زيارة مباركة تلك التي قام بها وفد الحجاج الإيطاليين لمسار رحلة العائلة المقدسة بمصر، وذلك لإدراج مصر ضمن دورية الحج الفاتيكاني التي أقرها البابا فرنسيس أكتوبر الماضى.
كان لـ”وطني” السبق في مرافقة وفد الحج الإيطالي الأول بصحبة نيافة الحبر الجليل الأنبا برنابا أسقف روما من الكنيسة الأرثوذكسية، والأسقف لينو فوماجالي أسقف مدينة فيتيرفو ،بصحبة لفيف من الأباء الكهنة والإعلاميين من إيطاليا، وكان في استقبال الوفد بالكنيسة المعلقة، كهنة الكنيسة وهم القمص يعقوب سليمان والقس كيروس تادرس والقس صموئيل عريان والقس غبريال فايق.
بدأ الوفد بجولة في “المعلقة” وسمعوا شرح تفصيلي عن تاريخ انشاءها ومراحل ترميمها ولماذا سميت بـ “المعلقة” حيث أنها بنيت على برجين من أبراج الحصن الروماني الذي بناه الإمبراطور “تراجان” في مطلع القرن الثاني الميلادي، وشاهدوا فتحة في أرض الكنيسة مغطاة بالزجاج تظهر لنا جزء من جدران هذا الحصن وأرض الكنيسة ممتدة فوقه، والكنيسة ترتفع حوالي 13 متر عن سطح الأرض، وشاهدوا أيضا كل الزخائر الأثرية القبطية بها من أحجبة الهياكل المصنوعة من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف ويرجع للقرن الثاني عشر، أيضا الأيقونات الأثرية التي يصل عددها تسعين أيقونة والإنبل الرخامي المحمول على مجموعة أعمدة رخامية داخل صحن الكنيسة ،ويرجع إلى القرن الرابع عشر وبه قطعة رخامية ترجع إلى القرن السادس عليها شكل صليبين، وكذلك العمود الذي ظهرت عليه العذراء مريم للأنبا إبرام لإرشاده وقت معجزة نقل جبل المقطم في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي.
كما شاهدوا أقدم جزء في هذا البناء بالجناح الجنوبي في المعلقة هي الكنيسة الصغرى في وسط هذه الرهبة الروحانية والجدران التي تتكلم عن تاريخ وبركات ومعجزات التقط الوفد صور لكل جزء فيها.
جدير بالذكر أن ترميم الكنيسة المعلقة انتهى عام ٢٠١٤ وتم افتتاحها في ١١ أكتوبر ٢٠١٤، بحضور قداسة البابا تواضروس الثانى والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق وعدد من أساقفة الكنيسة ومحافظ القاهرة ووزير الآثار.
والكنيسة المعلقة تعتبر واحدة من أقدم الكنائس على مستوى العالم، وبُنيت بفكرة هندسية غير موجودة في العالم، كما أن الكنيسة تحمل اسم العذراء مريم، وأشهر شهيدة مصرية من القرن الرابع الميلادي وهي القديسة دميانة.
وتضم مجموعة من الآثار المصرية في منطقة أطلق عليها مؤخراً “مجمع الأديان” ، استنادًا إلى تضمينها آثارًا إسلامية تتمثل في جامع عمرو بن العاص، ويهودية تتمثل في المعبد اليهودي، إلى جانب عدد من الكنائس أبرزها كنيسة العائلة المقدسة.
ظلت رهن الترميمات 16عامًا منذ تصدع جدرانها متأثرة بزلزال 1992 حتى تم اليوم هذا الحدث الهام .
وقد عثر في الكنيسة على أيقونة خشبية ترجع إلى القرن الخامس أو السادس الميلاديين عليها منظر دخول المسيح لمدينة أورشليم (القدس) منتصراً.
ويعد البطريرك خريستوذولوس هو أول من اتخذ الكنيسة المعلقة قصراً لإقامته، كما دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر وتوجد صور لهم على جدران الكنيسة، تحيط بها شموع وتمثل كل شمعة منها صلوات أحد مرتادي الكنيسة أو زائريها.
وفي نهاية جولتنا بالكنيسة المعلقة، قدمت الكنيسة هدايا تذكارية للوفد وعلى الجانب الأخر الحجاج الإيطاليين كانوا مبهورين بالتراث القبطي المصري.