وفى مدينة أخرى فى استراليا ، نظمت هيئة كوبتك اورفانز احتفالية بمدينة سيدني فى يوم الأحد الموافق ٥ نوفمبر وبحضور عدد كبير من أبناء الجالية المصرية ، تقدمهم السفير المصرى محمود زايد بالسفارة المصرية بالعاصمة الأسترالية كانبرا، والعديد من القيادات السياسية الأسترالية بينهم السيد مارك بوتيجيج عضو برلمان ولاية نيو ساوث ويلز، السكرتير البرلماني للعلاقات الصناعية، الصحة والسلامة في العمل والتعددية الثقافية، وحضر نيابة عن السيد كريس مينز رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، السيد أدمون عطالله عضو برلمان ولاية نيو ساوث ويلز عن مقعد مونت دوريت، ونائب وزير الشرطة ومكافحة الإرهاب، والسيد مارك أسبيكمان عضو البرلمان وزعيم المعارضة فى حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، ونيك نجيب قلدس، رئيس اللجنة الملكية للدفاع عن المحاربين القدامى والنائب الأسبق لمفوض شرطة نيو ساوث ويلز، والسيد بول سيدراك عضو بلدية باي سايد. كما حضر الحفل أيضا لفيف من كهنة الكنيسة القبطية بينهم القمص بيشوي يسي ملاك إيبارشية سيدني وكاهن كنيسة القديسة العذراء مريم والشهيد فيلوباتير مورقوريوس أبي سيفين.
وخلال الحفل تم تكريم الدكتورة أماني ذكري والدكتور دانييل نور وحصولهما علي جائزة “القيادة بالنموذج” وقد اعتذر الدكتور دانييل نور عن الحضور نظراً لوجودة بالولايات المتحدة الأمريكية وتسلم الجائزة السيد كريس نور نيابة عنه، وقد استمتع الحاضرين بفقرات البرنامج كما تفاعلا مع عزف الأختين أيوب في ختام فقراتها الموسيقية بأغنية داليدا “حلوة يا بلدي” .
سفير مصر فى استراليا : نقدر الكنيسة القبطية لانها رائدة في التواصل
وجاءت كلمة السفير المصري محمود زايد بالسفارة المصرية بالعاصمة الأسترالية كانبرا، الذي بدأها بالترحيب بالجميع وخاصة الجالية المصرية بأستراليا، كما قدم التهنئة لمؤسسة ومديرة هيئة كوبتك أورفانز نرمين رياض وجون إبراهيم مدير كوبتك أورفانز بأستراليا وكل العاملين بالهيئة، بمناسبة مرور 35 عاما على تأسيس هيئة كوبتك أورفانز.
وأوضح السفير المصرى أن علاقته بهيئة كوبتك أورفانز بدأت من 20 سنة عندما كان قنصل في السفارة بواشنطن،ثم أمتدت علاقتنا خلال الأعوام الماضية من منابر عملي في البلاد المختلفة، في القاهرة، ونيوزيلاند وأستراليا ، ولقد شاهدت عن قرب البرامج الخدمية الناجحة التي تقدمها هيئة كوبتك أورفانز وسط المجتمع المصري ومنها مشروع “ابنتي الغالية” في عزبة خيرالله بالقاهرة الكبرى وكان مشروع عظيم.
وأضاف ، شرفت بالحضور أكثر من مرة لحفلات كوبتك أورفانز، الأولى كانت هنا في سيدني من 9 سنوات حيث كنت وقتها السفير المصري بنيوزيلاند، والسنة التالية حضرت احتفالية أقيمت في مصر عام 2015 ، وكلها حفلات استمتعت فيها لمتابعة خدماتهم، إلى أن وصلنا لاحتفالية هذا العام في سيدني أيضا.
أن أعمال كوبتك أورفانز الخدمية مسنودة على قوة الأفكار، واهمها فكرة جمع المصريين بالخارج لمساعدة المجتمع في مصر خاصة فاقدي العائل منهم، والهيئة لها شركاء محوريين في مصر، وقاعدة المخدومين والمستفيدين من الخدمة تتسع، وهذا ما ينم على نجاح هذه المؤسسة وضمان استمراريتها.
