رموز الرقم 3 (2)
22- نلاحظ أيضا أن السيد المسيح قام في اليوم الثالث:
وأعطانا المثل عن يونان الذي قضي في بطن الحوت ثلاثة أيام (مت12:40).
وقيامة المسيح تمثل باكورة القيامة (1كو15:20), بعد ذلك أقام القديس بطرس الرسول امرأة هي طابيثا (أع9:40), ثم أقام القديس بولس شابا هو أفتيخوس (أع20:10).
وبقيامة السيد المسيح رأس الكنيسة, وإقامة امرأة ورجل يمثلان عنصري البشرية, أخذنا في الثلاثة صورة كاملة عن كيان القيامة العامة.
وبالإضافة إلي هذه الصورة, ثلاث إقامات للموتي في العهد القديم, وثلاث أخر في العهد الجديد, وتكون أمامنا 3 مجموعات تضم كل منها ثلاثة لتعطي الكمال المثلث لكيان القيامة في كل العهود كمقدمة للقيامة العامة..
23- نلاحظ أيضا أن كيان خيمة الاجتماع كان من ثلاثة أقسام (خر26, 27).
وكذلك كان الهيكل أيضا (1مل8) الجزء الأول من قدس الأقداس, لا يدخله إلا رئيس الكهنة مرة في السنة, والثاني هو القدس ويدخله الكهنة, والدار يدخلها الشعب..
24- شهادة الآب السماوي لابنه يسوع المسيح, نلاحظ أنها تكررت ثلاث مرات.
المرة الأولي وقت العماد, حيث قال عنه الآب: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (متي3:17). والمرة الثانية في معجزة التجلي, حيث سمع صوت الآب من السحابة هذا هو ابني الذي به سررت له اسمعوا (مت17:5), والمرة الثالثة حينما قال السيد المسيح: أيها الآب مجد اسمك, فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضا (يو12:28), هذا الصوت الإلهي الذي تكرر ثلاث مرات يحمل كمالا لكيان الشهادة.. هذه شهادة الآب..
25- أما شهادة الطبيعة, فأظهرها كذلك الرقم 3 ذلك حينما أظلمت الأرض ثلاث ساعات, من السادسة حتي التاسعة (يو15:33), كلها مضاعفات للرقم 3 فلم تمنحها الشمس ضياءها, احتجاجا علي خيانة سكان الأرض للرب, وحزنا بسبب الخطية التي كانت السبب في كل ذلك, إنه كمال لكيان شهادة الطبيعة.
26- والكتابة التي علي صليب المسيح, كانت بثلاث لغات:
بحروف يونانية ورومانية وعبرية (لو23:38). وهي تمثل كيان اللغات, وقتذاك وتنوب عنها: اللغة العبرانية هي لغة الوحي الإلهي, واليونانية وهي لغة الثقافة في العالم والرومانية اللاتينية وهي لغة السلطة, لغة الشعب الحاكم.
27- وبصلب الرب وموته وقيامته استطاع أن يقهر ثلاثة أعداء:
أعني الخطية والموت والشيطان, فبموته داس الموت, الذي هو أجرة الخطية (رو6:23), وقال عن الشيطان: الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا (يو12:31), وقال رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء (لو10:18).
28- في تجارب السيد المسيح:
مع أن السيد المسيح كان مجربا في كل شئ بلا خطية (عب4:15), إلا أن الكتاب اختار ثلاث تجارب علي الجبل (مت4) لتمثل كيان تجارب المسيح العديدة جدا.
29- والملكوت مثله الرب بخميرة وضعت في ثلاثة أكيال دقيق, فخمرت العجين كله (مت13:33).
ولعل هذا يذكرنا أيضا في العهد القديم بثلاث كيلات دقيق, تمثل كمال كرم أبينا إبراهيم في ضيافته لثلاث ضيوف مروا عليه (تك18:6-9).
