تحضير الأرواح
منذ القديم, والناس يحاولون أن يتصلوا بأرواح الذين ماتوا من قبل وقد نهي الرب عن هذا الأمر, في أول شريعة مكتوبة.
وذلك في سفر التثنية لموسي النبي, واعتبرالاتصال بأرواح الموتي رجسا من أرجاس الأمم الوثنيين, وضمه إلي العرافة والسحر وعمل الجن أي الأرواح الشريرة.. فقال:
.. لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم, لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار.. ولا من يعرف عرافة. ولا عائف ولا متفائل, ولا ساحر, ولا من يرقي رقية, ولا من يسأل جانا أو تابعة, ولا من يستشير الموتي. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب. وبسبب هذه الأرجاس, الرب إلهك طاردهم من أمامك (تث18:9-12).
+ + +
وللأسف انتشر تحضير الأرواح في أيامنا واعتبروه علما!!
وصار له أساتذة يدرسونه في أقسام متخصصة في الجامعات. واحتشم بعض رجال الدين أمامه, وقالوا: نحن ككنيسة لا نقف في سبيل العلم! عجب هذا الأمر! الله تبارك اسمه, يقول عنه في الكتاب المقدس إنه رجس, ونحن نوافق علي أنه علم, وله كرامته التي لا تمس!
+ + +
ويتمادي علماء الأرواح, فيهاجمون الدين عن طريق تحضير الأرواح!
فيقول بعضهم إنه قام بتحضير روح لوقا الرسول, ويوحنا الرسول! فمنهما من ينكر كتابة إنجيله, ومنهم من يقول إنه لم يكتب كلاما مثل ذلك! وهكذا تهاجم تعاليم المسيحية علنا عن طريق ما يسمونه تحضير الأرواح..
ويتمادون في ادعاء هذا التحضير, فيقولون إهم حضروا روح موسي النبي وأنبياء آخرين, ويدعون أن أرواح هؤلاء الأنبياء قالت كلاما ضد تعاليم الوحي الإلهي!!
+ + +
فهل نصمت ونقول نحن ككنيسة لا نقف في سبيل العلم!
وأين إذن شهادتنا للحق؟ وأين دفاعنا عن الإيمان؟!
لو أن العلم عرف لنفسه حدودا لا يتعداها ولا يهاجم الدين, لتركناه وشأنه, أما أن يهاجم الدين, فيجب أن نرد عليه..
فإن استطاع علم الأرواح أن يجتذب وراءه بعض رجال الدين, وإذا بهم يوافقون علي بعض ما يقول, ويقبلون بعض نظرياته مثل عودة التجسد فإن الأمر يصبح جد خطير, ولابد من مقاومته, مهما سمي علما..
+ + +
ومن جهة تحضير الأرواح, نسأل: أي روح يحضرونها؟
هل هي روح بارة أم شريرة؟ والمعروف أن الأرواح البارة تذهب إلي مكان انتظارها في الفردوس, بينما الأرواح الشريرة تذهب إلي مكان انتظارها في الجحيم, وقيل عنها في أقسام الأرض السفلي (أف4:9), وقيل في الهاوية أو في الجحيم (لو16:23), وقيل في السجن (1بط3:19).
فمن الذي يستطيع أن يحضر روح رسول أو نبي, وينزله من الفردوس؟!
بأي سلطان يفعل هذا؟! وبأية قوة؟! وهل وصل الذي يحضر الأرواح إلي مستوي الأنبياء والرسل, ينزلهم من أماكن عشرتهم مع الله والملائكة, ويأتي بهم إلي العالم, ليحقق معهم في أمور دينية, أو ليسألهم ويسأل غيرهم من الأبرار عن تفاهات لا قيمة لا في عالم الأرواح البارة!!
+ + +
ومن ناحية أخري, من يستطيع أن يخرج واحدا من ساكني الجحيم, ويرجعه إلي العالم, ليلتقي ببعض أقاربه أو أحبائه علي الأرض.
