التنويم المغناطيسي وعلاقته بعلم الأرواح وعودة التجسد !!
لا أريد هنا أن أدخل في موضع التنويم المغناطيسي, ومدي اعتباره علما.. وإن كان البعض يري أن هذه التسمية فيها خطأ, لأن لا علاقة له بالمغناطيس ويرون أنه من الأصلح أن يسمي التنويم الإيحائي.
وهنا يحاول المشتغلون بالتنويم المغناطيسي (حسب التعبير السائد) أن يتعاملوا مع العقل الباطن لإنسان, وما اكتنزه في ذاكرته من معلومات, وبإيحاءات معينة يعملون علي استخراج تلك المعلومات.. ونحن لا نود أن نناقش هذا الأمر هنا, فليس هذا وقته, وليس موضوعنا..
إنما ما نريد أن نناقشه هو علاقة التنويم المغناطيسي بما ينادي به المشتغلون بعلم الأرواح, من جهة ما يعتقدونه في عودة التجسد, وما يسمونه الحيوات المتعاقبة.
وسنورد ما كتبه الأستاذ عبدالعزيز جادو في كتابه عودة التجسد عن قصة امرأة تدعي مسز مورفي.
يقول: إن أحد النابغين في التنويم المغناطيسي استطاع أن يهيمن علي عقلها الباطن, وأن يستدرج هذا العقل لكي يدخله في ذاكرة تمضي بها إلي قرون سحيقة, فتحدثت المرأة عن حالها في حيوات سابقة, من وقت تنويمها في القرن الثامن عشر, إلي القرن الثالث قبل الميلاد.
أي أنها تذكرت حياتها منذ أكثر من 2000 سنة!!
فيسألها عن حياتها السابقة: ماذا كانت؟ ويتدرج معها: ماذا كانت قبل ذلك: في حياتها الثالثة والرابعة والخامسة إلي حياتها التاسعة والعاشرة.. ويستمر..
ففي إحدي الحيوات كانت رجلا, كانت جنديا في الجيش وقتلت.. وفي حياة أخري كانت مدرسا في مدرسة, وفي حياة أخري كانت راهبة رئيسة دير, عجوزا عمرها 87 سنة!.. وكان يسألها أحيانا عن البلد الذي كانت فيه, وعن الملك الذي كان يحكم, وعن العبادة التي كانت تعبدها؟؟!!..
إلي أن وصلت إلي حياة كانت فيها في بلاد اليونان, وكانت تعبد إلها اسمه زيوس.. وكان ذلك في سنة 279قبل الميلاد!!
يقول لها: أنت الآن عمرك 3 سنوات.. أنت الآن كبرت.. ما اسمك حاليا؟ ما عملك؟.. كل ذلك خلال حيوات متتابعة! تتغير فيها حياتها من رجل إلي امرأة, من قائد في جيش الفرنجة إلي راهبة عجوز!.. ثم يخرج كل ذلك في كتاب اسمه البحث عن مسز مورفي تطبع منه الملايين من النسخ!!
وهنا تقف أمامنا بعض علامات استفهام مهمة:
كيف استطاعت الذاكرة أن ترجع إلي معلومات منذ أكثر من ألفين من الأعوام؟ وكيف استطاعت أن تجمعها من لغات متنوعة؟!
من لغة يونانية أيام الإله زيوس, إلي لغة لاتينية في أيام الفرنجة أو أيام الرهبنة, أو لغات أخري محلية في البلاد التي تنقلت فيها!..
يذكرنا هذا بقصة وردت في كتاب آخر عن امرأة تدعي أم سيتي.. ولدت في أوروبا, وقالت: أريد أن أرجع بيتي, تقصد مصر.. ومع ذلك لم تقل هذا بالهيروغليفية ولا بالقبطية.. ويستنتجون أنها كانت تتحدث عن حياة سابقة لها!!
إن مسألة اللغة هي إحدي مشاكل عودة التجسد التي يؤمن بها هؤلاء, وبخاصة لو كانت منذ آلاف السنين.
حتي لغة البلد الواحد تدخل عليها تطورات وتغيرات خلال الأزمنة الطويلة, فمصر مثلا من عهد الفراعنة مرت عليها الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية والقبطية, والقبطية تقسمت إلي لهجات متعددة, فأية لغة وأية لهجة كانت لأم ستي.. ونفس الوضع نقوله عن مسز مورفي.
وكيف استطاع التنويم المغناطيسي أن يعبر بالمرأة خلال بلاد عديدة وقرون سحيقة, ليجمع من عقلها الباطن أو من ذاكرتها أمورا تحتفظ بها ولم يمكن أن تنساها؟!
وكيف أمكن للروح أن تتجول في أجساد متنوعة في ذلك الزمن الطويل دون أن ترجع إلي خالقها (جا12:7).
ودون أن تذهب إلي مستقرها الأبدي طوال ذلك الزمان؟! وأين ما كانوا يقولونه أولا إن الروح تجول ثلاثة أيام ثم ترجع إلي الله!.. ثم امتد الزمن إلي رحلة أربعينية في تجوال حسب توقيت مرسوم؟.. ثم تأتي مسز مورفي لتتجول في أجساد مختلفة عن بعضهاالبعض علي مدي ألفي سنة!..
وفي اليوم الأخير, في القيامة العامة, عندما ترجع الروح إلي جسدها, أي جسد من هذه الأجساد سوف تتحد به وتقف أمام الله في وقت الحساب؟! وعلي أي أعمال لها تحاسب؟!
هل هو جسد المدرس, أم جسد الجندي, أم جسد الراهبة, أم جسد مسز مورفي؟ أم باقي أجساد الحيوات المتعاقبة؟!
هل يهربون من كل تلك الأسئلة وغيرها, محتجين بأن هذا علم يدرس في الجامعات؟! وإن كان علما, فعلي أي أساس منطقي يقوم؟ وكيف يواجه معتقداتنا الدينية؟