كما عبر عن تقديره لهيئة كوبتك أورفانز على تبنيها فكرة تكريم كل من لهم بصمة في المجتمعات المحيطة بهم ، فمن المهم جدا أن نقدر المواهب ونقدر القدرة على العطاء، فالعطاء مهم جدا لنجاح وتماسك أي مجتمع.. ففي عام 2014 تقابلت مع نيك قلدس الذي كان مكرم وقتها بجائزة “القيادة بالنموذج” وكان نائبا مفوضاً لشرطة نيو ساوث ويلز وحصل على وسام الشرطة، وفي ذلك الوقت استكمل خدمته العامة حتى وصل إلى منصب المقرر الاستشاري لتقرير الثقافات المختلفة بنيو ساوث ويلز، ورئيس اللجنة الملكية للدفاع عن المحاربين القدامى.. واليوم أتشرف أن أقابله مرة أخرى وأتشرف بمقابلة المكرمين لهذا العام منهم الدكتورة أماني ذكري ودكتور دانيال نور الذي قابلته العام الماضي وقت فوزه بشخصية العام من الشباب علي مستوى أستراليا لعام ٢٠٢٢ .
كما عبر سفير مصر فى استراليا عن تقديره للكنيسة الأم لأنها كانت الملهمة لهيئة كوبتك أورفانز، فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية رائدة في التواصل مع المجتمعات الخارجية حول العالم وتشجع أبناء جالياتها للرجوع لجذورهم الأصلية في بلدنا الأم مصر، والحفاظ على معتقداتهم وتشجعهم على الانخراط داخل المجتمعات الدولية التي يعيشون فيها.
شباب ال 21 .. فى مصر عائلاتنا الثانية
روى المتطوع بيشوي ميخائيل للحضور قصة رحلة خدمته مع كوبتك أورفانز من خلال برنامج “شباب ال21” حيث قدم هذا البرنامج فرصة السفر لمصر مدة 3 أسابيع مجاناً لشباب من الجيل الثالث والرابع من المصريين بالخارج في دول مثل استراليا لخدمة مجموعة من فاقدي العائل في صعيد مصر.
وقال بيشوي: لم أتخيل أنني يمكنني أن أخدم مع متطوعين من دول متعددة لا أعرفهم، ونتعامل جميعاً مع الأطفال من خلال تعليمهم اللغات واللعب معهم والتقرب إليهم.. لم أتصور كم النعمة التي اختبرتها في هذه الرحلة ومدى سعادة الأطفال وذكاءهم وروحهم المرحة وشعورهم بالرضا والشكر الذي كان يزهلنا جميعاً..
ولكني أود أن أشارككم بحوار دار بيننا وبين بنت في الرابعة عشر من عمرها لإدراك كم التحديات التي تواجه هؤلاء الأطفال.. في مساء يوم حار أثناء تواجدنا في الفصل مع الأطفال، وأثناء فقرة التلوين، تساءلت إحدى الفتيات : “هل لديكم شهداء في الدول التي تعيشون فيها؟” وهنا ساد الصمت فترة طويلة ثم بدأنا نشرح لها أن حكوماتنا والناس الذين نعيش وسطهم مختلفين لكننا لدينا عوائق ومشكلات من نوع أخر.. وبعد انتهاء اليوم استمر سؤال البنت راسخ في ذهني وبدأت أفكر عندما كنت في سن هذه الفتاه وكان شغلي الشاغل متى تشتري لي والدتي لعبتي المفضلة في حين أن هؤلاء الأطفال يفكرون في الموت والشهداء والفقر وعدم الاستقرار.
ومن هنا شعرت بأهمية دورنا جميعاً تجاه هؤلاء – عائلاتنا الثانية بمصر.. وبرغم أسئلتهم وحياتهم التي استوقفتني أنا وزملائي في الرحلة إلا أننا كلنا تعجبنا من كم الفرح والرضا الذي ينعكس في الغناء واللعب وطاقة إيجابية عجيبة لا يفسرها إلا نعمة من عند الله.
والغريب أن الهدف من سفري كان أن أغير حياة أطفال مصريين، لكن حياتي أيضا تغيرت وكانت لهذه الرحلة بصمة في حياتي لن أنساها وأشكر هيئة كوبتك أورفانز على هذه الفرصة.
