عزيزي القارئ .. قبل أن تذهب بخيالك أو تفكيرك بعيدا.. فهذا العنوان ببساطة شديدة موجه لكل زوج يريد أن يعيش سعيداً في حياته مع زوجته أو على الأقل يحاول أن يبحث عن تلك السعادة، و التي من أجلها ترك الرجل أباه و أمه و التصق بامرأته (تك 24:2) يجب أن تعرف أيها الزوج “الباحث عن السعادة”:
1- أن الله وضع نظام الكون الطبيعي قائما على آدم وحواء.. ” أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكر و أنثي “(متي 19: 4 ) ( وليس ذكراً فقط )
2- من أعظم أسرار السعادة في الزواج والعلاقات الإنسانية (بصفة عامة) هو أن يعيش الإنسان في تنوع واختلاف مع من حوله.. وليس صور طبق الأصل منه .
فالزوج الواثق من نفسه يستطيع أن يضيف خبرات الزوجة لعقله ولحياته. (مهما كانت ثقافتها وعقليتها ودرجة تعليمها) وهذا لن يختبره أو يجني ثماره سوى زوج يعيش مع زوجته في جو من الاحترام و الاحتواء، ولا يعيش بمبدأ أنه دائما على حق، فالرجال الواثقون من أنفسهم فقط هم الذين يعرفون أن يعيشوا بهذا الأسلوب من احتواء زوجاتهم.
3- عليك عزيزي الرجل أن تسأل نفسك دائما، عن السبب الذي من أجله خلق الله حواء في هذا الكون؟
“و أما لنفسه فلم يجد معينا نظيره” (تك 20:2)
فإذا لم يكن آدم في أحسن حال بدون زوجته وشريكته حواء، لذلك جاء الكتاب المقدس واضح الألفاظ ومحدداً.. و عبر عن حواء في كلمتين “معينا نظيره”، إذًا فزوجتك أيها الزوج وهبها الله لك كي تعينك (فيما ينقصك وفيما لا تعرفه) وعليك أن تعرف أن زوجتك مثلك تماما أمام الله وليست أقل منك في أي شيء.
ففي المسيحية “ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع” (غلا 3: 28 ) فالزوجة مثلك أيها الزوج في (الذكاء – الطموح – الحرية داخل إطار المسيح – الكرامة – العقل – المشاعر.. )
وأخيرا عزيزي الزوج من فضلك تخلى عن تلك العبارة الهدامة، مثل (لازم أطبع مراتي بطبعي).. فالزواج لا يعني أن تجعل زوجتك صورة طبق الأصل منك، فأنت لست محقا في كل شيء (وليس كل ما تربينا عليه صحيحا) فإلغاءك لشخصية زوجتك سيحرمك من أن يكون قرارك فيه طابع المشاعر.
نعم.. فهذه طبيعة المرأة، فهي تفكر وتتخذ قرارتها بصورة عاطفية، بينما الرجل يغلب عليه الطابع العقلاني (وهذا التكامل صنع قرارا صحيحا بصورة كبيرة جدا).
فتخيل عزيزي الرجل حينما تلغي شخصية زوجتك تحرم نفسك من أن يكون قرارك عاطفي عقلاني أي قراراً متكاملاً.
من فضلك.. زوجتك ليست طبق الأصل منك، بل هي جزء منك، خلقها الله مثلك في كل شيء لتكون معينا لك.