طفل فقير هدومه مِقَطَّعة كان واقف حافي بيبص بحسرة في ڤيترينة محل جزم وهو بيترعش من البرد. واحدة ست قَرَّبت منه وسألته “بتبص على إيه حبيبي؟” رد وقال لها ببراءة “كنت بأطلب من ربنا يبعت لي جزمة”. راحت الست واخداه من ايديه جوة المحل وطلبت من الموظف المسئول إنه يجيب له شراب.
وبعدين طلبت طبق بلاستيك فيه مياة ومعاهم فوطة. وراحت واخدة الحاجات دي والولد لحتة مستخبية جوة المحل وقلعت الجوانتي اللي كانت لابساه علشان البرد، وركعت قدّامه وقعدت تغسل رجليه الصغيرين بإيديها وتنشفهم بالفوطة وراحت ملبساه الشراب وطلبت يجيبوا له جزمة ولبِّستهاله هي كمان وطبطبت عليه بحب وقالت له “أكيد إنت مرتاح دلوقت ياحبيبي”.
الولد قعد مذهول شوية في مكانه مش مِصَدَّق اللي حصل بس وهو شايفها بتتدوَّر علشان تمشي، جِري مِسِك إيدها وبص لها لفوق وقال لها “إنتي مرات ربنا”؟
أول انطباع جالي إن تعبير الولد أدهشني كده لإن كلنا عارفين إن الله ماعندهوش زوجة. صحيح مغزى الكلمة اللي قالها الولد وصلتني وأكيد وصلت للي بيقرا، بس بعدها علطول قلت لنفسي “صحيح الله ماعندهوش زوجة بالمعنى الحرفي، لكن الكتاب بيقول إن الكنيسة هي عروس المسيح”. الكنيسة اللي هي أنا وإنت وإنتي”. احنا يد الله اللي على الأرض.
يمكن نكون فعلاً مستعدين نساعد الناس بفلوسنا والهدوم اللي بنوزعها لكن إننا نعمل زي الست دي؟
ضحكت وأنا بأفتكر طفل عزيز عليَّ قوي جاله فلوس هدية وباباه حَب يختبر رغبته في العطاء فقال له “إيه رأيك لو أخدنا الفلوس دي واديناها لحد محتاج؟” الولد رد وقال له “موافق. بس روح إنت إديها لهم. أنا ماعنديش استعداد أروح الحتت دي”.
سألت نفسي “يانانسي، إلى أي مدى مستعدة تساعدي الناس؟ على أد قدراتك وإمكانياتك ومشاعرك؟ ولا على أد إمكانيات الروح الساكن فيكي”؟ الرب يسوع بنفسه غسل أرجل التلاميذ. مشهد دايماً كان بيدوبني وفضل يتحداني لما شفته بيُمارس حواليَّ. وخلاني دايماً بأسأل نفسي “إيه أبعد ميل تقدري تمشيه”؟
“فَيُجِيبُ ٱلْمَلِكُ وَيَقُولُ لَهُمُ: ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلَاءِ ٱلْأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.” (متى ٤٠:٢٥)
الرب يسوع “قَامَ عَنِ ٱلْعَشَاءِ ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَٱتَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ، وَٱبْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ ٱلتَّلَامِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِٱلْمِنْشَفَةِ ٱلَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا.” (يوحنا ١٣: ٥،٤).
يارب .. ساعدني أشوف يسوع في كل شخص وأكون يسوع لكل شخص النهاردة .. آمين