” القيادة بالنموذج ” للدكتورة أماني ذكري
ومن أولى الشخصيات الحاصلة على جائزة “القيادة بالنموذج” الدكتورة أماني ذكري رئيسة قسم الجهاز الهضمي وأمراض الكبد بمستشفى سانت جورج الحكومية، أستاذة محاضرة بكلية الطب جامعة نيو ساوث . وفي 2014 – 2016 قامت الدكتورة أماني بحملة وسط أصحاب النفوذ والمصالح ورجال الأعمال لضمان تمويل للعلاج الجديد المضاد لفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي بأستراليا.. ومن هنا كرمتها هيئة كوبتك أورفانز لمثال “القيادة بالنموذج”
وألقت الدكتورة أماني ذكري كلمه خلال الحفل، شكرت فيها الحاضرين من الحكومة الأسترالية والحكومة المصرية وأشادت في كلمتها بالأعمال التي تقوم بها “ كوبتك أورفانز”، وقالت: بقلب ممنون أشكر هيئة كوبتك أورفانز على منحي جائزة “القيادة بالنموذج” وأود أن أسلط الضوء على من سبقوني في الخدمة والذين كرمتهم هيئة كوبتك أورفانز في الأعوام الماضية وإنني أفتخر أن أنضم إلى صفوفهم.
ويرجع الفضل الأول في هذا التكريم إلى الله، وكنيستي وأباء الكنيسة الذين غرسوا فينا روح الخدمة والعطاء، والمجتمع الذي أعيش فيه الذي يعتبر عائلتي، ففي مستشفى سانت جورج نتعامل كأننا عائلة واحدة تربطنا الأبوة والأخوة، وهناك الكل يعرف أنني أتكلم عن آباء كثيرين لهم الفضل في نجاحي العلمي وأخوة وأخوات لي نناضل معا في المجال العلمي.. كلهم يقدرون الشعور بالجو الأسري والدفء في التعامل والتعاون بيننا، وهم حاضرين معنا الأن وأود أن أشكرهم. ولا أنسى أن أخص بالشكر زوجي الذى عضد خدمتي واحتضن أولادنا وكان يخيم علينا جميعاً بمحبته وأبوته، كما أقدم الشكر لعائلتي وأبناء الجالية المصرية بأستراليا الذين بدونهما لما وقفت في هذا الحفل.
وحاورت “وطنى ” الدكتورة أماني ذكري التى قالت : ولدت بالقاهرة وهاجرت إلى أستراليا مع الاسرة عام ١٩٨٨، كنت في السنة الرابعة بكلية الطب جامعة عين شمس، وكانت بداية صعبة في السنه الأولي من سفري حيث رفضت جميع الجامعات قبولي لاستكمال دراستي بالسنة الرابعة ، صليت بلجاجة بشفاعة القديس البابا كيرلس السادس وبدأت الدراسة في أول عام لي باستراليا تمهيداً للتقديم مجددًا، وقدمت بالجامعات في العام التالي لاستكمال دراستي بكلية الطب، وتم قبولي بجامعة سيدني بالعام الرابع وكانت بمثابة معجزة لانها كانت المرة الأولي التي يتم فيها قبول طالب من خارج استراليا في تاريخ الجامعة بالسنه الرابعة.
ثم تخرجت من الجامعة واستكملت دراستي والان أشغل منصب رئيسة قسم الجهاز الهضمي وأمراض الكبد بمستشفى سانت جورج الحكومية وأستاذة محاضرة بكلية الطب جامعة نيو ساوث.
وحول الشخصيات التي كانت لها أثر عليها فى الشخصية والتعليم قالت :تاثرت كثيرا بوالدي الذي كان طياراً حازما ودقيقاً، فعلمني الانضباط منذ نعومة اظافري ، أما أمي – رحمها الله – كانت تتمتع بطيبة قلب وهدوء شديد، ومارست عملها كطبيبة أسنان فكانت تقدم خدماتها مجاناً لمعظم المرضي، فتعلمت منها العطاء وخدمة المرضي.
كما تاثرت جدا بباباوات الكنيسة القبطية العظماء ولعل معجزة القديس البابا كيرلس في بداية التحاقى بكلية الطب في جامعة سيدني كان لها الاثر الاكبر في حياتي.
وحول شعورها لدى استقبال خبر تكريم هيئة كوبتك أورفانز لك ؟ أكدت أنه عندما اخبرها القائمون على هيئة كوبتك أورفانز بانني واحدة من المكرمين في هذه الاحتفالية شعرت بعدم الاستحقاق لاني اؤدي واجبي نحو مهنتي وجاليتي ومجتمعي، وأود أن اشكر هيئة كوبتك اورفانز على وجودها في خدمة المحتاجين والأيتام لمدة ٣٥ عاما من العطاء والحب والبذل، شكرا لكل العاملين في هذا الصرح الخدمي الاجتماعي وعلى رأسهم المحبوبة نرمين رياض.
