.
يوسف سيدهم: وطني تعتز بتاريخها وتواكب تطور العصر
قال يوسف سيدهم: شرف لي أن أقبل هذه الجائزة من هيئة كوبتك أورفانز مع دورها المرموق في المجتمع المصري, والتي تحتفل بالذكري الـ35 علي تأسيسها هذا العام, وهو ما يتزامن مع احتفالي بعامي الـ35 في وطني.
أسس جريدة وطني والدي الراحل أنطون سيدهم في 21 ديسمبر عام 1958 والتي تحتفل هذا العام بعيدها الـ65 وبدأت وطني كصحيفة مصرية تصدر كل يوم أحد, بهدف عرض شيئين كانا غائبين عن الإعلام المصري, وهي أخبار الكنيسة القبطية المصرية والرسالة التعليمية المسيحية, وظلت وطني تهتم بهذه الأهداف مدة عشرين عاما حتي عام 1978م.
ومنذ نهاية السبعينيات بدأت مصر تتعرض لأحداث قاسية والتي عكست تعصبا واضطهادا ضد الأقباط, وهذا أدي إلي حقبة جديدة من حياة وطني والتي استمرت حوالي عشرين سنة أخري, فيها تبنت وطني خلالها -بجانب عملها الصحفي- تسليط الضوء علي هذا التعصب والتحديات التي نتجت من هذا التعصب علي أقباط مصر.. في هذا الوقت جاهدت وطني أن تحافظ علي العلاقة بين المصريين, المسيحيين والمسلمين, وإظهار أن التعصب ظهر من أقليات, وكانت تسلط الضوء أيضا علي جمال مصر والذي سيستمر من خلال علاقات طيبة وصحية بين مختلف أطياف المجتمع المصري.
وبالإيمان هذا كان الحل الحقيقي الذي جعلنا نخرج إلي المرحلة الثالثة من عمر وطني والتي نعيشها حتي الآن.. حيث إن التعصب والكراهية كادت تتلاشي من مجتمعنا, وبدأت مصر تسير في خطي صحيحة علي مسار صحي.
ومن هنا نجد رسالة وطني لم تكن مجرد صحيفة مصرية عادية, بل سعت لتنوع منابرها الصحفية عن طريق ملحق باللغة الإنجليزية وملحق باللغة الفرنسية, وكذلك في الأعوام ما بين 2005, 2010 قدمنا أول دورية لكفيفي البصر بطريقة برايل وهذه كانت توزع مجانا علي جميع المؤسسات التي كانت تخدم كفيفي البصر.
وكذلك وطني كانت تراعي وصولها للشباب من خلال برلمان الشباب الذي بدأ ليحث الشباب علي المشاركة السياسية, وبهذا المشروع استطاعت وطني أن تواجه مشكلتين أساسيتين في المجتمع المصري, هما التعامل السليم بين الأولاد والبنات والتعامل السليم بين المسلمين والمسيحيين, وأفتخر أن أقول إنه تحت قبة برلمان الشباب في وطني حققنا نتائج مبهرة لتواجد الأولاد والبنات في مناخ صحي مع بعض والمسلمين والمسيحيين وكلاهما تعلم احترام الآخر والتحاور بشكل حضاري مع بعضهم البعض.
وأكد سيدهم أنه بتزامن احتفالية هيئة كوبتك أورفانز بعامها الـ35 وأنا قاربت علي إتمام عامي الـ35 في وطني أيضا أخذ نفس شعار هذا الاحتفال من جيل إلي جيل أفتخر أن أقول إن هذا هو التحدي الذي يواجهه أي شخص ويجب أن يكون مستعدا له, لأنني وأنا أقف أمامكم اليوم أتكلم عن جريدة ورقية كلنا نعلم أنني أنتمي إلي جيل يعشق قراءة الجريدة المطبوعة, وهذا الأمر أصبح يتلاشي مع الأجيال الجديدة, وأصبحت هذه الأجيال تستخدم آليات حديثة متقدمة لمتابعة الأخبار, وأصبح اهتمامهم بالورقيات أقل بكثير.
ومن هنا سلم جيلي إلي جيل أولادنا فرصة خلق تلك المنابر الإلكترونية منذ عام 2001 لإدراكها بأهمية مواكبة العصر وإتاحة ما نقدمه للأجيال اللاحقة.. ومنذ ذلك الحين ووطني أصبح لها موقع إلكتروني يعمل 24 ساعة سبعة أيام في الأسبوع ومستمر في التطوير لمخاطبة الشباب بصحافة الغد.. فمن لم يعد لنفسه مكان في العالم الإلكتروني لا يعد نفسه بمكانا في المستقبل الإعلامي.
وطني تفتخر أن تعلن أنها تقف علي أرض صلدة لاستكمال رسالتها إلكترونيا من خلال الجيل الجديد الذي يتسلم المسئولية في هذا الإطار.. وكما قال المستشار نادر أنيس اليوم من لا يعرف ماضيه ولا يقيم حاضره لن يستطيع استكمال مستقبله..
خدمة الأسر القبطية
أما لورا مايكل الحاصلة علي الجائزة الثانية من جوائز القيادة بالنموذج في نفس الحفل ومؤسسة صفحة الأب والأم الأقباط وهو موقع رسالته خدمة الأسر القبطية علي تربية أولادهم بحسب التعليم القبطي الأرثوذكسي.. وجمعت لورا خبراتها في مجال التعليم مع عشقها لإيمانها..
وبدأت تعمل علي المدونة وسرعان ما اشتهرت صفحتها لأنها كانت تقدم المعلومة بخبرة وتخصص لكل أسرة قبطية حول العالم, وفي عام 2015 بدأت لورا بنشر كتبها أونلاين والتي قدمت تعاليم ودراسات أوسع للتعليم القبطي والتاريخ القبطي..
وهنا قالت لورا: في كل مكان أتفحصه أجد مثالا لناس تعمل بقلب كامل لله.. والله هو أكبر قدوة لنا جميعا.. الخدمة في التعليم القبطي وتجميع مصادر معلوماتية لمساعدة الأسر القبطية وخدام مدارس الأحد لنقل إيماننا القبطي للأجيال القادمة, ولتشجيع أولادنا للاجتهاد والنجاح في حياتهم.
وعملي في موقع الأب والأم الأقباط له مكانة عظيمة في قلبي, بدأ في البداية كمدونة شخصية بسيطة ثم أصبحت بوابة كبيرة تجمع أصدقاء من أنحاء العالم.. لو تخيلتم مرور عشر سنوات مع شخصيات عرفتهم عبر الإنترنت ودارت بيننا أحاديث صغيرة وتعليقات بسيطة حتي تحولت حياتهم لنمو روحي عظيم.. من العجيب والجميل أن تشاهد كيف يستخدم الرب حبة الخردل أو فتات الخبز التي أقدمها في خدمتي له ويحولها إلي نعمة كبيرة من الصداقات الذين يكافحون لتنمية حياتهم.