ألم يقل الكتاب عن حالة أمثال هؤلاء إنهم في السجن.. فمن يستطيع أن يخرج روحا من سجنها؟ ويمنحها فسحة من الوقت, لتلتقي بأهلها؟ أو ليسألها أسئلة تجيب عنها, بينما هي مشغولة بهمومها الخاصة, إذ قد ماتت في شرها بدون توبة..!
إن غني لعازر لم يجرؤ أن يطلب من أبينا إبراهيم أن ينزل لينصح أهله, بل طلب منه إرسال لعازر إلي إخوته ليشهد لهم حتي لا يأتوا مثله إلي موضع العذاب (لو16:27, 28). وهنا نسأل:
هل المواضع التي تقيم فيها الأرواح ليست تحت رقابة؟
هل يخرج منها من يخرج, ويرجع منها من يرجع, بدون رقيب؟!
ما مدي سلطان هذا الذي يحضر الأرواح؟ وما مدي حرية الأرواح في الحركة, وفي النزول من العالم الآخر إلي العالم الحاضر؟
+ + +
وإن كان أحد يستطيع أن يحضر روحا, فكيف يصرفها؟!
كيف يعيدها إلي موضعها في السماء أو في الجحيم؟
وإن أرادت إحدي هذه الأرواح البشرية الشريرة أن تبقي في العالم ولا تعود إلي الجحيم, فماذا يحدث؟!
ما مدي حرية الروح؟! وإن كانت في الحرية أن تنزل من مستقرها في العالم الآخر, فهل الحرية أن تبقي هنا, أو تقضي فترة في الجولان في الأرض؟! ومتي تعود؟! وما الزمن الذي تقطعه من الأرض إلي العالم الآخر؟ وكيف ترجع إلي الجحيم بإرادتها؟ أم يلزمها قوة طاردة لتعيدها بالقوة؟!
+ + +
وهل نزول الأرواح إلي الأرض يكون بمشيئة الله؟
أي هل يوافق الله علي ما يفعله علماء الأرواح ويترك باب السماء مفتوحا ينزلون منه من يشاءون, وباب الجحيم مفتوحا يخرجون منه من يشاءون؟! أليست الأرواح كلها في يد الله وتحت سلطانه؟ إذن ما سلطان علماء الأرواح علي الأرواح؟!
وهل يعرفون المكان الذي توجد فيه الروح, ليخرجوها منه.
وهل الروح لها هذه الاستجابة السريعة لطلبات أولئك العلماء؟!
بكل طاعة, وبكل خضوع! يقولون لها تعالي فتأتي! ارجعي فترجع! أجيبي علي أسئلتنا فتجيب. قدمي لنا ما نريد من معلومات, فتقدم.
والعجيب أنه منذحوالي ثلاثين عاما, كانوا يستخدمون في تحضير الأرواح طريقة البندول وطريقة السلة.. وصدقهم الناس!!
كيف سمي الله إذن إله أرواح جميع البشر (عد27:16), هو سيد هذه الأرواح, يصرفها كما يشاء, وهي تحت سلطانه.
+ + +
سؤال آخر مهم وهو: كيف تضمن حقيقة الروح؟ وكما قلنا قبلا.
إن تحضير الأرواح يحتاج إلي إثبات شخصيته.
فالذي يريد تحضير إحدي الأرواح, كيف يثبت أن الروح التي أتت إليه, هي الروح التي يطلبها؟ لنفرض أن ما صار يكلمه هو أحد الأرواح الشيطانية..ألا يستطيع الشيطان أن يظهر في هيئة ملاك نور 2كو11:14). فإن كان يمكنه هذا, فبلاشك يمكنه أن ينتحل اسم أي إنسان وشخصيته.
وهكذا يؤدي الأمر إلي تدخل أرواح مضللة, أرواح شياطين.
وهي تستطيع أن تقلد الصوت والأسلوب, وتعرف أخبارا من الماضي, وتضلل بأخبار تقولها عن المستقبل..!! وتكشف أسرارا تعرفها بطرقها الشيطانية.
+ + +