30- ولعل الطاعة للرب أو الوعد بالطاعة يتمثل في عبارة كررها الشعب ثلاث مرات:
وهي: كل ما تكلم الرب نفعل, قالها الشعب لموسي ثلاث مرات (خر19:8), (خر24:3), (خر24:7).
31- ولعل قوة الرب تتمثل في شق نهر الأرض ثلاث مرات:
المرة الأولي علي يد يشوع بن نون (يش4:7-9), والمرة الثانية علي يد إيليا النبي (2مل2:8), والمرة الثالثة علي يد إليشع النبي (2مل2:14), هذا التكرار الثلاثي يتمثل فيه كيان القوة والمعجزة.
ولعل الرقم 3 يبدو واضحا في مجموعات أسماء لها رموزها في الكيان:
32- الكيان البشري كله:
يمثله ثلاثة أسماء من أولاد آدم هم قايين وهابيل وشيث, ومنهم الجنس البشري كله, وبعد الطوفان تسلسل الجنس البشري من ثلاثة أبناء لنوح هم سام وحام ويافث يمثلون الكيان البشري كله.
33- وكيان الأبرار يمثله ثلاثة:
هم: إبراهيم وإسحق ويعقوب, حتي إن الله نفسه كان يلقب نفسه بهم, قائلا: أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب (خر3:5), (مت22:32), والمعروف أن الأبرار في الفردوس سيتكئون في أحضان هؤلاء الثلاثة, كما قيل عن لعازر المسكين (لو16:22).
34- كيان التجارب يمثله ثلاثة:
هم الثلاثة فتية في أتون النار, ومعهم الرب في وسطهم, فلا يصيبهم ضرر (دا3:25), هؤلاء هم عزريا وحنانيا وميشائيل.
35- أما مضايقات الأصدقاء فيمثلها ثلاثة:
ثلاثة أصدقاء لأيوب الصديق, أتعبوه جدا فيما أرادوا أن يعزوه, حتي قال لهم: معزون متعبون كلكم (أي16:2), أطباء بطالون كلكم (أي13:4), هؤلاء هم أليفاز التيماني, وبلدد الشوحي, وصوفر النعماني (أي2:11), (أي16:2), وقد حمي غضب الرب عليهم (أي42:7).
36- أما الأصدقاء المحبوبون..
فيمثل كيانهم ثلاثة رسل من تلاميذ الرب كانوا يتمتعون بلقاءات خاصة معه, هم: بطرس ويعقوب ويوحنا, أخذهم معه في مجده علي جبل التجلي (مت17:1), كما أخذهم في آلامه في بستان جثسيماني (مت26:37).
37- ولعل كيان المجد يمثله ثلاثة علي جبل التجلي:
هم الرب وحوله موسي وإيليا يمثلان الزواج في شخص موسي, والبتولية في شخص إيليا, وكلاهما حول الرب في مجد, والصورة كلها تمثل الله مع الناس في مجد..
38- والأعداء المقاومون للعمل الإيجابي:
يمثل كيانهم أيضا ثلاثة وقفوا ضد نحميا وهو يبني واستهزأوا به, وهم سنبلط الحوروني, وطوبيا العبد العموني, وزميلهما جشم (نح2:19), (نح6:1).
39- والذين تعرضوا لغضب الله الشديد يمثل كيانهم ثلاثة:
ثلاثة فتحت الأرض فاها وابتلعتهم هؤلاء هم قورح وداثان وأبيرام (عد16:24, 32), إنهم أيضا مجموعة من ثلاثة..
كل هذه الأمثلة مجموعات رمزية كل منها من ثلاثة أسماء.. ولماذا ثلاثة بالذات؟ إنه الرقم ثلاثة الذي يرمز إلي الكيان..
وأخيرا أحب أن أقول إن الرقم 3 في دلالته عن الكيان والوجود له أمثلة عديدة جدا في الكتاب المقدس لست أظن هذه الصفحات تكفيها.. إنما ذكرنا ما قد ذكرناه كمجرد مثال..