وعن ماهية الخدمات التي قدمتها للمجتمع وكان سبباً في التكريم بجائزة “القيادة بالنموذج” ؟
قالت : بالنسبة لدوري في المجتمع، الله وضعني في مكاني كمديرة لقسم الجهاز الهضمي والكبد في مستشفى سانت جورج لأخدم جاليتي العربية والقبطية، فأغلب المرضى في هذا المكان مغتربين مثل أسرتي وكل العاملين في المستشفى يعلمون ان عائلتي كبيرة ومعروفة بانتشار خدمتها وقد منحني الله بركة خدمتهم . ومن ناحية أخرى شرفت ببركة الذهاب إلى افريقيا لعلاج الاطفال هناك.
أشرف حلمي مراسل وطني بأستراليا وقرينته مع الدكتور أماني ذكري
دانيال نور: وتعلمنا حب العطاء من أجدادنا المصريين
أما الدكتور دانيال نور – الحاصل على جائزة “القيادة بالنموذج” في هذا الحفل، والفائز بشخصية العام من الشباب علي مستوى أستراليا لعام ٢٠٢٢ ، لما قدمه من خدمات طبية تطوعية لعلاج مئات المشردين في شوارع أستراليا من خلال عيادة متنقلة، وتقديم الاستشارات الطبية والأدوية إليهم بمساعدة فريق من الأطباء المتطوعين . القي كلمة مسجلة أشاد فيها بدور والديه قائلاً: الفضل يرجع لأبوى جون ومنى نور.. لقد نشأت في بيئة مسيحية وفي حضن الكنيسة فعرفت معنى العطاء والحب، كان حلمي أن أقدم خدمة للمجتمع من خلال مهنتي كطبيب، وأساعد المحتاجين والمشردين الذين بلا مأوى، فعملت مع فريق عمل متكامل يتكون من أكثر من 200 طبيب متطوع ومتخصصين في جميع مجالات الطب، وسعينا جميعاً لرسم الابتسامة على وجوه هؤلاء المحتاجين.
وقدم الدكتور دانيال التحية لهيئة كوبتك أورفانز قائلاً، إن رسالتنا في خدمة المحتاجين والأولى بالرعاية والذين ليس أحد يذكرهم ولا تختلف كثيرا عن الخدمة التى أقدمها بالاشتراك مع اكثر من ٢٠٠ متطوع من الأطباء، فنحن نذهب إلى الأحياء والمناطق التى تكتظ بالمشردين ونقدم لهم العلاج.. وهذا يشبه خدمة كوبتك اورفانز التي تذهب وتعلم وتقدم يد العون لهؤلاء المخدومين من فاقدي العائل، فهذه خدمة راقية جدا للنهوض بالانسان ولأنها رسالة سامية استمرت لأكثر من ٣٥ عاماً.
وأنهى كلمته المسجلة شاكراً كنيسته وأسرته وأبناء وطنه، وقال: انني اعتذر عن عدم حضوري هذه الاحتفالية العظيمة لوجودي في الولايات المتحدة الامريكية لاستلام جائزة الانسانية التي تمنحها عائلة الملاكم الاسطورة محمد على كلاى، وقال دكتور دانيال نور انه مدين للدكتورة اماني ذكري بالكثير لأنها مثل أعلى لكثيرين بما فيهم أنا، ولا أنسي دور الجالية القبطية التي تهتم دائما بالمحتاجين والمتشريدين وهذا ما دفعني ان أقوم بتأسيس الخدمة الطبية من خلال العيادات المتنقله للذين بلا ماوي ، وإنني أتطلع إلى اهتمام الأجيال القادمة من الجاليات المصرية لتقدم المزيد من العطاء والحب للمجتمعات التي تعيش فيها كما تسلمناها نحن وتعلمنا حب العطاء من أجدادنا المصريين وإنني أقدم الخدمات الطبية للذين يعانون وهم صامتون ونسمع أصواتهم المملوءة معاناه وأرى ان هذا واجب إنساني بحت، واخير اتمني النجاح والتوفيق لجاليتنا القبطية في كل انحاء العالم .